إعلان منتصف المقال
3\4\2025
أبو شريف رباح
تتسارع الأحداث في قطاع غزة مع توسع رقعة الاجتياح البري الإسرائيلي، حيث دفع جيش الاحتلال بتعزيزات إضافية ما ينذر بمزيد من التصعيد العسكري خاصة أن إسرائيل تسيطر حاليا على نحو 40% من مساحة القطاع، وقد استحدثت منطقة عازلة جديدة أطلقت عليها "فيلادلفيا 2"، فصلت فيها خانيونس عن رفح، حيث أصبحت الأوضاع أكثر تعقيدًا وخطورة على المدنيين الفلسطينيين.
تتزايد التساؤلات حول مستقبل القطاع في ظل هذا التصعيد، فإلى أين تتجه الأمور؟ وهل نحن أمام غزو إسرائيلي لكامل غزة؟
في الوقت الذي تستمر فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة تبرز تساؤلات جوهرية حول إمكانية الضغط الدولي لوقف إطلاق النار وإيقاف آلة التدمير والإبادة المستمرة، تلعب الولايات المتحدة الأمريكية دورًا محوريًا في هذا الصراع، ولكن يبقى السؤال الأهم: هل تستطيع ممارسة ضغوط فعلية على إسرائيل للالتزام بشروط وقف إطلاق النار التي وُقعت قبل 72 يومًا؟ في المقابل تبرز كل من مصر وقطر كوسيطين أساسيين قادرين على الضغط على حركة حماس للقبول بالمبادرات الجديدة في محاولة جادة لإنقاذ ما تبقى من غزة وأهلها من الدمار المتزايد والحرب القادمة.
وبين واقع العدوان الإسرائيلي والمخططات السياسية التي تستهدف القضية الفلسطينية يبرز السؤال الأكثر إلحاحًا الآن هو ما إذا كانت الدول الراعية لاتفاق الهدنة ستنجح في كبح جماح اليمين الإسرائيلي المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو ومنعه من مواصلة تدمير ما تبقى من القطاع، أم أن هناك خطة أوسع تتشارك فيها إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية وجهات دولية أخرى لإعادة تشكيل الوضع الجغرافي والسياسي عبر تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه؟ ومع تراجع محور المقاومة وسقوط دمشق تحت النفوذ التركي - الأمريكي، تصبح الصورة أكثر تعقيدًا، فهل نشهد تحولًا جيوسياسيًا أوسع يعيد رسم خارطة الشرق الأوسط السياسية والعسكرية؟ وهل هناك مخطط لإعادة تشكيل الخارطة الجغرافية للمنطقة؟
أسئلة ملحة وإجابات غائبة!! والأوضاع في غزة تحتاج إلى تحركات دولية عاجلة لمنع مزيد من القتل والإبادة والتدمير في ظل استمرار القصف والتوغل العسكري الإسرائيلي، والمجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي هل يمكنه فرض حلول واقعية تنقذ ما تبقى من غزة ووقف سيناريو التهجير القسري.