طلابنا قلب الثورة النابض، ووقود إستمرارها وتوهجها، لذا أولت حركة فتح جُلّ إهتمامها بالطلاب، فكان "صندوق السيد الرئيس محمود عباس لمساعدة الطلاب الفلسطينيين في لبنان"، بكل مشاربهم وانتماءاتهم السياسية والعقائدية، يستفيدون من هذه المساعدة المتواضعة دون تمييز، رغم ما تمر به السلطة الفلسطينية من ضائقة مالية، وضغوطات دولية للرضوخ والموافقة على ما يسمى بصفقة القرن" وعد ترامب المشؤوم". ولعل الدور النضالي للكتيبة الطلابية في حركة فتح لهو أكبر مثال على دور الطلاب في قيادة هذه الحركة.
وكان حصيلة هذا الدعم المتواضع لطلابنا في لبنان، حصاد المراتب الأولى في الشهادات الرسمية والجامعية. وحركة فتح تشجيعاً منها، وكعادتها من كل عام تكرم طلابها الناجحين .
وهذا العام كرمت حركة فتح اقليم لبنان - منطقة بيروت ( المكتب الطلابي الحركي)، كوكبة من الطالبات والطلاب الناجحين والمميزين، ومدير منطقة لبنان الوسطى في الاونروا، ومدراء المدارس، بتقديم دروع ومجسمات القدس وشهادات تقدير، في احتفال تكريمي في المركز الثقافي لبلدية الغبيري " رسالات"، عصر الجمعة 3 آب/ 2018 أحيته فرقة البيادر للفنون الشعبية الفلسطينيىة، حيث قدمت وصلات فولكلورية من وحي التراث الفلسطيني الملتزم.
حضر الحفل أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان الحاج فتحي أبو العردات؛ نائب رئيس الملف الفلسطيني في حزب الله الشيخ عطالله حمود؛ مدير منطقة لبنان الوسطى في "الأونروا" الأستاذ محمد خالد أعضاء لجنة إقليم فتح في لبنان؛ ممثل جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية؛ ممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية ؛ ممثلو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وقيادة حركة فتح في بيروت؛ مسؤول المكاتب الحركية في بيروت؛ مسؤول دائرة شؤون اللاجئين في لبنان؛ ممثلو اللجان الشعبية وقوى الأمن الوطني الفلسطيني في بيروت؛ مختار برج البراجنة؛ ممثلو اللجان والهيئات والروابط البيروتية؛ الهيئة التعليمية لمدارس الأونروا؛ الطلاب الناجحين وعائلاتهم؛ وكافة الأطر والمكاتب الحركية.
بدأ الحفل بالوقوف دقيقة صمت مع قراءة سورة الفاتحة، تلاها النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني؛ ثم نشيد حركة فتح.
وكانت كلمة لمدير منطقة لبنان الوسطى الأستاذ محمد خالد قال فيها:
العام هو ككل عام، عهد نجاح وفرح لأننا كالعادة نحقق في منطقة لبنان الوسطى نتائج مشرفة، ودرجات متألقة على صعيد الامتحانات الرسمية في صفي التاسع الأساسي والثاني عشر.
حفلنا قلوبنا عامرة بمشاركتكم وكلنا جميل وعرفان بحضوركم البهي. اننا في منطقة لبنان الوسطى نعتز بكل الجهود التي بذلت والتي اثمرت نجاحاً عظيماً. اننا نعتز بأهل التربية والتعليم ادارة ومعلمين والذين عملوا جاهدين لتحقيق وقفة العز والنجاح لابناء شعبنا الطيب. انني اليوم اتقدم واياكم بأسمى واغلى ايات العرفان لمؤسستنا الانروا مؤسسة الكرامة الانسانية لاقول لكم ورغم كل الاوضاع الصعبة التي تحيط بنا، ورغم كل الضبابة في المشهد المقبل بسبب العجز المالي والبالغ ٢١٧ مليون دولار، الا اننا نستوقف انفسنا كثيرا ونتوسم خيرا لان الانروا هي مداد الاقلام التي سطرت نجاحات مشرفة، ومراكز عالية، انها يا اعزائي مؤسسة شاركتنا وتشاركنا نبضات قلوبنا في الماضي والحاضر، وستشاطركم المستقبل والغد المنشود بفضل القيمين والحكماء والشرفاء ان شاء الله حتى يرتسم مع شمسنا الاصيل صباح العودة الفلسطينية.
وفي كلمته اعلن الاستاذ محمد خالد عن نسب نجاح الطلاب في مدارس الانروا وكانت على النحو التالي:
الثانوية العامة:
علوم الحياة 85% خمسة جيد جدا و ٢٢ جيد
اقتصاد واجتماع 2% خمسة جيد
انسانيات 95% خمسة جيد جيدا و ١٧ جيد.
الشهادة المتوسطة
٢١ جيد جدا و ٢٤ جيد
مدرسة الكرامة 85%
مدرس جالود 84%
القدس 76%
حيفا 72%
راس العين 20%
وكانت كلمة لمنظمة التحرير وحركة فتح ألقاها أمين سرها في لبنان الحاج فتحي أبو العردات، جاء فيها:
هذا التكريم اليوم هو تكريم لكم على هذا الجهد الذي بذلتموه وهذه النتائج الطيبة التي تحدث عنها زميلنا الاستاذ محمد خالد. هذه النتائج نفخر بها ونعتز به، لاننا بالعلم والتعلم معركتنا مع العدو الصهيوني، ولا يمكن الا ان تكون بالعلم والتفوق. هذا عدو استباح الكرامات واحتل الارض وبالتالي الراية تنتقل من جيل الى جيل، نحتفل بتكريمكم الذي هو تكريم لنا جميع، تكريم للشهداء الاكرم منا جميعا، شهداء ثورتنا الفلسطينية المعاصر، ورمزنا الشهيد ياسر عرفات.تكريمكم اليوم وتفوقكم لا بد ان يهدى الى الاسرى والمعتقلين في زنازين الاحتلال، الى البطله عهد التميمي، هذه المناضله التي شاهدناها، هذه الصلابة والتحدي والارادة والايمان في عيونها وهي تصفع الجندي المدجج بالسلاح، هذا هو النموذج الذي سينتصر، الى الشهيدة رزان النجار المسعفة والممرضة التي استشهدت في غزة وهي تنقل الجرحى.
وتابع ابو العردات: بالتفوق والعلم لا بد ان نصنع هذا التحدي، وان نصل الى تحقيق اهدافنا المنشودة، بالعلم والتفوق نستطيع ان نقف في وجه هذه العنصرية الصهيونية المتجسدة في قرارات الكنيست الاسرائيلي باعتبار ارضنا الفلسطينية هي ارض "قومي يهودي" يريدون ان يلغوا حق العودة، وان الفلسطيني يجب ان يبقى في مخيمات الشتات، يعاني من قسوة الحياة والعيش والبطالة وعدم وجود فرص العمل، المعاناة تكبر لكن الايمان والارادة لا زالت قائمة، ولا زلنا نتسلح بها.
مضيفاً: لا مشروع ترامب سيمر، لان لا يوجد فلسطيني يقبل ان يوقع على هذه الصفقة. رفضها الرئيس ابومازن الذي انقل لكم تحياته في هذا الانجاز والنتائج. الكرامة لا تقدر بثمن. أما عن ازمة الانروا، نحن نقف الى جانب الانروا في هذه الازمة، لانهم يريدون بعد ان اصدر ترامب قراره المعروف بنقل السفارة الامريكية الى القدس، يريدون ان يلغوا القدس عاصمة فلسطين بعد تهويدها بالكامل، عبر حصار الانروا وتقليص الخدمات التي تقدمها الانروا التي هي الشاهد الحي على قضية اللاجئين. نحن نقف بجانب الانروا لكي تبقى وتصمد، وتطلب من الدول وفي مقدمها الولايات المتحدة الامريكي، الممول الاول واشقاؤنا العرب بان يسددوا العجز، وايفاء الدول المانحة بالتزاماتها للانروا حتى تستطيع ان تقوم بتحمل مسؤولياتها اتجاه اللاجئين الفلسطينيين .
وعن الوحدة الوطنية قال ابو العردات: الوحدة الوطنية والمصالحة ستنجز. نحن المصالحة وقعنا عليها في العام 2005 و 2011 ، الانقسام ما زال موجود في شطري الوطن، نحن نريد ان ننهي الانقسام، ويتم توقيع ما تم الاتفاق عليه في 2011 لان في الوحدة قوة، وفي الانقسام الوهن والضعف، ونحن شعبا يريد الحياة، نريد ان نعيش في دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وحق العوده حق مقدس .
وألقى كلمة المكتب الطلابي الحركي مسؤوله في بيروت وسام احمد، جاء فيها:
لنا الفخر في حركة فتح ان نكون معكم لنشارك ابناءنا ثمار السنين، ونتاج الايام المكللة بالنجاح والمحملة بالفرح. انها اللحظة التي تنسي طلابنا العام الذي مضى، وتخلق فيهم الجهوزية للدخول في تجربة تعب ومعاناة جديدة، تحمل في داخلها نشوة المواجهة، ومتعة الاكتشاف ورحلة اثبات الذات.
نعيش اليوم مرحلة حرجة في فلسطين والعالم العربي، استطيع ان اختصرها بالربيع العربي الذي كان مقدمة لما يسمى بصفقة القرن الذي اطل علينا بها احمق البيت الابيض ترامب، ولعل اسلافه لم يخبروه من هو الشعب الفلسطيني؟ ومن هي قيادة الشعب الفلسطيني؟ فمن اسس هذه الحركة العملاقة، حركة فتح مع الشهيد ياسر عرفات لن يفرط، ولن يسمح بمرور هذه الصفقة، حتى لو اتخد اصدقاء الاحتلال جميعاً، لن ينجحوا لان فلسطين ليست وحيدة، فكل احرار العالم يحملون القضية الفلسطينية في قلوبهم وعقولهم.
نحن في حركة فتح كنا وسنبقى سنداً لابناء شعبنا، وسنبذل كل ما لدينا من امكانيات لاستمرارهذه المسيرة، وسنبقى سوياً ومعاً حتى النصر والعودة، وسنبقى نعمل من اجل الحفاظ على رسالة التعليم، ولهذه الغاية يعلن المكتب الطلابي الحركي عن إستقبال طلبات الطلاب الناجحين في الثانوية العامة بفروعها للحصول على حسومات وتسهيلات في الجامعات الخاص، في مكاتب حركة فتح في كل مخيمات بيروت (مارالياس- برج البراجنة- شاتيلا).
ووجه وسام أحمد كلمة شكر الى السيد الرئيس محمود عباس الذي يؤمن عبر "مؤسسة محمود عباس" فرص لابنائنا باكمال مسيرة العلم والثقافة.
كما وجه كلمة شكر للاساتذة على جهودهم المتواصلة والحثيثة في مساعدة ابنائنا الطلاب في رسم مستقبلهم بالرغم من كافة الصعاب التي يواجهها شعبنا.
وتخلل الحفل إقامة معرض صور للمكتب الطلابي الحركي في الشعبة الغربية، تضمن صور للرئيس الشهيد أبو عمار وصور الإنتفاضة، وصور للمدن والقرى الفلسطينية وللأسرى والشهداء.