recent
أخبار الساخنة

بيان صادرإعلام حركة فتح في ساحة لبنان




بسم الله الرحمن الرحيم

"مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" صدق اهلّ العظيم.

ياجماهير شعبنا الفلسطيني في الاراضي الفلسطينية وفي الشتات...

يا من قدَّمتم قوافل الشهداء منذ بداية النكبة والتشرُّد واللجوء وحتى هذه اللحظات من أجل حفظ الأمانة المقدسة التي عُلِّقت في أعناقنا، وسكنت في قلوبنا، وعاشت في عقولنا على مرِّ الزمان، منذ الاحتلال الغاشم لأراضينا التاريخية في فلسطين العربية وعاصمتها القدس الشريف، وهي الارض المباركة، والتي منها عرج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماء حيث كانت ليلة الإسراء والمعراج. هذه هي أرضنا المباركة والتي شهدت مواقف الكرامة والعزة، والبطولات النادرة دفاعاً عن الاراضي المقدسة، والتراب المبارك، والأقصى المبارك.

إنَّ شعبنا الفلسطيني المعطاء لم يتغيَّر ولم يتبدَّل، وأبطاله الذين قاتلوا ودافعوا عن المقدسات هم اليوم يقفون وسط الميدان بكل إعتزاز وافتخار، يحملون السلاح مدافعين عن أرضهم، وعن أبناء شعبهم، وعن كرامة الأقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية. إنهم ومنذ ستة أيام يخوضون في قطاع غزة معركة الصمود والتحدي ضد الاحتلال الصهيوني الغاشم والمدجج بكل أنواع الأسلحة والصواريخ، ودعم متواصل من الطائرات التي لا تغادر الأجواء، وهي التي تواصل تدمير البيوت واستهداف الأطفال والنساء والرجال المسنين، بما في ذلك المستشفيات، ومآوي العجزة، والتجمعات السكانية، خاصةً المخيمات التي تعج بأكثر من مليونين ونصف مليون في قطاع غزة الصامد، الذي يفتقر للملاجئ الكافية، لكنَّ أهله يتمتعون بالايمان العميق بأنَّ النصر قادمٌ لأنهم يقاومون الصهاينة الذين دنَّسوا أرضنا، ومقدساتنا، وقاموا بتشريد أهلنا من أراضيهم منذ النكبة على مرأى ومسمع من كل العالم، وللأسف فان الولايات المتحدة والحركة الصهيونية العالمية كانتا تروِّجان لدعم هذا الكيان الصهيوني النازي، والذي ارتكب العديد من المجازر في قرانا، وبلداتنا، ومدننا الفلسطينية، وتهجيرهم من أَجل إقامة المستوطنات والمستعمرات الصهيونية مكان هذه القرى التاريخية، كل ذلك تمَّ على مرأى ومسمع من دول العالم، والهيئات الدولية، والقانونية والامم المتحدة، وكانت المؤامرة كبيرة، واليوم نشهد شكلاً جديداً لمثل هذه المؤامرات التي تستهدف وجودنا الفلسطيني في المخيمات، من أجل إستكمال مخطط الإبادة للوجود الفلسطيني حتى يتم تحقيق الحلم الصهيوني بإقامة " إسرائيل الكبرى" على الاراضي الفلسطينية.

إن المواقف البطولية التي نشهدها اليوم في قطاع غزة خاصة، وفي الاراضي الفلسطينية عامةً من حراكٍ وطني ثوريًّ مقاومٍ لوجود الاحتلال، ومشرِّف في المواجهة والدفاع عن شرف المخيمات التي أَصبحت عنواناً لوجودنا الثوري أينما كنَّا، بانتظار العودة المقدسة والتي لا بدَّ منها، فإننا من هنا من لبنان العروبة، من مخيماتنا، وأينما كنا في حالة اللجوء هذه بانتظار العودة التي لا بد منها، فإننا نسجِّل إكبارنا، واعتزازنا بأهلنا داخل فلسطين، وخاصة في القطاع الصامد الذي واجه أشرس وأقسى هجمة نازية حاقدة، وقدَّم الشهداء والجرحى، وتمً تهِّجير أهله بسبب قصف الطائرات المتواصل، والذي تعمَّد إسقاط الضحايا الفلسطينيين دون أي إعتبار لخصوصية المدنيين، وهذا ما نعتبره جزءاً من حرب الإبادة التي بدأت قبل العام ١٩٤٨ وما زالت حتى اليوم.

وأمام ما يجري من جرائم وحشية فإنَّنا نناشد الأمة العربية والاسلامية لاتخاذ موقف موحَّد وحاسم للحؤول دون تنفيذ هذا المشروع الدموي الذي لا يختلف عن السلوك النازي والعنصري الحاقد، والذي تسبَّبَ في إبادة الكثير من الشعوب .

إننا في حركة فتح ندعو إلى موقف فلسطيني موحَّد يرتكز على قواعد العمل الوطني المشترك، لأن المخاطركبيرة، والأسهم موجهة الى قلب الشعب الفلسطيني، وقلب قضيته الوطنية المقدسة والثورية، والتي صمدت طيلة السنوات السابقة، وأثبت قدرتها على الاستمرار في كفاحه الوطني والثوري من أجل تحرير الارض، والعودة إلى أرض الآباء والأجداد .

إننا نبارك صمود أهلنا في قطاع غزة، وفي كل أرجاء الوطن، ونؤكد مجدداً أن ثبات أهلنا في الاراضي الفلسطينية المستهدفة هو عنوان الإصرار على الدفاع عن أرضنا المباركة، وطريق التحريردائماً مزروعة بالأشواك، والألغام، والاستعصاءات، والعوائق، خاصة أننا نواجهُ ألدَّ الأعداء وهم الصهاينة، وهذه الحركة الصهيونية تُكن الكراهية والأحقاد للأمة العربية والاسلامية، ولذلك تُصرُّ على احتلال أرضنا ومقدساتنا مها كلَّفها الأمر من إرتكاب المجازر التي شاهدناها ، وما زلنا نشاهدها. وهي ترفض القرارات الدولية التي تتعلَّق بفلسطين.

ونحن نقول كشعب فلسطيني سنواصل ثورتنا ومقاومتنا، والثبات على مواقفها المبدئية والتاريخية كحركة تحرير للأرض المقدسة، وندعو الأمة العربية والاسلامية إلى اعتماد مواقف ثابتة وداعمة وجذرية بما يتعلق بالقضية الفلسطينية، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وهذه القضية أمانةٌ في أعناق جميع أبناء أمتنا العريية والاسلامية والأوفياء في العالم، وانتصار فلسطين هو إنتصارٌ للحق، وهزيمة للباطل، وهو عنوان الوفاء لكل شهداء الامة العربية والاسلامية الذين خاضوا المعارك التاريخية في فلسطين، وعلى حدودها ضد الاحتلال الصهيوني.

صحيح أن العدوَّ الصهيوني يمتلك القدرات العسكرية الهائلة ، ولكنَّ شعبنا وأهلنا يملكون الايمان بالله لأنه مع أصحاب الحق، ولیس امامنا إلَّا الصبر والصمود، والتوحُّد من أجل هدف واحد وهو تحرير الأرض والمقدسات، وعودة اللاجئين الى ديارهم، واستعادة المقدسات، وهذا ما أَكدته قرارات الأمم المُتحدة في ميثاقها، والله سبحانه وتعالى هو المُستعان. وإنَّ غداً لناظره لقريب.

وانها لثورة حتى النصر

إعلام حركة فتح في ساحة لبنان
12/10/2023
google-playkhamsatmostaqltradent