وجودنا هنا بعد هذه الاعوام ليس فقط لادانة المجزرة ومن قاموا به انما هو لتعبير عن ان قضيتنا مستمرة وشعبنا مستمر ومواصل بتحقيق اهدافه رغم كل ما يرتكب بحقنا من جرائم، ثمانية وثمانون يوماً من البسالة والصمود في مواجهة محاولات اقتحام عاصمة العواصم بيروت وعلى الرغم من قصفها بكافة انواع الاسلحة منها المجرب ومنها ما يجرب لأول مرة كما حصل في بناية الصنائع واستهداف الرمز القائد ابو عمار والنتيجة التي يحرزها العدو الفشل الذريع ويتدخل المبعوث الامريكي لحفظ ماء وجه اكبر ألة عسكرية في المنطقة بطرح افكار ادت الى تفاهمات لخروج ابطال الصمود من بيورت مرفوعي الرأس يمتشقون سلاحهم وليس كما تمنى وجاهر قادة العدو وعلى رأسهم شارون الخروج بالراية البيضاء ودخلت القوات المتعددة الجنسية وفجأة تنسحب ويدخل الجيش الصهيوني ويحل مكانهم ومرة اخرى وبما تبقى من ابطال المقاومة اللبنانية الفلسطينية تقاتل بيروت وتصمد وتصدح مكبرات الصوت يا اهل بيروت لا تطلقوا النار نحن مغادرون ، وكانت صبرا وشاتيلا المجزرة اطفال نساء وشيوخ لبنانيون وفلسطينيون وعلى رغم التعهدات والضمانات الدولية يقتلون بدم بارد هل ننسى! لا لن ننسى همجية القتلة المجرمون، لا لن ننسى الذين ظلموا، لا لن ننسى الجريمة، لا لن ننسى هوية عصرنا الى الابد، لا لن ننسى التاريخ الطويل للصهاينة والمليء بالمجازر بحقنا، لن ننسى دير ياسين، والطنطورة، قبية، كفرقاسم، الحرم الابراهيمي، قانا، جنين، لن ننسى حرق الاطفال، لن ننسى قتلهم بدم بارد وامام اعين العالم اجمع دون حسيب او رقيب.
16 ايلول 1982 يوم توقف الزمن امام عذابات والالم وصرخات امهات واطفال ممن بقوا على قيد الحياة وصل صوتهم وصداه الى كل حر وصاحب ضمير حي في مقدمتهم اخوتنا الاحرار الموجودون بيننا حملوا همنا وقضيتنا وما يعانية شعبنا من ظلم وجابوا الارض ليسمعوا من لم يسمع صوتنا وتميزنا الوحيد عن غيرنا بعدم استطاعتنا ممارسة حقنا الطبيعي بالعيش احراراً في وطن سيد مستقل بدون احتلال، كما تكفل الشرائع الدولية للشعوب ذلك، وللمحتل نقول نحن هنا في هذه الارض منذ بدء الانسانية، ولنا فيها الماضي والحاضر والمستقبل نحن اصحاب الحق المتجدد دائماً عبر التاريخ من الاجدار الى الاباء والابناء، وانتم ايها المحتلون المارون بين الكلمات العابرة وطال الزمان ام قصر ستحملون امتعتكم وسترحلون عنا.
نؤكد على اصرارنا وتمسكنا بحقنا الثابت بالعودة الى وطننا الحبيب فلسطين وهذ الحق اقرته الشرعية الدولية كما اكدت عليه القمم العربية وتؤكده القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني ولن يستطيع كأن من كان ان يفرض علينا غير ذلك، نحيي الموقف الذي اعلنه فخامة الرئيس اللبناني ميشال عون امام الجمعية العام للأمم المتحدة بتأكيده على حق العودة لشعبنا الى دياره. ونجدد العهد والوعد باننا سنبقى المحافظين على العلاقات الصادقة والاخوية التي تجمعنا ومؤكدين على التزامنا الثابت بالحفاظ على الامن والاستقرار في الوطن الذي استضانا منذ هجرتنا القسرية عن وطننا وهذا باجماع وطني فلسطيني وعلى كافة المستويات الشعبية والفصائلية والقيادية ولن تكون مخيماتنا ممراً او مستقراً للعبث بالأمن اللبناني.
بمناسبة الالم الذي اصابنا في مجزرة صبرا وشاتيلا وغيرها اصبحنا اليوم اقرب الى الامل والتخلص من ألم الانقسام والوصول الى الوحدة الوطنية الفلسطينية والوئام الفلسطيني بالجهد المصري الحريص على فلسطين وقضيتها فشكراً لجهود الأخوة في جمهورية مصر العربية.
كما نتوجه الشكر لكل من قام بدور ايجابي في سبيل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية والنابع من حرصه على القضية الفلسطينية ونخص بالذكر دولة الرئيس نبيه بري حيث رعى لقاءات عديدة في سبيل تحقيق الوحدة وكانت اخرها اجتماعات اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني والتي عقدت في بيروت. كما نسجل تقديرنا لسيادة اللواء عباس ابراهيم على حرصة الدائم على الوحدة الفلسطينية.
للذين يتحملون مشقة وعناء السفر كل عام ليشاركونا المنا للذين يقفون معنا اليوم في هذه القاعة اسماءكم محفورة في سجلات نضالنا التحرري بأحرف من نور ونار.
التحية للمناضل الراحل ستيفانو كاريني
ورفاقة الاحرار الشرفاء الداعمين للحق الفلسطيني
المشروع الحافظون للذاكرة
والمجد للشهداء لبنان وفلسطين
الحرية لأسرانا البواسل
فلسطين وطننا، والقدس عاصمتنا والعودة هدفنا.
في 22-9-2017
قاعة رسالات - الغبيري
