الزّميلاتُ والزّملاءُ
في ظلّ الدّعم الأمريكيّ والتّواطؤ الغربـيّ والتّخاذل العربـيّ والصّمت الدّوليّ؛ يرتكـب العدوّ الصّهيونيّ المُجرم مجزرةً مُروِّعة جديدةً بحقّ المدنيّين النّازحـين في مدرسـتَي الفاخورة وتلّ الزّعتـر التّابعـتَين لوكالة الأنروا في قطاع غزّة، والتي يُفترض أنّها مدارس محميّةٌ بموجب القانون الدّوليّ الإنسانيّ الذي يُجرّمُ اسـتهداف مراكز إيواء النّازحين. وقد راح ضحيّة هاتين المجزَرتَين المئاتُ ما بين شـهيد وجريح ومُصَاب ومفقود. هذا في الوقت الذي تُمعن فيه الآلـة الصّهيونيّة الهمجيّة في إبادة الجرحى في مشفى الشّفاء ونَبـش جثث الشّهداء من قبورهم الجماعية والتّمثيل بأجسادهم.
إنّ هذه المجرزة هي جريـمةُ حربٍ مفضوحـة ومُكتملة الأركـان يترتّب عليها مسؤوليّة جنائيّة دوليّة وتسـتوجب إحالة مُرتكبيـها إلى المحاكم الدّوليّة فورًا ليلقوا جزاء أفعالهم. وفيها تجاهلٌ كاملٌ لشــرعة حقوق الإنسان، وامتهانٌ تامٌّ للكرامة الآدميّـة، وسـحقٌ مُطلقٌ لكلّ القيم والأعراف الإنسـانيّة، واسـتباحةٌ لكلّ المواثيق والمبادئ. وهي تضاف إلى سلسلةٍ من الجرائم البشـعة ابتدأت بمشفى المعمدانيّ ولا تزال مسـتمرّة حتّى اليوم دون رادعٍ أو حسـيب، وفاقت بحجم بشاعتها وعنصريّتها ما ارتكبته العصابات الصّهيونيّة في عام ١٩٤٨.
لقد ارتكب العدوّ الصّهيونيّ هذه المجازر الوحشيّة البشـعة على مرأى ومسـمع من العالم أجمع دون أن يُحرّك ساكنًا، لا بل تجاهلَ قرارات الأمم المتّحدة وضربَ عرض الحائـط بتوصيات الجمعيّة العموميّـة، ولا يزال مستمرًّا في غطرسـته وإجرامـه، فيما تصُمُّ الدّول الغربيّة والعربيّة آذانها عمّا يجري من تدميـر وتخريبٍ وتقتيل وتهجيـر، فما أقبح هذه الازدواجيّـة العوراء!
إنّ هذا الإجرام يجب أن يتوقف الآن، ويجب أن يُسـاق قادة هذا الكيان المُصـطنع إلى المحاكم الدّوليّة لارتكابهم جرائـم حرب مُروِّعـة. وإذا كان قادة هذا الكيان يعتقدون أنّهم بهذه المجازر يدفعون شعبنا للتّهجير فهم واهـمون ومُخطئـون. سيبقى شعبنا الفلسطينيّ في أرضه ثابتًا راسخًا كرسـوخ الجبال، ولن يبرحـها إلى مكان آخر في هذا العالَم. هذه الأرض لنا ولأولادنا وأحفادنا، ولا تتّسـع إلّا لهويّـة واحدة..
سينتصر شعبنـا رغم الآلام، والاحتلال إلى زوال.
*اتّحاد المعلّمينَ في لبنانَ*
*بيروت في ١٨ تشرين الثّاني ٢٠٢٣*