14\3\2025
أبو شريف رباح
رغم عدم وجود أدلة قاطعة على أن الموساد الإسرائيلي بدأ بتنفيذ عمليات تصفية ضد الأسرى الفلسطينيين المحررين، الذين يتهمهم بقتل إسرائيليين وان اياديهم ملطخة بالدماء، فإن الوفاة المفاجئة للأسير المحرر نائل عبيد بعد أسبوع فقط من إطلاق سراحه أثارت تساؤلات وشكوك في منظمات الأسرى والأوساط الفلسطينية والعربية والدولية.
فالأسير الشهيد "نائل عبيد" الذي أُفرج عنه في فبراير 2025 ضمن صفقة تبادل الأسرى المعروفة باسم "طوفان الأحرار" بعد أيام قليلة من خروجه وفي ملابسات مشكوك فيها أعلن الاحتلال الإسرائيلي وفاته نتيجة سقوطه من سطح منزله في بلدة العيسوية بالقدس المحتلة، حيث فارق الحياة متأثرًا بجراحه في مستشفى هداسا الإسرائيلي.
إلا أن طبيعة الوفاة أثارت تساؤلات وتكهنات كثيرة خاصة أن عبيد كان متهما من قبل الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ هجوم على "مقهى هليل" عام 2003، الذي أسفر عن مقتل 18 إسرائيليا، حيث حكم عليه بالسجن 7 مؤبدات و30 عام، وبالنظر إلى سجل الاحتلال في استهداف نشطاء فلسطينيين وعرب حتى بعد الإفراج عنهم، يبرز التساؤل هل كانت وفاته حادثا عرضيا أم أن هناك تدخلا من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أدت لوفاته؟
الأسير المحرر الشهيد "نائل عبيد" لم يكن أول أسير محرر يُثار الجدل حول وفاته فقد سبقته حوادث تصفية مشابهة استهدفت نشطاء فلسطينيين وعرب بعد إطلاق سراحهم من سجون الاحتلال ومعتقلاته ومن أبرز هذه الحالات، الشهيد اللبناني سمير القنطار الذي قاد مجموعة من مقاتلي جبهة التحرير الفلسطينية بعملية فدائية داخل كيان الإحتلال الإسرائيلي بتاريخ 22 أبريل 1979، عندما تسلل ومجموعته عبر البحر إلى مدينة نهاريا ونفذوا هجوما أدى إلى مقتل عدد من أفراد من الجيش والشرطة الإسرائيلية، وحكمت عليه إسرائيل بالسجن المؤبد، وقضى 30 عامًا في الأسر قبل أن يتم الإفراج عنه في صفقة تبادل أسرى عام 2008 بين حزب الله وإسرائيل، ولأنه لعب دورا في دعم المقاومة في سوريا ولبنان قامت إسرائيل بإغتياله في 19 ديسمبر 2015 في غارة إسرائيلية على منطقة جرمانا قرب دمشق، مما عزز الشكوك بأن الاحتلال لا ينسى "أعداءه" حتى بعد الإفراج عنهم.
وبناءً على هذه السوابق التاريخية، فإن حادثة وفاة الأسير المحرر نائل عبيد قد تكون جزءًا من سياسة إسرائيلية غير معلنة تستهدف تصفية الأسرى المحررين الذين تعتبرهم تهديدا مستمرا، مما يجعل التساؤلات حول تورط الموساد أو أجهزة أمنية إسرائيلية أخرى في هذه العمليات أكثر منطقية.