4\4\2025
أبو شريف رباح
نعم، سيُدوَّن في صفحات الحاضر والمستقبل أن شعب غزة يتعرّض لأبشع المجازر والإبادة الجماعية، وسط صمت عالمي وعربي مخزي، وسيسجل التاريخ أن أطفال غزة ونسائها وشيوخها أُحرقت أجسادهم تحت بصواريخ وقنابل النابلم الإسرائيلية في مراكز الإيواء وتحت خيام النزوح دون أن يتحرك ضمير العالم لإنقاذهم.
إعلان منتصف المقال
وسيذكر التاريخ أن الجيش الإسرائيلي بدأ عملية عسكرية واسعة على قطاع غزة وأهله مستخدما فيها كل أدوات القتل والدمار في ظل خضوع دولي وخنوغ عربي وإسلامي مطبق لم تهتز عروشهم ولم تتحرك جيوشهم ولم تُفتح مخازنها المكدسة بالسلاح والعتاد لنصرة الأبرياء المحاصرين تحت القصف والموت في غزة.
وسيكتب التاريخ أن دواب غزة وحيواناتها كانت أوفى وأرحم من كثير من البشر، إذ تحولت في ظل استمرار القصف والتوغل الإسرائيلي إلى وسائل نقل لشهدائنا وجرحانا، بعدما دمرت إسرائيل آليات الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني فيما بقيت ملايين سيارات الإسعاف والدفاع المدني متكدسة في المخازن وأمام المستشفيات في الدول العربية والإسلامية، عاجزة عن التحرك لنجدة شعبنا الفلسطيني.
لقد رافقتنا الخيول والحمير والبغال منذ أن سُحقت مقومات الحياة في غزة فحملت جثث شهداءنا واجساد جراحنا ونقلت عائلاتنا من نزوح إلى نزوح، في ظل حرب إسرائيلية لم ترحم الصغير ولا الكبير من أهالي غزة، وكم من دابة قنصها العدو وقتلها كما قتل البشر والشجر والحجر.
وإن لم يستطع العرب والمسلمون إرسال سيارات الإسعاف والمعدات الطبية، فلتبعث إلينا الشعوب بالنوق والحمير والخيول فقد تكون أرحم من الحكام وأصدق منهم في الوفاء للإنسانية.