اكد عباس الجمعة عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية في الذكرى السنوية للاجتياح الصهيوني للبنان ان الصمود الاسطوري للمقاومين الفلسطينيين واللبنانيين أثناء الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام ١٩٨٢، في معركة التلاحم الذي عمدت بالدم بالتصدي لقوات العدو الغازية، شكلت ملحمة انتصاراً لإرادة المقاومة فتعانقت الايدي الفلسطينية واللبنانية والعربية بمواجهة العدو.
وقال الجمعة في حديث صحفي ، ان ما جرى عام 1982 من غزو للبنان بهدف تصفية الثورة الفلسطينية للوصول الى تصفية حقوق الشعب الفلسطيني فشل امام صمود المقاومون من خلال الملاحم البطولية ومعمودية الدم والنار ضد الاحتلال الصهيوني لتصنع ملحمة يشهد لها العالم على مدى روعتها وعظمتها حيث بقيت بيروت عاصمة المقاومه وهي عاصمة العواصم العربيه .
ولفت الجمعة ان التاريخ نفسه من حيث الأحداث، لكن عندما ننظر الى تاريخي 5 حزيران/يونيو 1967 و6 حزيران/يونيو 1982 نرى أنهما متشابهان في بعض الدلالات لناحية القوة وميزان الهزيمة والانتصار والانجاز وما يرتبط بهما من أبعاد وطنية مختلفة ، مشيرا ان ذكرى نكسة حزيران والتي شكلت حالة من الانهيار والتراجع للنظام الرسمي العربي، وشكلت ضربة للمشروع القومي العربي، فهي هزيمة عسكرية أمام عدو صهيوني متغطرس في عام 1967،ولكن كان الرد الواضح على النكسة في معركة الكرامة البطولية التي شكلت نموذجا لارادة المقاتل الفلسطيني والعربي، وفي حرب تشرين عام 1973 وانتصار المقاومة في لبنان هذه الانتصارات التي تتزامن اليوم مع مسيرات العودة والهبة الشعبية في فلسطين تعيد الاهتمام الى القضية الفلسطينية كقضية العرب الاولى وجوهر الصراع العربي الاسرائيلي.
واضاف الجمعة ان صمود الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية والجيش العربي السوري في بيروت ، وكافة المقاومين الابطال في المخيمات والمناطق اللبنانية بمواجهة قوات الاحتلال ما تزال محفورة بالذاكرة حتى يومنا هذا ، ونحن نستذكر وقفة لكل واحد من هؤلاء المناضلين والقادة الذي بات بفعل النضال وبفعل التضحية ودم الشهادة رمزا وعنوانا لمرحلة معينة وان كان ما يجمع ما بين هؤلاء المناضلين الذين قدموا انفسهم فداء للبنان وفلسطين والامة العربية وفي مقدمهم الشهيد القائد الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية ابو العباس كان من المدافعين الأوائل في التصدي للعدوان الإسرائيلي الصهيوني أثناء اجتياح لبنان عام حيث اصيب 1982 وهو يخوض المواجهات مع قوات الاحتلال الصهيوني حيث اصيب اثناء وبقي الى جانب رفاقه ورفيق دربه القائد العسكري لجبهة التحرير الفلسطينية سعيد اليوسف عضو المكتب السياسي الذي فقد اثناء الاجتياح الصهيوني في جبل لبنان بعد معركة مع قوات الغزو وعبدالله صيام ورفاقه الابطال وغيرهم من المقاومين الذين قاتلوا المحتل الصهيوني، هو طريق واحد هو طريق المقاومة .
واكد ان تجربة المقاومة في لبنان وفلسطين وانتصاراتها المتلاحقة على الكيان الإسرائيلي أثبت العديد من الوقائع وكرست مفاهيم نضالية يجب من الجميع ان يحتذى بها ، حيث اثبتت تجربة المقاومة بعد صمودها في لبنان وفلسطين ، حيث طوى ثقافة الانكسار والهزيمة والاستسلام التي روّج وعمل على ترسيخها الاعلام الغربي وادواته .
وأضاف نحن اليوم نستخلص العبر والدروس ، حيث نرى اليوم في فلسطين نخوة وشجاعة الشباب الفلسطيني في مسيرات العودة في قطاع غزة وفي الضفة والقدس ، حيثص شكّلوا رافعة للعمل الوطني من خلال المشاهد البطولية التي تنشرها وتوثقها وسائل الإعلام في ساحات المواجهات وهي تجسيد للقيم الوطنية والمبادئ والأخلاق السامية التي ورثها شعبنا عن أجداده، في مقابل حالة الحقد والعنصرية والإجرام التي تميز المجتمع الصهيوني بأكمله وفي مقدمتهم جنود الاحتلال القتلة.
وشدد الجمعة على اهمية ان تبقى قضية الاسرى على رأس أجندة عمل منظمة التحرير والفصائل والقوى، والتضامن مع صمودهم الاسطوري، وتحديهم للسجانين الفاشيين، ورفع الصوت عاليا ليصل للعالم الذي يكيل بمكيالين، لكشف جرائم العدو، وانتهاكه للقوانين الدولية في ضوء أساليب التعذيب الوحشية التي يمارسها، بحق الأسرى في زنازنين انفرادية لأعوام طويلة، وهذا يتطلب من كافة المؤسسات الحقوقية الدولية تحميل الكيان الصهيوني المسؤولية الكاملة عن حياة هؤلاء الابطال، ورفع الصوت عاليا للضغط على حكومة وقادة دولة الاحتلال، لإنهاء سياسات الاضطهاد والبطش العنصري، والتطهير العرقي ضد ابناء الشعب الفلسطيني داخل السجون وخارجها.
ودعا الجمعة الى تطبيق قرارات المجلس الوطني الفلسطيني ، وتحقيق المصالحة الوطنية، وتعزيز الوحدة الوطنية ، ورسم إستراتيجية وطنية موحدة، يكون ضمن أولوياتها تعزيز صمود أبناء شعبنا ومواجهة المخاطر والتحديات المحدقة بقضيتنا الفلسطينية وفي مقدمتها ما يسمى "بصفقة القرن"، وتعزيز صفة ومكانة منظمة التحرير الفلسطينية ودورها ، باتجاه تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة كاملة السيادة بعاصمتها القدس.
في 6 / 6 / 2018