_watermark_Mon_05062023_190745.jpg)
22/3/2025
أبو شريف رباح
يتحمل كيان الاحتلال الإسرائيلي اليوم المسؤولية الكاملة عن الجرائم التي يرتكبها جيشه في قطاع غزة وما ينفذه من عمليات عسكرية في الضفة الغربية بالتعاون مع المستوطنين المتطرفين، فهذه الجرائم لا تأتي في سياق حرب تقليدية بين إسرائيل والفلسطينيين بل هي جزء من سياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى إبادة الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه بدعم أميركي وغربي غير محدود يقابله صمت عربي وإسلامي ودولي مخزٍ.
ومن المؤكد أن المجتمع الإسرائيلي بمختلف أطيافه، سواء من اليمين أو اليسار يؤيد حرب الإبادة الجماعية والجرائم والمجازر بحق الفلسطينيين، وقد أظهرت حكومة نتنياهو عبر عدوانها المستمر على غزة والضفة الوجه الحقيقي لهذا الكيان القائم على الحروب والاحتلالات والذي لا يؤمن بالسلام مع العرب أبدًا، فمنذ السابع من أكتوبر تشهد المنطقة تحولات جذرية في موازين القوى والتحالفات فبينما تشن إسرائيل حربًا مسعورة على غزة وتتوسع في سوريا وترفض الانسحاب من لبنان وتهدد بضرب إيران، نجد روسيا منشغلة بحربها في أوكرانيا، فيما يواجه العرب والمسلمون أزمات اقتصادية تهدد استقرار بلدانهم وشعوبهم. كل ذلك في ظل عدم اكتراث بالمجازر التي تُرتكب يوميًا بحق الفلسطينيين، اعتقادًا منهم أن المشروع الصهيوني يستهدف فلسطين وحدها، رغم أن الحقيقة تؤكد أن هذا المشروع سيمتد ليهدد المنطقة بأكملها، كما يتضح من خلال احتلال إسرائيل مجددًا لأراضٍ سورية كانت قد تحررت في حرب أكتوبر 1973.
لكن، ورغم كل ذلك، أُجزم بأن الشعب الفلسطيني لن يستسلم ولن يرفع الراية البيضاء بل سيواصل كفاحه ونضاله المشروع حتى استرداد حقوقه الوطنية كاملة، فمعركتنا مع الاحتلال هي معركة وجود وليس معركة حدود، ومعركة صمود وإرادة لذلك لن يكون المستقبل إلا مع شعبنا الفلسطيني الذي يدافع عن أرضه وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين إلى ديارهم.