هنا القدس
قمر المخيم قد رحل
تلميذي و صديقي قد رحل
رحل عمر
لم يترك لنا عنوانه
لكنه لم يغادر مسكن الروح
يكفي أن ننظر إلى السماء
فنرى وجهه يلمع بين النجوم
يكفي أن نسمع خطواته
في شوارع و أزقة المخيم
و في خيوط المطر
و في ظلال الورد
رحل عمر و ترك سريره فارغاً
و علاقة ثيابه تتكئ على صورة والده الشهيد
ترك بصماته في الملعب
و على قبضة الباب
هل رأيت يا عمر قلوبنا تمشي خلفك
من شارع لشارع و من حارة لحارة
رحل عمر
لم يأخذ معه ثيابه و لا جواز سفره و لا هاتفه
لم يأخذ معه سريره و لا اغطيته الدافئة
أيها الراحل باكراً
انتظر قهوة الصباح ما زالت على النار
أنتظر لنضمك قليلاً و قليلاً نشم عطر روحك
قليل عليك يا عمر إن غسل البحر أقدامك
و قبل تراب الوطن جبينك
يا من رحلت و تركت صوتك في أزقة المخيم و في كل بيت
هل ستأتي يا عمر لتشرب قهوة الصباح معنا ؟
اهلك .. شعبك . فريقك
يشتاقون إليك يا عمر
قمر المخيم قد رحل بقلم الشاعر محمود عاطف
الحجم
إعلان منتصف المقال