recent
أخبار الساخنة

*كلية سبلين.. وظائف مجمدة وقدرة إستيعابية محدودة*

الصفحة الرئيسية

*بقلم يوسف أحمد*
*رئيس اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني "أشد" في لبنان*

شكل مركز سبلين للتدريب المهني التابع لوكالة الانروا على مدى عشرات السنين مقصداً رئيسياً لمئات الطلبة الفلسطينيين في لبنان الذين لم تسمح لهم ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية الإلتحاق بالجامعات بسبب إرتفاع الاقساط، ولرغبة العديد منهم الالتحاق بالاختصاصات المهنية والتقنية.
والجدير ذكره أن مركز سبلين للتدريب المهني الذي خرج أولى دوراته السنوية (لسنة واحدة) في العام 1963. إستمر منذ ذلك الوقت في تخريج دفعات كبيرة، عديدة ومتتالية من ذوي الاختصاصات الفنية والمهنية المختلفة. ونظراً للمستوى التعليمي المتقدم للمعهد، فإن الكثير من الشركات كانت تقبل بكثافة على التعاقد مع طلبة ومتخرجي «كلية سبلين». وقد وصل الكثير من هؤلاء إلى مراكز جيدة في إدارة بعض تلك الشركات..
وفي السنوات الاخيرة بدأ المركز يعاني من عدة مشكلات تتمثل أهمها بعدم الاعتراف الرسمي اللبناني بشهادته، الى جانب غياب التطويرات وإفتقار المركز للتجهيزات الحديثة وغيرها من المشكلات التي إنعكست على المستوى المهني والأكاديمي للمركز، والتي بطبيعة الحال تركت آثارها السلبية على خريجي المركز.
بعد طول انتظار، أثمرث التحركات، وتحقق الحلم ، وأعلنت «الأونروا» نيلها الاعتراف الرسمي لمركز سبلين من الدولة، والذي بموجبه سيتمكن الطلاب من التقدم للامتحانات المهنية الرسمية (التكميلية المهنية BP، والبكالوريا الفنية BT، والامتياز الفني TS، والحصول على شهادة رسمية تعترف بها المؤسسات اللبنانية للتعليم العالي. كما يتيح هذا الإجراء الفرصة للمئات من طلاب المركز استكمال ومتابعة دراستهم في العديد من الجامعات اللبنانية.
وقد بدأ المركز فعلاً هذا العام خطواته الأولى بالتدريس وفق المنهاج اللبناني وخصوصاً في دورات التمريض وإدارة الاعمال والطبغرافيا، التي أصبحت مدة الدراسة فيهما ثلاث سنوات. ومن المفترض أن تستكمل إدارة المراكز مطابقة ومواءمة المناهج لعدد من الاختصاصات الأخرى المعترف بها من قبل التعليم المهني في لبنان.
إن «هذه الخطوة تفرض على وكالة «الأونروا» العمل على تطوير المركز سواء لجهة التجهيزات وتوسيع الدورات والاختصاصات وتطوير المناهج،، وإعادة تقويمها بما يتناسب مع التغيّرات الجذرية التي طرأت على مفاهيم ذلك النوع من التعليم، وطرائقه، ووسائله، وأهدافه الإستراتيجية. ووضع خطة استراتيجية لتحويل مركز سبلين الى كلية جامعية من أجل تخفيف الأعباء عن طلابنا.
حيث ما زالت بعض الدورات تعاني من عدم إدخال التطورات الحديثة عليها، وعدم تماشي البعض منها مع متطلبات سوق العمل، والتطوّر التكنولوجي الذي بدأت تعرفه الشركات والمصانع المهنية، وخصوصا في دورات الميكانيك والديزل ...حيث ما زالت تعاني من النقص بالمعدات والتجهيزات الحديثة .
ومن القضايا المقلقة التي يعانيها المركز منذ سنوات والتي تحتاج لمعالجة سريعة هي تجميد العديد من الوظائف الرئيسية في المركز منها على سبيل المثال لا الحصر: رئيس قسم الكهرباء، فني مختبر، رئيس قسم اللغة الانكليزية..، وغيرها من الوظائف الأخرى.. فهل يتحول التجميد الى الغاء؟!، كما حصل مع وظيفة نائب المدير التي جمدت ثم الغيت قبل سنوات. .. ولماذا المماطلة والإستمرار بعدم تثبيت عشرات الموظفين في المركز، حيث هناك ما يقارب العشرين موظفاً يعملون بنظام المياومة، وما لهذا الأمر من سلبيات نتيجة عدم إستقرار الموظف او المعلم. وهناك الكثير من القضايا الأخرى التي سنتحدث عنها لاحقاً اذا لم يتم معالجتها بالوقت المطلوب.
إن الإنجاز الذي تحقق بنيل الإعتراف الرسمي بمركز سبلين يفرض على إدارة الأنروا الإهتمام الأكبر بالمركز والعمل على تطوير تقنيات التعليم فيه، وتوفير الموازنات المطلوبة والمخصصة للورش وإحتياجات الدورات .
كما أن الإقبال على «كلية سبلين» ودوراتها يفرض على «الأونروا» العمل على زيادة قدرتها الإستيعابية، وتوفير التمويل المطلوب لإفتتاح مراكز ومعاهد في جميع المناطق اللبنانية، حيث يعاني المركز من ضعف قدرته الاستيعابية، وهناك المئات من الطلبة الذين لا يتم قبولهم يضطرون للذهاب مباشرة إلى سوق العمل، بسبب أوضـاعهم وظروفهم المعيشية والاقتصادية الصعبة، وهناك ايضاً حاجة لافتتاح دورات قصيرة المدى للطلبة المتسربين من المدارس، الى جانب العمل على إفتتاح دورات لذوي الاحتياجات الخاصة من اجل تمكينهم من الاندماج في المجتمع وتوفير المستقبل والحياة الكريمة لهم.
واخيرا فإن وكالة الانروا ومكتب التوظيف الرئيسي مطالب بوضع خطة واستراتيجة لمعالجة ازمة البطالة لدى عشرات الخريجين من المركزالذين لا تتوفر لهم فرص العمل، وذلك من خلال التواصل الجدي مع الشركات وسوق العمل بما يشجع أصحاب العمل على التواصل مع المركز واستقبال خريجيه.


google-playkhamsatmostaqltradent