تحلم أي بلد في العالم بأن تمتلك هذه الأعجوبة من عجائب الدنيا السبع التي تشتهر بجمالها الذي يجسد "الحب الأبدي"، ولكن يبدو أن الهند في ظل الحكومة اليمينية الهندوسية تتعمد إهمال هذا الأثر الخالد " تاج محل".
خلال السنوات الأخيرة، تراجعت شعبية تاج محل، النصب التذكاري في الهند، الذي يعد واحداً من أهم المزارات السياحية جاذبية في العالم وقد يكون المَعْلم الأكثر جمالاً بين عجائب الدنيا السبع.
وتقلصت أعداد الوافدين على المكان، فضلاً عن أن الهواء الملوث قد حوّل لون الرخام الأبيض الأثري إلى أصفر، حسب تقرير لصحيفة أميركية.
ما يزيد الأمر سوءاً، في الوقت الراهن، أن بعض الأشخاص في الهند يزعمون أن الحكومة القومية الهندوسية المنتخبة مؤخراً في ولاية أتر برديش الذي يوجد به هذا المَعلم، قد أقدمت على منع أي دعم أو تقديم الأموال للاهتمام بالموقع المشهور عالمياً؛ نظراً إلى أنه قد شُيّد على أيدي "الغزاة المسلمين"، حسب تقرير أفردته Washington Post حول المعلم المشهور.
ولكن الأخطر أن أحد كبار السياسيين المقربين من رئيس الوزراء ناريندرا مودي، وهو الكاهن الهندوسي، يوغي أديتياناث، الذي ينتمي إلى الحزب الهندوسي اليميني بهاراتيا جاناتا تبنَّى هذا الموقف السلبي تجاه هذا النصب التذكاري.
فقد أعرب أديتياناث أسفه إزاء إهداء النماذج المصغرة من تاج محل للزوار الأجانب، وبدلًا منها ستتوفر نماذج من الآلهة الهندوسية "غيتا" و "رامايانا"، مشيراً إلى أن هذا النصب "لا يعكس الثقافة الهندية".
وحسب تقرير الصحيفة الأميركية، فإن صندوق التراث الثقافي لم يخصص لتاج محل، الذي يعتبر من بين أفضل الوجهات السياحية في البلاد، أي موارد مالية ضمن ميزانية الدولة للسنة القادمة.
كما تم حذف النصب من الكُتيّب السياحي، الذي أدرج فيه المشاريع الهامة كافة التي اضطلعت بها إدارة السياحة في ولاية أتر برديش رسمياً، وقد أثار هذا الأمر موجة من الاحتجاجات في الحزب الرئيسي المعارض بالبلاد (المؤتمر الوطني الهندي).
وقال المتحدث باسم حزب المؤتمر الوطني الهندي، أبهيشيك مانو سينغفي، إنه "في حال استبعدنا تاج محل من كتيب السياحة فسيكون ذلك بمثابة خطوة كارثية. في الواقع، يعد هذا الأمر بمثابة تمييز ديني واضح، في غير محله تماماً".
من جانبها، سارعت حكومة أديتياناث بالرد على هذه الاتهامات، مؤكدة أن الدولة خصصت 22 مليون دولار لتجديد بوابات النصب التذكاري، والقيام بأعمال صيانة وإنشاء موقف سيارات متعدد الطوابق.
وقال أوانيش أواسثي السكرتير الأول لرئيس الحكومة الهندية، إن "تاج محل يعتبر إحدى عجائب الدنيا السبع، ولطالما كان أولوية ليس فقط بالنسبة لأتر برديش ولكن بالنسبة للهند بأسرها".
وأردف قائلاً: "عموماً، سيكون هذا النصب دائماً محور كل سياستنا السياحية، ولكن هناك بعض المشاريع الجديدة الأخرى التي نريد أن نسلط الضوء عليها أيضاً".
المصدر : هاف بوست