الزّميلاتُ والزّملاءُ
بمناسبـة افتتاح العام الدّراسيّ، يُسـعدنا في اتحاد المعلمين أن نُبرقُ بالتّحيّـة العطِـرة إلى الكادر التّعليميّ والإداري في وكالة الأونروا، شـاكرين لهم جهودهـم الكبيرة التي بذلـوها في العام الدّراسيّ الماضـي، ونُقدّر لهـم إصرارهم على تقديم تعليـمٍ منتظـم برغـم التّحدّيات العظيمـة. ونرجو أن يُكلّل هذا العام الدّراسيّ بالنّجاح والتّوفيـق، وأن يمضيَ كما هو مُخطَّـط له رغم الظّروف الاقتصاديّة والمعيشية والأمنية التي تُلقي بأعباء نفسية ثقيـلة على أبناء شعبنا الفلسطينيّ.
*الزّميلاتُ والزّملاءُ*
لقد عوّدتُـمونا على صبركم وثباتكم وأدائكم الرّاقي والمُميّز، ومُغالبتكم الظّروف القاهرة، وعَهِدنا فيكم حِرصكم على أبناء شعبـكم. وهذه الأخلاق العالية ليست بغريبـة عنكـم؛ فقد كنتم ومازلتم تؤدّون واجبكم المهنيّ في أصعب الظروف وأحلكها، وهذا يدلّ على أصلكم النّبيـل ومعدنكـم الطّيّـب.
كما لا يمكن أن ننسى بهذه المناسبة شعبنا الفلسطيني الصّامد المرابط في غزّة العزّة وضفّة الإباء وهم يتعرّضون لأبشع الجرائم والمجازر الوحشيّة بهدف تهجيرهم من أرضنا المقدّسة، داعينَ الله لهم ولنا نصرًا مبينا وعودة قريبة إلى الدّيار رغم الحصار والدّمار الذي يخلّفه الاحتلال للبشر والحجر، فنحن شعب يأبى الاستسلام والتّفريط بحقوقه المشروعة مهما بلغت الأثمان، وكان آخر هذه المجازر قصف عشرات الخيم في مواصي خان يونس في منتصف اللّيل والنّاس نيام بصواريخ ارتجاجيّة من الطّائرات الحربيّة الأمريكيّة وسقوط عشرات الشّهداء من الأطفال والنّساء الذين دُفن بعضهم في حفر الرّمال من شدّة الضّربة والبعض الآخر تناثر أشلاء ممزّقة. ونرجو أن تكون هذه السّنةُ الدّراسيّة سنةَ خير وعافية لموظّفينا وطلّابنا وشعبنا في الدّاخل والشّتات رغم ضياع العام الدّراسيّ الماضي على عشرات آلاف الطّلّاب في غزّة والخوف أيضًا على ضياع هذا العام عليهم نتيجة استمرار هذه الحرب الشّنيعة، كما نسأل الله تعالى أن يمنّ على طلّاب وأهالي إقليم غزّة بالفرج القريب وعودة الحياة إلى طبيعتها لتعويض ما فاتهـم من المحتويات والمقررات التّعليمية بسبب حرب الاحتلال على المؤسّسات التربوية بما فيها مدارس الأونروا، فهذا الشعب العظيم ذو الإرادة الفولاذية قد عوّدنا دائما أن "ينهض من تحت الركام أقوى وأصلب مما كان".
كما يؤكد اتّحاد المعلمين للكادر التعليمي والإداري الذي يمثل، بالتزامنا متابعة المطالب والحقوق النقابية بكل ما أوتينا من إمكانيات رغم صعوبة الظّروف وتعقيدات المرحلة التي نشهدها في الوقت الرّاهن وعلى رأسها دراسة تآكل الرواتب في ظلّ الظروف الصّعبة وحضور لجان المسح وتناقص الحصص من المعلمين وتثبيت ما تبقّى من معلمي الدار والتزام الإدارة بنسبة اليومي المتّفق عليها والبدء بتثبيت النّسبة الباقية لأنّ نسبة المياومين قد تجاوزت النسبة المحدّدة والتزام الإدارة بالشفافية في اختيار الروسترات وأيضا الالتزام بلود الثانوي المعتمد في الدولة المضيفة وتعبئة الشّواغر في مركز سبلين على نظام التثبيت سائلين المولى عزّ وجلّ التّوفيق والسّداد في تحسين ظروف العمل لجميع الفئات الوظيفية في قطاع التعليم.
كلّ عامٍ وأنتم وطُلّابكـم بألف خير
*اتّحاد المعلّمينَ في لبنانَ*
*بيروت الثلاثاء في 10 أيلول 2024*