المصدر / د. وسيم وني
أطلع محافظ القدس عدنان غيث وفد حركة "فتح"-إقليم سوريا، على واقع محافظة القدس، وما تعانيه من اعتداءات الاحتلال والاستيطان، مستعرضا الاستراتيجية التهويدية للسيطرة على المدينة المقدسة ومحاولات سلخها عن جذورها العربية الإسلامية المسيحية.
جاء ذلك خلال استقبال المحافظ غيث للوفد في مكتبه بضاحية البريد، بحضور مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، ووزير شؤون القدس فادي الهدمي، وأمين عام المؤتمر الوطني الشعبي للقدس اللواء بلال النتشة، وقائد منطقة القدس العميد حمزة جياب، وقادة الأجهزة الأمنية، وسفير منظمة التعاون الإسلامي في فلسطين أحمد الرويضي، وعضوي المجلس الثوري سلوى هديب ورائد اللوزي، وأمين سر حركة "فتح"- إقليم القدس شادي المطور، وأعضاء الإقليم والمناطق والشعب في منطقة القدس.
وأكد المفتي، في مستهل اللقاء، أن القدس عقيدة كل مسلم وعربي، والعقيدة لا تباع أبدا، وخائن من يفكر ببيع ذرة تراب من أرضها الطهور، وأن فلسطين ستبقى عربية كنعانية إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.
بدوره، نقل غيث أماني المقدسيين بالتئام الشمل الفلسطيني وعودة جميع اللاجئين المهجرين إلى ديارهم في فلسطين التاريخية، لافتا إلى أهمية هذه الزيارة.
وشدد على وحدة أبناء شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، مشيدا بأهمية دور إقليم حركة "فتح" في سوريا، ومكانة الكادر الفتحاوي هناك.
وأوضح أن ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من مواصلة الاستيلاء على أراضي المقدسيين وهدم منشآتهم السكنية وتشريد سكان المدينة، والتحايل وممارسة الخداع والتزوير من أجل السيطرة على الأرض الفلسطينية، وسياسة التضييق على المقدسيين ومنع أية نشاطات فلسطينية في مدينة القدس وإغلاق العديد من المؤسسات المقدسية التي تقدم الخدمات لأبناء شعبنا في العاصمة المحتلة، يأتي في إطار السياسة الاستعمارية التي تنتهجها دولة الاحتلال وتطبيقا لما يسمى "صفقة القرن" الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تشرعن قوانيها لخدمة مشاريعها ومصالحها الاستعمارية، دون الالتفات أو أدنى مراعاة للقوانين الدولية والإنسانية التي ترفض الوجود الاستعماري في مدينة أقرت الشرعية الدولية وبأغلبية أكثر من 138 دولة في العالم أنها عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة، وتعد العدة بمخططات احتلالية للعام 2020 فيما الفلسطينيون لا خطة لهم سوى الثبات والصمود والتحدي والإصرار على بناء الدولة المستقلة بعاصمتها الأبدية القدس الشرقية.
ولفت غيث إلى صمود وثبات أبناء شعبنا في القدس، رغم كل ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي الذي هو جزء من سياسة العقاب الجماعي والتطهير العرقي التي تمارسها بحق أبناء شعبنا، خاصة أبناء العاصمة المحتلة.
بدوره، لفت الهدمي إلى أن قدر المقدسيين خاصة وأبناء الشعب الفلسطيني على وجه العموم، أن يتصدروا خط المواجهة الأول في الدفاع عن حقوقهم المشروعة غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها الحرية والاستقلال وبناء الدولة الفتية التي يطمح لها كل فلسطيني غيور على ترابه المقدس، موضحا أن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وكافة مناطق الشتات يقفون في خندق واحد حتى فلسطين حرة عربية والقدس عاصمتها الأبدية.
من ناحيته، قال اللواء النتشة إن القدس هي العمود الفقري للأمة العربية، مشيرا إلى أن الاحتلال سيدفع ثمن جرائمه وسيحاسب أمام الأسرة الدولية، ولن يفلت من العقاب، ومنها جرائمه منذ احتلاله الأرض الفلسطينية وتهجيره للسكان الأصليبن العزل، فيما قالت هديب إن زيارة أهلنا من سوريا ما هي إلا باكورة العودة الشاملة لجميع المهجرين واللاجئين إلى ديارهم الأصلية .
من ناحيته، أشار السفير الرويضي إلى أن قضيتي اللاجئين والقدس هما الأكثر استهدافا من الاحتلال وأعوانه، مشيرا إلى أن المقدسيين أفشلوا مخططات الاحتلال بثباتهم وصمودهم وتحديهم وإصرارهم على التمسك بحقوقهم المشروعة.
بدورها، ثمنت أمين سر الإقليم في الساحة السورية الأخت هدى بدوي جهود المحافظ غيث رغم المضايقات وسلسلة الاعتقالات التي تعرض لها منذ توليه منصبه، في محاولة فاشلة للحد من التحام المقدسيين بالمؤسسة الرسمية الفلسطينية ممثلة بمحافظة القدس، مؤكدة وحدة الحال بين أبناء شعبنا في الداخل والشتات في مواجهة التحديات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية.