recent
أخبار الساخنة

أرجوكُم لا تُطلقوا النَّار اليوم أنا بخاف... طفلٌ قالها بغصَّة

الصفحة الرئيسية



محمد حسون

منتدى الإعلاميين الفلسطينيين
لم يكن ذلك الطّفل إبن ١٠ سنوات ليقول تلك الجُملة لأحدِ الأشخاص من حاملي السّلاح في مخيم عين الحلوة وهو مارّاً على جانب الطريق عبثاً أو تنظيراً ، بل كانت جُرأةٌ غير متوقعٌ أن تراها في المخيم ، وهو يطلبُ رجاءاً منه بوجهٍ لا يعرف التَّعبير إلا عن شُعورٍ بالخوفْ، مصحوباً برجفةٍ في الشّفاه ودمعةٍ يحبسُها في العين ، "عمو طلعو النتائج الصبح .. عمو بترجاكن ما تقوصو اليوم لأني بخاف كتير".
فما كان من هذا الشخص الأربعيني الذي يرفضُ فكرة إطلاق النار في الهواء من أساسها وسُلوكياته المعروفة بالرافضة للكثير من التصرفات التي تحصل في مخيمه، رغم أنه حاملاً للسلاح بسبب لقمة العيش فقط بحسب وصفه، ليقول مُطمئِناً  للطفل بكلامٍ لطيف "عمو حبيبي ما تخاف انا من الناس يلي ما بقوّص بالهوا ولا غيرو كمان، وعندي ولاد صغار متلك وهني بخافو من صوت الرصاص، وتأكد يا عمو انت متل ولادي، ويلي بخاف على ولادو لازم يخاف على ولاد العالم، بس رح وصِّل صوتك لكل حامل سلاح بركي سمعونا وما قوصو بس يا عمو بتعرف المخيم.
هذا كان أبسط ما طلبهُ ذلك الطِّفل واصفاً شعوره بغصةٍ وحُرقة، وهذا كان أقلّ واجباً ما نقلهُ ذلك الرجُل، كي تكون رسالةً موجّهةً للجميع ... فهل من مُجيب؟ ، لما يحصلُ من ضررٍ يتسبّب بفعلِ هذا التصرف الفاقد للقيم الإنسانية والدِّينية والوطنية، لتصل إلى زهقٍ للأرواح عدا عن تأثيراتهِ النَّفسية على الناس وضررها في الممتلكات.
إلى كل حاملٍ للسلاح، أليس عندكَ أطفالاً وعائلة أكنتَ عسكرياً أم مدنياً وفي أي مكانٍ كنت في فصيل فلسطيني في المخيم أو غيره ، وطنياً كان أو إسلامياً، جماعة، تياراً، حزباً أو تنظيماً، هذا الطفل يطلب منكم ببساطةٍ أن لا تُطلقوا النار في الهواء ابتهاجاً أو تجريباً اغتناما للمناسبة، كم من غيرهِ أطفالاً وأناساً لا نسمعُ صوتُهم وأنينهم، ولكن يُسمع صوت البنادق في خوفهم ورجائهم، وزخاتِ الدُّموع ببكائهم وصراخهم وسرعة نبضات قلوبهم.
google-playkhamsatmostaqltradent