recent
أخبار الساخنة

عيد الأضحى وحكاية لقمة الصغار وثيابهم .. .بقلم الاعلامي الشاعر محمد درويش

الصفحة الرئيسية


...عشية عيد الأضحى هل تذكر أحد الأغنياء أن هناك في مكان قريب منه من لا يملك ثمن ثياب العيد لأولاده . ؟
..أو حتى ثمن رغيق الخبز
وانه ينام في الظلام وعلى الظلام ولا يلتفت الى الأحلام ..
هناك في وطن يخرج من أزمة ليدخل في أخرى .
.يأتي العيد وقد غاب عنه الفقراء بل من  هم في وضع يجتاحهم الغلاء وقد باشرت طلائعه بالوصول الى البيوت ..
كل زمن له سؤال
وكل ساعة لها تاريخها..
أما الفقراء فهم من تركهم الكبار لزمن الفئران والصراصير والعطش ..أ و قل زمن اليباس..
في كل وقت ومع كل وقت لوقوف الناس على  جبل عرفة في الحج ..
يقف الانسان أمام السر الذي ما زال يقبض على لقمة الصغار والكبار
بل اكثر من ذلك: ان شعب فلسطين اليوم يباع ويشترى من القريب والبعيد ولا من يسأل عن هجرة يعيشها أو عن بحر يغرق فيه أو صحراء يضيع فيها ..
شعب استل جوعه ومضى
واستل فقره ودخل في المجهول
شعب قدم حتى الدم حتى الموقف..
قدم كل ما ينبغي له
..وغاب ...
العيد سيداتي سادتي : كما ترونه اليوم
المشهد واضح الربيع العربي يطل  بألف صورة وصورة
والنزيف يتواصل وقوافل الشهداء تسير نحو المجهول ..
الا ان الفقر هو الفقر
والضياع هو الضياع
والموت هو الموت
لا شيء يعزيني ايها الصديق  سوى بعض الكلام الذي يقال هنا أو هناك ،  من متسول يرتاح بين الأسواق  ، او متسولة ترتاح أمام المحلات ..
او متسول آخر ينهض في الصبح الباكر ليصلي
ويرفع صوته كما أول مرة ليقول :
الله أكبر ..
وفي الظلمة تحاك المؤامرات
وفي الظلمة ترتكب المعاصي
وفي الظلمة يتناولون المخدرات
وفي الظلمة تنزل الدمعة ويراق حزن الفقراء ممن يتمسكون بهويتهم ..
هل من يكمل الاغنية عني يا رفاق الفقراء ممن حملوا راية لا تترك عناوين الصمود والتحدي .؟.
وفي أول أيام العيد لا بد من دمعة على الشهداء
ودمعة أخرى على الاطفال وعلى اليتامى والأرامل والمساكين
ثم انه هل  الدمع على موائدهم قليل ؟
مالح دمعك يا صديقي :
ان الراهن من القول يجيبك بقول  أمير المؤمنين علي بن أبي طالب  (ع)  : ((عجبت لمن لم يجد قوت يومه ولا يخرج الى الشارع شاهرا" سيفه)) ..
أما أنت يا قلمي : فقد كتب عليك ان تبكي ما تبقى من كلمات في عين الزمن ، ولا تتعب
...وكل عام وأنتم بخير
محمد درويش
اعلامي وشاعر
جنوب لبنان

google-playkhamsatmostaqltradent