30\3\2025
أبو شريف رباح
يأتي يوم الأرض هذا العام في ظل نزيف متواصل لشلالات من دماء أبناء فلسطين، في غزة والضفة الغربية وأراضي 48 المحتلة. يطلّ علينا هذا اليوم بحزن وألم عميقين، إذ شهدت غزة عدوانًا همجيًا من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي لم يترك بشرًا ولا شجرًا ولا حجرًا إلا واستهدفه بالدمار.
إعلان منتصف المقال
يتزامن يوم الأرض هذا العام مع عيد الفطر المبارك، في وقت يدفع فيه شعبنا الفلسطيني ضريبة باهظة من دماء أبنائه، وسط حرب إبادة جماعية وجرائم حرب تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي، الذين يتعاملون بازدواجية معايير واضحة فبينما يُتهم الشعب الفلسطيني بالإرهاب، تُدافع القوى الكبرى عن أكبر كيان إرهابي في العصر الحديث، إسرائيل، التي تواصل القتل والتدمير والتطهير العرقي بحق الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
يُحيي الفلسطينيون يوم الأرض في 30 آذار من كل عام، تخليدًا لذكرى أحداث عام 1976، حين صادرت السلطات الصهيونية آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية. في ذلك اليوم، شهدت معظم البلدات الفلسطينية داخل الخط الأخضر إضرابات شاملة وتظاهرات حاشدة، امتدت من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال. وكانت الشرارة الأولى في قريتي دير حنا وعرابة، حيث خرج أبناء البلدتين في مظاهرات حاشدة، أغلقوا خلالها الطرق وأشعلوا الإطارات، ما أدى إلى اشتباكات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين وإصابة واعتقال العشرات.
واليوم في ظل محاولات الاحتلال المستمرة لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، هل تعود تلك الأيام التي واجه فيها أبناء شعبنا جيش الاحتلال بصدورهم العارية، وتمكنوا من الدفاع عن أرضهم؟ وهل نملك اليوم الوعي الوطني والشجاعة الكافية لمواجهة مخططات التهجير القسري، خاصة في غزة التي تتعرض لحرب إبادة شاملة؟ وهل نستطيع توحيد صفوفنا لمجابهة التحديات المصيرية التي تهدد القضية الفلسطينية برمتها؟
لقد شكّل يوم الأرض عام 1976 نقطة تحول في مسيرة النضال الفلسطيني، وأسهم في بلورة الهوية الوطنية الجامعة التي التف حولها جميع أبناء الشعب الفلسطيني، وفي هذه الذكرى، رغم الألم والمعاناة، هل يكون يوم الأرض هذا العام فرصة لوحدة الفلسطينيين بكل أطيافهم للدفاع عن وطنهم؟ وهل يستطيعون، رغم المآسي والمجازر، تأكيد تمسكهم بأرضهم ورفض الاستسلام للواقع الذي تحاول إسرائيل فرضه عليهم، في ظل صمت وتخاذل المجتمع الدولي والأمم المتحدة والعالمين العربي والإسلامي؟
واختم بأن يوم الأرض سيظل شاهدًا على صمود الفلسطينيين ونضالهم من أجل البقاء في وجه محاولات الطمس والاقتلاع من أرضهم.