في 9 ايلول 2024، انطلقت من شمع، جنوب لبنان، خطة توزيع إستثنائية للمساعدات موجهة إلى المجتمعات الأكثر احتياجًا في المنطقة، التي تعاني حاليًا من أزمة اقتصادية واجتماعية وإنسانية غير مسبوقة.
تتضمن المساعدات المقدمة من الكتيبة الإيطالية المشاركة في بعثة “اليونيفيل” (قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان) موادًا متنوعة تشمل المعدات المدرسية للطلاب، الملابس للرجال والنساء والأطفال، مواد النظافة الشخصية والمنزلية، إلى جانب البطانيات والمخدات وأغطية الأسرة. ستُوزع هذه المساعدات على النازحين من مناطق الحدود في جنوب لبنان، الذين عانوا من النزاع المستمر الذي أثّر بشكل كبير على البلاد وعلى منطقة عمليات “قبعات السلام” التابعة للأمم المتحدة.
كانت هذه المبادرة قد أُطلقت أيضاّ في شهر آيار الماضي من قبل بلدية سانت أنتيكيوالإيطالية، التي، بفضل دعم بلديات سولشيس إيغليسيانتي، والعديد من جمعيات التطوع في المنطقة، والتعاون الثمين من “لواء ساساري”، الذي يقوم بمهمته الثالثة في لبنان تحت راية الأمم المتحدة، قد بدأت جمع المساعدات الضرورية لإرسالها إلى المواطنين اللبنانيين، الذين يواجهون أزمة خانقة تحد من قدرة الحكومة اللبنانية على التدخل.
وقد قدمت المجتمعات المحلية شكرها العميق لإيطاليا وجزيرة سردينيا الايطالية على اهتمامها الكبير وتضامنها مع السكان المحليين في هذه اللحظة الحرجة، التي تكشف مجددًا عن معاناة الفئات الأكثر ضعفًا.
وفي هذا السياق، رئيس بلدية صور ورئيس اتحاد بلديات المنطقة المهندس الحاج حسن دبوق، قال: “لقد أظهر الجنود الإيطاليون أنهم حاملون لثقافة السلام والتضامن التي وصلت إلى قلوبنا كلبنانيين، وأثبتوا من خلال أفعالهم مشاعر الأخوة الصادقة.”
من جانبه، أشار قائد الكتيبة الإيطالية والقطاع الغربي في اليونيفيل الجنرال ستيفانو مسسينا، إلى الحاجة الكبيرة والملحة لـ”إجراء حقيقي ينطلق من إرادة وضع كرامة الناس في الصدارة، وخاصة أولئك الذين يواجهون ظروفًا صعبة بسبب اضطرارهم لترك قراهم نتيجة للآثار المدمرة للصراعات المستمرة منذ حوالي عام”.
وأكد الجنرال مسسينا فخره بهذا المشروع لمكتب التعاون المدني-العسكري الايطالي، الذي هو ثمرة العطاء لاهالي جزيرة سردينيا وقلوبهم الكبيرة والنابضة، وكذلك مجتمع سانت أنتيكيو.
من ناحيته أضاف رئيس بلدية سانت أنتيكيو، إينازيو لوتشي، الذي شارك عبر الفيديو من قاعة المجلس البلدي، “هذه المساعدة لها معنى خاص. في 22 آب 2017، تم توقيع بروتوكول التوأمة بين بلديتنا وسلطات بلدية صور، برعاية الكتيبة العسكرية الإيطالية في بعثة اليونيفيل، وذلك بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين في البحر الأبيض المتوسط وتعزيز المشاريع المحلية.”
وختم لوتشي قائلاً، “وبناءً على هذا التوأمة، نحتفظ اليوم بارتباط خاص مع سكان صور ولبنان، وقررنا دعمهم في هذه اللحظة التاريخية الصعبة.”
وفقًا للمنظمة الإنسانية الدولية “إنترسوس”، يوجد حاليًا أكثر من 100 ألف نازح داخلي، قادمين من مختلف القرى الحدودية، “ضحايا غير مباشرين” للنزاع الحالي.