إعلان منتصف المقال
الإثنين، 07 نيسان، 2025
يشهد لبنان اليوم إضرابًا عامًا وتظاهرات واسعة النطاق تضامنًا مع قطاع غزة، الذي يتعرض لمجازر مستمرة و"إبادة جماعية" بحق المدنيين على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي. وقد استجاب لهذا التحرك تحالف القوى الفلسطينية، المنظمات الشبابية والطلابية الفلسطينية، جامعات، مؤسسات تعليمية، ونقابات عمالية، تعبيرًا عن رفضهم للعدوان ودعوتهم لوقف العنف.
دعا تحالف القوى الفلسطينية في لبنان إلى مشاركة شعبية واسعة في الإضراب داخل المخيمات الفلسطينية، مؤكدًا على أهمية الالتزام بالقيم الوطنية والأخلاقية ورفض سياسات "الإبادة". كما ناشد الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم جعل هذا اليوم محطة تاريخية في مواجهة العدوان.
بدورها، نفذت المنظمات الشبابية والطلابية الفلسطينية إضرابًا عامًا في جميع المخيمات والتجمعات الفلسطينية، شمل مقرات ومدارس وكالة "أونروا" باستثناء المراكز الصحية وخدمات النظافة. وجاء هذا الإضراب كرسالة احتجاجية على "المجازر الصهيونية" ومطالبة للمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته.
وانضمت مؤسسات تعليمية بارزة إلى هذا الحراك، حيث أعلنت جامعة "الجنان" إغلاق أبوابها في طرابلس وصيدا تضامنًا مع غزة واستنكارًا للعدوان، داعية أسرتها الأكاديمية للتأمل في قيم العدالة الإنسانية. كما أعلنت "جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية" في صيدا التزامها الكامل بالإضراب، مؤكدة على تربية الأجيال على نصرة قضايا الأمة ورفض جرائم الحرب والتمسك بحق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية.
وشاركت مدارس الإيمان في صيدا بالإضراب ودعت إلى مسيرة تضامنية مساء اليوم. كما أعلنت مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة التزام مدارسها بالإضراب تضامنًا مع غزة وتنديدًا بالعدوان.
وفي طرابلس، دعا عمال ونقابة بلدية طرابلس إلى وقفة وإضراب أمام مبنى البلدية، مطالبين الشعوب العربية والإسلامية بمساندة غزة في وجه "التواطؤ والصمت الدولي". ووصف اتحاد المعلمين في لبنان المجازر في غزة بأنها "جريمة تُكتب بحروف الدم"، مطالبًا الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها ورفض التعامل مع الضحايا كـ"خسائر جانبية".
وقد عمّ الإضراب الشامل مختلف المخيمات الفلسطينية في شمال وجنوب لبنان، حيث أغلقت مدارس "الأونروا" والمحلات التجارية والمؤسسات التربوية، تجسيدًا للتضامن والتكاتف مع أهالي قطاع غزة الذين يواجهون "مجازر إسرائيلية" وحشية.
عبّر لاجئون فلسطينيون عن أن الإضراب هو خطوة بسيطة للتعبير عن وقوف المخيمات مع أهالي غزة الذين "يذبحون أمام مرأى العالم"، مشيرين إلى أن هذه الفعاليات تأتي من باب الواجب الوطني والإنساني في ظل الحاجة الماسة للوقوف مع القطاع المحاصر. وأكد مشاركون في الإضراب أن هذه الخطوة تعبر عن صوتهم وتضامنهم مع غزة وشعبها.
يُذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم من الولايات المتحدة وأوروبا، تشن منذ أكتوبر 2023 عدوانًا على قطاع غزة أدى إلى استشهاد وجرح أكثر من 165 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين.