وكالة القدس للأنباء - خاص
كيف بدت الحركة التجارية والبيع والشراء مع بداية شهر رمضان المبارك، في مخيم عين الحلوة شرقي مدينة صيدا؟
ما هي أبرز المنغصات والمشاكل التي يعاني منها المواطنون والأسواق؟
وما السبيل لعودة الحركة إلى طبيعتها بعد إنحسارها بسبب الظروف الأمنية العاصفة التي مرَ بها المخيم؟
تجولت "وكالة القدس للأنباء" في الأسواق والتقت التجار والمواطنين، وقد ظهرت تداعيات الأحداث الأمنية السابقة المؤسفة واضحة في كل الإجابات، بدءاً من الحديث عن المحلات والمنازل المحترقة، إلى الحذر في التنقل وتوقف الجوار عن التسوق من المخيم، وصولاً إلى أوضاع الناس المعيشية الصعبة وانتشار البطالة.
بداية التقت الوكالة منسق لجنة سوق الخضار في مخيم عين الحلوة، سامي عبد الوهاب، الذي بارك للأمة الإسلامية ولشعبنا الفلسطيني حلول شهر رمضان المبارك، متمنياً أن يعود هذا الشهر الكريم العام القادم وظروفنا أحسن مما نحن فيه حالياً".
وأضاف:" إن شهر رمضان هو شهر خير وبركة، لكن واقعنا حالياً صعب بسبب الاشتباكات التي حصلت بالمخيم منذ شهرين، وكان لها دور سلبي ومذمر على الشريان التجاري الرئيسي وسط المخيم، وقد أحرق وأصيب عشرات المحال ، وتضررت مصالح الناس على المدخل والشارع الفوقاني بالمخيم، و حتى الآن لم يعد السوق والشارع الفوقاني بالمخيم ناشطاً كالسابق".
تأثير الأحداث على حركة المبيع والشراء
وقال عبد الوهاب:" كنا نتمنى من فصائلنا أن تقف إلى جانب أصحاب المحال المتضررة، وبالتعويض عليهم قدر الإمكان حتى يستطيعوا تأمين قوت يومهم ويعيلوا أسرهم وينشطوا سوقنا، ولكن للأسف الشديد هناك عشرات المحال مغلقة بسبب ما حل بها، ولم يقم أحد بالتعويض لهم حتى يعودوا إلى أرزاقهم ومصالحهم كالمعتاد".
ورأى أن "الخوف والهلع الذي يجبر عدداً من سكان بعض أحياء المخيم ويمنعهم من دخول سوقنا، وعدم دخول الزبائن من الجوار بسبب الأوضاع الأمنية الأخيرة، كان من العوامل التي أثرث على الحركة التجارية، أمام تلك المعاناة بقيت الأسعار بالسوق كالمعتاد دون أي إرتفاع يذكر".
وقال النازح من مخيم اليرموك إلى مخيم عين الحلوة، محي الدين أبو إسلام: "في كل عام منذ قدومي إلى المخيم وخصوصاً في شهر رمضان المبارك، أحب السير في شوارع المخيم لأمتع ناظري بزينته، أما هذا العام فكان مختلفاً ، تمشي في الشوارع فترى الحزن و البؤس في أروقته، فلم يعد كما كان حيث ذهبت الابتسامة من وجوه الناس بسبب ما حصل في المخيم".
وأضاف:" الغلاء متفشي و الفقر منتشر بين الناس، فهناك الكثير من يفترش سفرة فيها الفتات ليسد رمق صيام يوم مشمس ، وعندما تمضي في أزقة المخيم لتصل إلى سوق الخضار تلاحظ أن البهجة غابت عنه هذا الشهر، و ترى زينة محصورة لمن استطاع ، وهناك من رفض أن يزين تضامناً مع أهل الحي المنكوب".
وختم :"كل ما جال ببال البعض وحساباته لهذا الشهر راحت سدى، فلم تكن حساباتهم كما حسبوها، جاء الغلاء أكثر مما يتوقعون".
الحركة التجارية دون المتوسط
بدوره أكد صاحب محل لبيع السكاكر والعصائر بالجملة أيمن حمد لـ "وكالة القدس للأنباء"، أن "البيع والشراء بالشهر الفضيل في مخيم عبن الحلوة أقل من المتوسط، وليس كالعادة مثل السنين الماضية بسبب الأوضاع الأمنية الأخيرة التي حصلت." وقال : "لا نستطيع جلب بضاعة جديدة للمحل خوفاً من أي أحداث ممكن أن تقع ، ولقد رأينا عدداً من المحال التجارية تحترق بسبب ما حصل، وهذا شكل لدي ولدى العديد من أصحاب المحال والمصالح التجارية هاجساً وكابوساً، ومنعنا من تطوير مصالحنا حيت خفت حركة البيع والشراء".
وأكد صاحب محل لبيع الملابس بالسوق الرئيسي وسط المخيم، محمد خليل، أننا " منذ بداية العام الجاري ونحن نعاني من الأحداث الأمنية المؤسفة، ومع بداية الشهر المبارك كان لدينا أمل أن الوضع سيتحسن، لكننا كنا مخطئين، فتسكير الشارع الفوقاني من قبل أصحاب المنازل والمحال المتضررة بحي الطيري والصحون زاد الطين بلة، وأثر على حركة البيع والشراء بشكل كبير عندنا، ولا نستطيع بهذه المرحلة إحضار بضائع جديدة بمناسبة الشهر الفضيل والعيد المبارك".
ولفت صاحب محل لبيع وتصلبح اللاب توب، قاسم طحيبش، إلى أن " مصالحنا تأثرت وتكاد أن تنعدم بسبب ما حصل من أحداث بالمخيم خلال الفترة الماضية"، مشيراً إلى أنه "مع قدوم الشهر الكريم كنا نتمنى أن تنتعش حركة البيع والشراء علينا وعلى عوائلنا، ولكن الأمر غير ذلك ".
وختم متمنياً من الله تعالى وببركة شهره المعظم أن "يستقر الوضع بمخيمنا إلى الأحسن حتى تعود الحياة لطبيعتها."
