recent
أخبار الساخنة

قِصصٌ ومعاناة من عين الحلوة إلى جامعة هارفرد بأميركا.. كتاب اللاجئة مريم البدوي "إنسانٌ مع وقف التنفيذ"



محمد حسون - خاص موقع عاصمة الشتات الفلسطيني

من رحمِ المعاناة التي نعيش في المخيم تُولد القصص، بحلوها ومُرّها وتتفجّر منّا ينابيعٌ من المواهب المخبأة لكتابتها، كي تبقى شاهدةً ولا يجف حبرها إلى الأبد ، فلم تكن مريم على علمٍ أن ما كتبته سيصل إلى هذا الحد وذلك المكان وكل هذا الاهتمام ، وأنه سيبلغ أولئك الناس الذين لا يعرفون شيئاً عن حياتنا. 
 لاجئةً فلسطينية من مخيمات الشتات في لبنان مريم حسن البدوي إبنة مخيم البص وتعيش مع عائلتها لزوجها بمخيم عين الحلوة تصل بكتابها إلى أميركا جامعة الأبحاث في هارفرد، فهي تنتظر بفارغ الصبر توقيعه الذي يحمل عنوانٌ غريبٌ معناه يختصر ٧٤ عاماً وكل حياة اللجوء "إنسانٌ مع وقفِ التنفيذ" ويحمل في طيّات صفحاته ألف حكايةٍ وحكاية ليست طيفاً من خيال ، بل حقائق منسوجة بخيوطِ المعاناة والقهر وضيقِ الحال ، خيوطٌ نسجتها مريم تُحاول بألوانها الجميلة التغلّب على حياة اليأس والإحباط، والحلمُ بغدٍ مشرق ومستقبلٍ أجمل لعائلتها ولجميع الناس من اللاجئين بعد ٧٤ عاماً من نكبة ومعاناة اللجوء ، رغم كل التحديات التي تحتاج إلى كثير من التضحيات والنضالات تقدمُ لأجل فلسطين.
تُحاول مريم بصريرِ قلمها إيصال ذلك الصوت الخافت في أعماقها وأعماق كل لاجئ ولاجئة كباراً وصغاراً من داخل الصندوق إلى العالم ، مريم البدوي مواليد عام ١٩٩٥ تبلغ من العمر ٢٧ عاماً متزوجة من الشاب أحمد الشامة في مخيم عين الحلوة ولديهم طفلان روهان وميرال ، تعلمت الهندسة المعمارية بمركز كلية سبلين للأونروا وكانت تحب هذا المجال كثيراً ولولا الظروف تعلمته بالجامعة والآن تدرس بالجامعة اللبنانية أدب إنكليزي ، حيث عملت بالهندسة سنوات داخل شركة بعد أن تخرجت واكتسبت مهارات كثيرة وخبرة واسعة في الهندسة ، وحين اضطرت لترك العمل بسبب انتقالها لمنطقة أخرى أخبرها مديرها في العمل أنه لم يرى شخصاً يحب عمله مثلك, وقال: لقد تعلمت منك الكثير وأهم شيء أنّكِ جعلتِني أُحبُّ فلسطين ، فكان هذا الموقف مؤثّراً في حياتها.
فكرة الكتاب لم تكن تخطر على بالها بالبداية ولكنها دائماً ما كانت تفكّر بمعاناة شعبها اللاجئ في ظلِّ كل الظروف الصعبة المحيطة به ، فراحت خلال الأزمة التي عصِفت وما زالت في لبنان وانعكست بشكل كبير على المخيمات منها أزمة الكهرباء وانقطاع المولدات بسبب المحروقات وانقطاع المياه والأدوية وحليب الأطفال والضائقة المالية الصعبة التي أثرت على حياتها وحياة عائلتها.
وعاشت مريم تلك الظروف بكل تفاصيلها وانعكاساتها على الناس معيشياً ونفسياً، وحاولت أن تتعايش وتصبر رغم ضيق الحال ، حتى وأعلنت دائرة شؤون اللاجئين الفلسطينيين لمنظمة التحرير الفلسطينية عن مسابقة بحوث علمية للأزمة تُسهم بتخفيف المعاناة عن مخيمات الشتات فتقدم إليها الكثير من الباحثين والباحثات من فلسطين والشتات فكان بحثُ مريم من بين أفضل ٣٠ بحث، وكان مشروع مفصّل ودراسة من ١٨١ ورقة عن الطاقة البديلة بالمرواح الكبيرة لتغذية مخيم عين الحلوة ، وتم تكريمها بسفارة دولة فلسطين في بيروت من رئيس دائرة شؤون اللاجئين الفلسطينيين للمنظمة الدكتور أحمد أبو هولي، وكانت برفقة زوجها أحمد الذي يقف إلى دائماً جانبها ويدعمها.
فبعد هذه الخطوة قام بتشجيعها أحد الأشخاص المهتمين بعد أن وصله خبر تكريمها عن البحث الذي قدمته واهتمامها وشغفها بمحاولات تخفيف معاناة شعبها، وكان هناك طلبٌ بأن تكتب حياة اللجوء وتلك المشاهد والمعاناة والظروف القاسية التي يعيشها الناس في المخيم ، فحاولت مريم أن توثّق جزءاً مختصراً بأسلوب قصصي مميز ومؤثّّر بمن يقرأ ويريد أن يعرف حياة من هجّروا قسراً من فلسطين..
إنسانٌ مع وقف التنفيذ كتابٌ باللغة الإنكليزية suspended human – inside the box 
 نُشر رسميا على موقع وأصبح متاحا Amazon.com للشراء إلكترونياً فهي بانتظار حفل توقيع الكتاب بفارغ الصبر الذي ينقل الواقع كما هو وهناك سعي بأن تسافر إلى أميركا لجامعة هارفرد لحضور حفل توقيعه، الذي قام بكتابة مقدمته دكتور علم النفس في جامعة هارفرد بيل سلوتر Bill Slaughter والذي أبدى إعجابه لطريقة كتابة مريم للقصص، حيث قدم الدكتور بيل مقارنة بين مريم إبنة المخيم والزعيم الأميركي مارتن لوثر كينغ المعروف بالناشط الإنساني الحقوقي من أصول أفريقية المحارب للتمييز العنصري، فكتاب مريم مطبوعٌ باللغة الإنجليزية الذي تطمح مريم أن يُطبع باللغة العربية عن طريق دور النشر الذي يستحق هذا وتحظى بتوقيعه في الشتات الفلسطيني برعاية رسمية وحفلٍ بين الناس وعائلتها.
رابط الكتاب على موقع أمازون الذي أصبح متاحاً للشراء









google-playkhamsatmostaqltradent