recent
أخبار الساخنة

مواقف لحزب الله في السياسة المحلية والاقليمية وصفقة القرن


لبنان- الجنوب - محمد درويش:

القى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال الاحتفال التأبيني الذي أقيم للمرحومة ذكية عبد الكريم نصر الله (إم حمزة كرنيب) شقيقة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وذلك في مجمع أبا عبدالله الحسين(ع) في بلدة البازورية لبنان بحضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله الحاج عبد الله ناصر، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات ، وقد جاء فيها:

إن العالم اليوم في صراع كما هو منذ أن بدأ الإنسان على الأرض، ولكن الصراع تارة يتخذ شكلاً فردياً كما حصل بين قابيل وهابيل، وأخرى يتخذ صفة أمم وجماعات ضد أمم، وثالثاً يتخذ شكل الظلم من خلال الفراعنة والنماريد الذين يستبدون بشعوبهم، ونحن اليوم في هذا العالم نخوض صراعاً مع الاستكبار العالمي المتمثل بأميركا والغرب، ومعه الصهيونية الذين يريدون حكم العالم بظلمهم ولمصالحهم حتى ولو أدى ذلك إلى إذلال البشرية وقتلها.

إن كل شعوب المنطقة تريد السلام والاستقرار والاستقلال، وتريد أن تعيش حياتها بحرية واستقامة كما تريد أن تختار، ولكن أميركا لن تسمح بذلك، وبالتالي، إذا فتشنا عن الأزمات الموجودة في منطقتنا واحدة واحدة، سنجد أن كل الأزمات وراءها إسرائيل وأميركا، ولا يوجد أي أزمة بمعزل عن هؤلاء، فالقضية الفلسطينية التي هي أزمة الأزمات في منطقتنا، بدأت منذ حوالي المئة سنة مع الاستعمار البريطاني، وتواطأت الدول الكبرى لتشرد الشعب الفلسطيني وتحل محله الصهيونية، ومنذ ذاك الوقت وحتى الآن تعاني فلسطين والقدس وكل المنطقة من الاحتلال الإسرائيلي ومشاريعه وعدوانه، لا سيما وأن هذا الاحتلال في كل مرة يهدد ويقتل ويزيد من احتلاله ويرتكب المجازر، وتغطيه أميركا والغرب، على قاعدة أن حقه في أن يفعل ما يشاء، ولكن ليس من حق الفلسطيني لا أن يدافع ولا أن يحرر ولا أن يواجه هذه التحديات.

إن الهيمنة الأميركية اليوم هي سبب الأزمات، وربما البعض لا يلتفت أن أزمات أميركا ليست ضد الإسلاميين والمقاومة فقط، فأميركا تصنع الأزمات مع كل العالم، مع فنزويلا وروسيا والصين وكوبا وكوريا الشمالية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكذلك تدعم أنظمة الاستبداد في الخليج التي تقتل وترتكب المجازر في اليمن، وكانت أميركا وراء إنشاء "داعش" في منطقتنا،

فأميركا وإسرائيل هما اللذان يصنعان الأزمات، ومن ثم يقولون لنا ممنوع المقاومة، بحجة أن المقاومة تخرب الاستقرار، فأنت تبحث عن المقاومة أو عليك أن تبحث عن الذي سبب الاحتلال والاعتداء حتى نشأت المقاومة،

إن المقاومة مشروع أثبت جدواه في كل المنطقة، وواحدة من العلامات المضيئة اليوم في منطقتنا هي ببركة المقاومة، فالعلامة المضيئة في فلسطين هي ببركة المقاومة الفلسطينية، والعلامة المضيئة في اليمن هي ببركة المقاومة اليمنية، والعلامة المضيئة في لبنان وتحرير الأرض والقضاء على جبهة "داعش" من بوابة البقاع هو ببركة المقاومة، والانتصارات التي حصلت في سوريا والعراق هي ببركة المقاومة، وقيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية المباركة لا شرقية ولا غربية هي ببركة المقاومة منذ أربعين سنة على يد عبد الله الإمام الخميني (قده).

إن هذه المقاومة هي التي أثبتت وجودها وحضورها، وليكن معلوماً، لقد ولّى زمن الفزع بالتهويل والتهديد، وولّى زمن الاستسلام بإظهار القوة المعادية والضغط على شعوب المنطقة، لأنه مع المقاومة، لا يمكن أن يكون للتهديد أي أثر في قيادة الناس إلى الاستسلام، بل يشكل حافزاً إضافياً على دعم المقاومة وتسليحها وتمكينها حتى تواجه مع شعبها كل التحديات القائمة، ولقد أصبحنا في زمن يختلف عن الأزمان السابقة، هو زمن تقول فيه المقاومة نعم للتحرير والعزة، ولا لإسرائيل ولا لأميركا ولا لمشاريعهما.

بالأمس اضطلعنا على موقف تاريخي عظيم اتخذه ولي أمر المسلمين الإمام القائد علي الخامنئي (دام حفظه) عندما رفض أن يتسلم رسالة ترامب، معلناً بالفم الملآن أن التفاوض تحت الضغط مرفوض، وأن ترامب ليس جديراً بأن يقدم عروضاً وهو الخائن لتعهداته وعروضه، وأن الجمهورية الإسلامية في موقع المواجهة والدفاع والمقاومة ولا يمكن أن تخضع للابتزاز، فدائماً أميركا تختار عناوين براقة من دون محتوى، وبالتالي كيف يحصل التفاوض والضغط الاقتصادي والسياسي موجود، وعدم الالتزام بالمواثيق قائمة، فهذا لا يمكن، علماً أنه دائماً كانوا يقولون بالنسبة للقضية الفلسطينية، اجلسوا على طاولة المفاوضات، ولكن كل طاولات المفاوضات التي حصلت منذ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين حتى الآن، كانت طاولات ترسيم التنازل تلو الآخر، وتفاوض من جهة واحدة هي إسرائيل بإملاءات على الفريق الآخر بدعم دولي آثم، ولم يكن هناك مفاوضات في أي وقت من الأوقات.

الآن من البداحة عند الأميركيين أنهم استغنوا عن عنوان التفاوض الذي يمكن أن يدلّس على الناس، واستبدلوه بعنوان صفقة القرن، ليقولوا إننا انتقلنا إلى مرحلة فرض الحلول بنقاش ومن دون نقاش، لأنهم يعتقدون أنه بإمكانهم أن يحققوا ما يريدون، ولكن هم لن يحققوا ذلك، فمع وجود المقاومة، لا يمكن أن ينجزوا، ولا يمكن أن ينتصروا، ولا يمكن أن يهزموا شعوب منطقتنا بعد اليوم.

الجميع يعلم أن شرعية العدوان مرفوض، وليس مسموحاً بعد اليوم أن تكون السلطة والمال هما اللذان يقرران مستقبل منطقتنا، مهما كانت الأموال والقوة والقدرة، فالمقاومة بكل فريقها تملك الإمكانات المناسبة، وسنقول أمراً، إن القضية ليست مرتبطة بالإمكانات، وإنما مرتبطة بالإيمان والقرار الحر، ففي يوم من الأيام كان "الكتيوشا" في جنوب لبنان لا يساوي شيئاً، ولكن عندما حمله رجال أبطال شجعان، تحول إلى سلاح استراتيجي، واليوم كل طائرات "F35" وكل المدمرات التي يملكونها، لا يمكن أن تكون عائقاً أمام أسلحة عادية وصواريخ بسيطة دقيقة يمكن أن تطال كل مكان في الكيان الإسرائيلي، ويمكن أن تواجه كل التحديات، لأن قيمتها ليس في ضعفها ومداها، وإنما قيمتها بمن يطلقها ويحمل القرار بأن يكون مقاوماً يريد أن يحرر الأرض، ويقف عزيزاً لمصلحة الأجيال القادمة.

إن لبنان حقق إنجازاً كبيراً من خلال ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة، وهذا الانجاز سنحافظ عليه، ومهما علت الأصوات التي تتحدث عن مقاومة وسلاح وترتيبات، فإنها لا يمكن أن تمنعنا في أن نبقى في الخندق والصف الأمامي للدفاع عن أرضنا ومياهنا، ومن أجل أن نحرر كل ما تحتله إسرائيل على قاعدة أننا أصحاب الحق، فهناك الآن أناس لا يريدون أن يقاتلون، وبالتالي هم أحرار، ولكن أن يجروا بلدنا إلى الاستسلام تحت عناوين مختلفة، فهذا لا يمكن أن يكون مع وجود المقاومة وعملها، ونحن مستمرون في هذه المقاومة من أجل تحرير الأرض والإنسان في آن معاً.

إننا رفعنا منذ الانتخابات النيابية الأخيرة عام 2018 شعاراً انتخابياً هو نحمي ونبني، وعليه فإن كلمة نحمي تعني المقاومة، وكلمة نبني تعني العمل في داخل تركيبة الدولة بمصالح الناس، ونحن جمعنا هذين الشعارين معاً في هذه الانتخابات لنقول إننا نولي أهمية استثنائية في هذه المرحلة لخدمة الناس وبناء الدولة كما بذلنا الاهتمام الكبير في السابق لبناء المقاومة وعملها، ولذلك نحن نتابع على مستوى الحكومة والمجلس النيابي بما يجعل الناس قادرين على أن يتابعوا حياتهم، ولقد اغتاظ الغرب وأميركا أن لنا وزراء داخل الحكومة، ولكن لا يمكن للحكومة أن تنطلق من دون وجود وزراء حزب الله، لأن حزب الله جزء لا يتجزأ من هذا الشعب الذي اختار نواب حزب الله.

إننا نناقش الموازنة في مجلس النواب، وفيها بعض الثغرات التي لها علاقة بالضرائب على الناس، ونحن سنعمل إن شاء الله لإفشال فكرة فرض ضرائب جديدة على الناس، ولكن نريد أن نقول أمراً هاماً، فالحكومة اللبنانية تتحمل من اليوم مسؤولية أن تناقش السياسة الاقتصادية في لبنان، وبالتالي ما هو موقف الحكومة اللبنانية من السياسة الزراعية والصناعية والتجارية والسياحية والتعليمية والخدماتية، فهذه عناوين ست تحتاج إلى أن تهتم بها الحكومة اللبنانية لترسم سياساتها على هذا الأساس، فتوفر فرص عمل، وتحمي الانتاج اللبناني، وتنهض بالاقتصاد، وإلاً إذا استمرت المناقشات على قاعدة الموازنة، فإنها ستحقق تخديراً مؤقتاً، ولا تحقق نقلة نوعية، التي تكون بدراسة السياسات الاقتصادية التي تتحمل مسؤوليتها الحكومة.

ورأى رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أن المواجهة مع أميركا وحلفائها على مستوى المنطقة ليست سهلة، لا سيما وأن أميركا تستخدم اليوم كل إمكاناتها وقدراتها وعملائها وضغوطاتها من أجل أن تسكت صوت المقاومة في لبنان، وتوقف هذا المد الثوري والجماهيري والمحق للجمهورية الإسلامية الإيرانية في وقوفها مع قضايا الحق في العالم كله، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

كلام السيد صفي الدين جاء خلال رعايته حفل إطلاق الأنشطة الصيفية للعام 2019 الذي أقامه حزب الله في مجمع موسى عباس في مدينة بنت جبيل، بحضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله الحاج عبد الله ناصر،

وأكد أننا أمام تحديات كبيرة في لبنان وكل المنطقة، ونعرف أن الذي يقود هذا العدوان على شعوب بلدنا وأمتنا ومنطقتنا، هو الولايات المتحدة الأميركية، وعليه، فإن صفقة القرن هذه ستحولها الشعوب المقاومة إلى صفعة القرن على الجبين الأسود للولايات المتحدة الأميركية

وأوضح أن ما يهمنا هو يبقى بلدنا معافاً وسليماً وقوياً وموحداً، وأن يتمكن اللبنانيون على مصائبهم من إنقاذ اقتصادهم وأوضاعهم الاجتماعية الحرجة والصعبة، ولكن هناك كلمة لا بد من التحدث بها في مثل هذه الظروف لأنها تنفع الآن وفي المستقبل، وهي أنه إذا كان هناك من يتوقع وينتظر من بعض اللبنانيين أن المتغيرات التي ستحصل في المنطقة جراء الهجمة الأميركية الظالمة والشرسة والخبيثة

وأضاف نقول لكل هؤلاء الذين يتحدثون في مناسبة وغير مناسبة، بأنه من لا يريد أن يكون معنا في هذه المواجهة فهو حر،

وختم إن أميركا بالنسبة إلينا عدو حقيقي وشرس وخبيث، فهي التي تريد أن تعطي القدس وفلسطين لليهود، وأن توطّن الفلسطينيين ولاحقاً السوريين هنا في لبنان، وأن تخرب هذه المنطقة وقد خربتها على مدى كل العقود الماضية بدعمها لحلفائها وحكام سيئين لم ترَ منهم شعوب المنطقة إلاّ الوبال والمصائب والخيبات، فأميركا حيث ما حضرت هي شر وسيئة، وبالتالي يجب أن يواجه هذا الشر وأن تدفع هذه السيئة كما يجب أن تدفع.






google-playkhamsatmostaqltradent