طوّشتنا إدارة الأونروا في لبنان منذ شهور الحرب الأخيرة وما قبلها بالتحقق الرقمي، والمساعدات، والخطط الإغاثية للاجئين الفلسطينيين في لبنان.
جاءت الحرب، وعايشنا ويلاتها ومآسيها... نزوح ودمار، وبطالة ودماء، وشحار على أنواعه، من مراكز الإيواء التي لا تشبه الإيواء، والخطط الرنانة التي طوّشتنا بها الأونروا.
عاش شعبنا في الجنوب اللبناني نكبة من الأونروا فوق نكبته من العدو الإسرائيلي ومجازره وبطشه المتنقل بين المناطق، لا يميز بين مواطن وآخر.
لم يسلم من بقي من شعبنا في مناطق صور ومخيماتها وتجمعاتها من استهدافات الطائرات الإسرائيلية في البص، والبرج، والرشيدية، والشبريخا، والقاسمية، وأبو الأسود وغيرها.
وفي المقابل، تخلّت عنهم الأونروا وتركتهم لمصيرهم المجهول، وسط الرعب والخوف والعوز، بلا طبابة تُذكر، ولا إغاثة، ولا تعليم.
أما في مناطق النزوح، فحدّث ولا حرج! لم تخجل الأونروا من مستوى التقديمات الشحيحة، التي لم تكن على قدر المعاناة، خصوصًا في مراكز الإيواء، مما اضطرّ الكثير من العائلات إلى العودة لمناطق القصف في صور، معرضين حياتهم وحياة عائلاتهم للخطر، بدل أن "يتبهدلوا" وتضيع كرامتهم بلا إغاثة!
ومؤخرًا، تمخّض الجبل فولد فأرًا! أتحفتنا الأونروا بكرتونة مساعدات لا تُسمن ولا تُغني من جوع، وشغلت بها كل الشعب الفلسطيني.
وبالمقابل، انشغل الناس بالكرتونة على حساب الخدمات الأساسية الأخرى التي ضاعت في خضمّ هذه المسرحية الهزلية. فقامت إدارة التعليم في لبنان، وفي غفلة عن الجميع، بتنفيذ أجندتها التقليصية.
من جهة، أصبحت الإضرابات والتعطيل سيّدا الموقف، وإدارة التربية والتعليم مرتاحة الضمير، ومبسوطة لتواصل سياسة دمج المدارس والصفوف، دون حسبان لأي ردّة فعل، ودون مراعاة لأي نتائج!
فهل هناك مؤامرة أشدّ من هذه المؤامرة التي يجري تنفيذها لتدمير التعليم، وتجهيل طلابنا، وعدم توفير الخطط العلاجية؟ هل كل هدف هذه الإدارة سوى التوفير والنفاق للمديرة العامة؟؟
وبالمقابل، هناك ما يُخطط لمجزرة أخرى في خدمات الاستشفاء للاجئين، وهو ما نوّهت له إدارة الأونروا في بيانها الأخير، غير مبالية بمرضى السرطان، وحالات الطوارئ، والعمليات الباردة، وغيرها من الخدمات الطبية.
ومسلسل المجازر التي ترتكبها هذه الإدارة لا يتوقف عند هذا الحدّ، بل تجاوز ذلك إلى وقف برنامج الإعمار، والشؤون، والمساعدات النقدية وغيرها!
لذلك، نسأل كل ضمير حي: هل قضيتنا وهمّنا أصبح كرتونة المساعدات، بعدسها وبرغلها؟ أم ما يُحاك لمستقبل خدمات الأونروا الأساسية؟
اصحوا يا ناس... اصحوا يا قياداتنا!
تمّ إلهاؤنا بالكرتونة والحيادية لتمرير مخططات أخطر وأعمق...
اصحوا قبل فوات الأوان!!!
صوت اللاجئين الفلسطينيين في لبنان