لم نكن يوما عبئا على لبنان بل حالة وطنية مناضلة من اجل حقوقها وعودتها
لمناسبة مرور ثلاثة أيام على رحيل الشهيد القائد فضل كعوش احد مؤسسي الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أقيم إحتفال تأبيني في قاعة الموصللي في مدينة صيدا بحضور حشد من ممثلي الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية وعدد من ممثلي المؤسسات واللجان الشعبية والاتحادات الشعبية ورفاق وأصدقاء وعائلة الشهيد..
بداية الاحتفال بكلمة ترحيب من عضو قيادة الجبهة الديمقراطية في مخيم عين الحلوة الرفيق سمير الشريف ثم كانت كلمة عضو المكتب السياسي للجبهة ومسؤولها في لبنان الرفيق علي فيصل استعرض فيها التاريخ الوطني والمشرف للرفيق القائد ومسيرته النضالية في اطار الجبهة الديمقراطية حيث عرفته المخيمات كواحد من المدافعين عنها وعن حق العودة كما عرفه العمل النقابي الفلسطيني كمناضل من اجل حقوق العمال الفلسطينيين وحقهم بالعمل بحرية حيث كان احد مؤسسي العديد من الاطر والروابط العمالية والنقابية..
وأشار فيصل الى ابرز التحديات التي تعيشها القضية الفلسطينية معتبرا ان ما يسمى بـ "صفقة القرن" ليس سوى ملهاة وتهويل على الشعب الفلسطيني بهدف تمرير صفقة سياسية تحقق ما عجز العدو الصهيوني عن تحقيقه لجهة ابتلاع الأرض الفلسطينية عبر الاستيطان والتهويد وتكريس إسرائيل كـ "دولة قومية للشعب اليهودي" إضافة الى التطبيع المجاني مع الدول العربية وافراغ جميع المنجزات الفلسطينية من أي مضمون وطني، معتبر بأن شعبنا الذي افشل بصموده وتضحياته كل الصفقات الجزئية والمنفردة قادر اليوم على افشال هذه التسوية..
واكد فيصل على ضرورة اخراج المصالحة الفلسطينية من الدائرة الثنائية التي لم تقدم لشعبنا سوى نتائج مريرة ما يتطلب أهمية الانتقال الى رحاب الحوار الوطني الشامل الذي يشكل ضمانة لوصول الحوار الى النتائج التي يتوقعها شعبنا ووضع آليات تنفيذية لكل ما تم التوافق عليه لجهة تشكيل حكومة وحدة وطنية وبناء النظام السياسي الفلسطيني بانتخابات رئاسية وتشريعية وأيضا للمجلس الوطني الفلسطيني وفتح المجال امام مشاركة جميع التجمعات الفلسطينية في العملية الوطنية ومشاركتها في رسم القرار تأكيدا على وحدة شعبنا ووحدة قضيته وحقوقه الوطنية.. وكل ذلك في اطار رؤية سياسية واستراتيجية فلسطينية جديدة تعيد الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني وتراكم على جميع المنجزات الميدانية والسياسية والدبلوماسية وصولا لوضع إسرائيل امام العدالة الدولية..
وأشار فيصل الى أوضاع الشعب الفلسطيني في لبنان معتبرا بأن اللاجئين الفلسطينيين لم يكونوا يوما عبئا على لبنان : لا عبئا سياسيا حيث ان لا مشروع سياسي لهم سوى المشروع الوطني ومواقفهم وتضحياتهم اليومية من اجل عودتهم اليوم قبل الغد تؤكد ذلك ولا عبئا اقتصاديا حيث هم قوة منتجة تشكل دعما للاقتصاد اللبناني، وغير ذلك فلا يمكن ان نضعه الا في خانة التحريض اليومي الذي لا وظيفة سياسية له الا في اطار الصراع السياسي والطائفي والمذهبي في لبنان داعيا الى اخراج كل الحالة الفلسطينية من دائرة السجالات اليومية والتعاطي مع شعبنا بدلا من ذلك كشعب مناضل له قضية وطنية ويناضل من اجلها وواجب جميع الوطنيين من لبنانيين وعربا اسناده ودعمه وتحصين صموده بمنحه كل حقوقه الانسانية.. خاصة في هذه المرحلة حيث كل الجهود منصبة من اجل تعزيز الامن والاستقرار في المخيمات وحيث العلاقات الإيجابية اللبنانية الفسطينية آخذة بالتطور ونأمل باجراءات تعزز منطق الحوار والتلاقي وليس التحريض الذي لا يؤسس سوى لكراهية مرفوضة من قبلنا..
كما تحدث رئيس المجلس الاسلامي الفلسطيني في لبنان والشتات الدكتور محمد نمر زغموط الذي اكد بأن رحيل القائد فضل كعوش هو خسارة اكيدة لكن عزاؤنا ان جيلا من المناضلين لا زالوا يواصلون الدرب في مواجهة العدو الصهيوني معتبر ان المطلوب من الجميع دعم الشعب الفلسطيني في صراعه مع هذا العدو الذي لا يفهم الا لغة القوة..
كما تحدث باسم العائلة الأستاذ زياد كعوش الذي استعرض التاريخ الوطني للقائد الشهيد وما مثلة من حالة نضالية وفكرية متقدمة واستعداد عالي للنضال من اجل قضية ومبادئ وقيم وطنية ظل مؤمنا بها ومدافعا عنها حتى لحظة الرحيل..
