recent
أخبار الساخنة

شاتيلا والفيلم السنوي الممل بقلم: صبحي عفيفي

الصفحة الرئيسية


كعادتهم كل عام سيجتمعون عند السفارة الكويتية ببدلاتهم الغربية والكرافتات الاوروبية ، انما ستلف اعناقهم الكوفية الفلسطينية صنع الصين ، سيحشدوا كما كل عام طبولهم وزمورهم ومكاتبهم الحركية واعلام احزابهم وعناصرهم لان الخطاب كبير ويحتاج لتصفيق كثير فالمناسبة حرزانة وعدد وسائل الاعلام لا يعوّض .
يصطف هؤلاء في صف طويل يزاحمون بعضهم بعضا على الواجهة وكأنهم في صف للصلاة ، ولتكتمل عناصر الفيلم لا بد من عمامة شيخ وصليب قسيس وعلم لبناني يعانق العلم الشيوعي لتكتمل فصول الوحدة بأجمل معالمها .
لن يدخل هؤلاء لمخيم شاتيلا ، فلا الوقت يسمح لهم ولا الوضع الامني ولا الواقع الاجتماعي والبيئي والاقتصادي يتيح لهم ( توسيخ ) أحذيتهم بأزقة المخيم ، اضافة الى الخوف من الناس ومن استيائهم وغضبهم من هذا الصف كاملاً دون استثناء .
الا ان فصول الفيلم تُستكمل عند نصب شهداء المجزرة ، هذا المكان المُهمل طوال ٣٦٤ يوم من السنة ، نفايات وبقايا مأكولات وحيوانات وبقايا إبر مخدرات وعربات بيع احذية ، تختفي في هذا اليوم ليحل مكانها اليافطات المؤكدة على اننا ( لن ننسى ) مع الاعلام الفلسطينية والورود وصور المجزرة .
يشتعل الفيلم مع بدأ الخطابات التي تؤكد على صمود شاتيلا التي لا يعرفوها ولا يعرفوا كم بقي من اهلها فيها ولا يعرفوا انها بلا امن ولا امان ولا مياه ولا كهرباء ولا خدمات ولا مرجعية ، كل ما يعرفوه انها عنوان يجذب الاعلام والتعاطف .
يصفق المصفقين المهللين على انغام كلماتهم ، يشارف الفيلم على النهاية ليلتفوا ليضعوا اكاليلهم الغالية التي يحاول كل منهم تمييزها ووضعها على الرأس ، وكما بدأوا ينتهون ، حالة من التزاحم ليظهروا في الصورة ( الأفيش )الاخيرة التي ستتصدر مواقع التواصل الاجتماعي والمجلات في اليوم الثاني   .
ينتهي الفيلم ويحاول الجمهور المصفق ان يصل الى الممثلين علهم يحظون بصورة معهم او يحاولوا حل مشكلة مرضية او حالة اجتماعية فهذا المكان هو المكان الوحيد الذي يمكن للشعب ان يلتقي بهؤلاء الممثلين ، لكن دون جدوى فالأمن الغائب في المخيمات مستتب حولهم .
ينتهي الفيلم وتذبل أكاليل الزهور بآنتظار الجزء القادم عله يحمل مفاجئات ، ويبقى اهالي شاتيلا خارج اي دور ولو كومبارس فيه

google-playkhamsatmostaqltradent