يمكن التوقف مليا أمام مظاهرالمأزق ، والهيمنة، هذه المظاهر التي تعيش على حساب المناضلين ، هذه المظاهر التي لم تتعلم من التجارب ، فهم يردون ان نصل الى مرحلة الاحباط ، رغم ان الاغلبية اليوم تعاني من ذلك نتيجة الفساد المستشري، الا ان من يحرك المشاعر الانسانية هم هؤلاء العمالقة في الحركة الاسيرة المناضلة وانتفاضة شابات وشباب فلسطين .
من هنا نقول ان الشعب الفلسطيني هو شعب جبار يتطلع الى انجاز اهداف وشعارات التحرر الوطني، ويلتزم في برنامج الحد الادنى الذي يجسد الوحدة الوطنية ، هذه الوحدة التي يريدها البعض اسيرة للرؤى والمصالح الفئوية الضيقة ، فهو يتهرب من انهاء الانقسام وتطبيق وثيقة الوفاق الوطني التي مثلت الحد الادنى المطلوب.
وامام كل ذلك نرى حرص البعض على المفاوضات في ظل ما يطرح من مشاريع التصفوية الأمريكية-الصهيونية ، تستهدف المشروع الوطني التحرري، لذلك جوابي بوضوح ، لا كبيرة وحاسمة..فلن تتحقق حرية شعبنا واستقلاله الا من خلال انسان فلسطيني عزيز يميز بين الحرية والديمقراطية ويناضل من اجلهما معلنا رفضه لكل ممارسات الاستعباد والقهر السياسي والاجتماعي والطبقي ، يملك كامل حريته الشخصية والعامة معتدا بكرامته وقدرته على التعبير عن رأيه ومعتقداته الوطنية والمجتمعية، فالتحرر الحقيقي من الاحتلال لن يتحقق الا من خلال الانسان الحر ، ذلك ان الرجل الذليل المهين ، كما يقول بحق عميد الادب العربي طه حسين - لا يستطيع ان ينتج الا ذلا وهوانا ولن يحقق حرية واستقلالا.
وفي ظل هذه الظروف اقول بكل صراجة ان العدو الإسرائيلي يعلن عن خططه وأهدافه يومياً فعلاً وقولاً، في حين الإنقسام الفلسطيني يزداد عمقاً يوماً بعد يوم، والقادة العرب مشغولون بأجندتهم الخاصة في المنطقة، والتي تملى عليهم من قبل الإدارة الأميركية، وفحواها إعادة تشكل دول المنطقة على أساس ديني وطائفي في إطار شرق اوسط كبير، بعد ضم إسرائيل إليه، لتحتل موقع الريادة فيه.
نتحدث عن ذلك ونحن نقف امام لوحه جديدة من لوحات العز والمجد في سجل قضية فلسطين وتاريخ الأمة حيث تخوض الحركة الاسيرة معركة الحرية والكرامة بأمعائها الخاوية لتصنع نصرا اكيدا في مواجهة الاحتلال ، ولتضيف انجازا كبيرا الى انجازات الحركة الاسيرة، لهذا نرى امام هذه المعركة ضرورة تثوير منظمة التحرير الفلسطينية، وتفعيل مؤسساتهاـ ووضع مشروع استراتيجي لقيادة النضال الوطني الفلسطيني، ، لإنهاء الإحتلال الصهيوني، بعد تسعة وستون عام على النكبة والاغتصاب، ولكي تبقى فلسطين كل فلسطين.
لقد استطاع الأسرى من خلال معركتهم اعلاء الصوت عاليا ليسمع صوتهم من قبل العرب الذين يطبعون علنا مع كيان الاحتلال ، وليطلبوا من الاحزاب العربية وشعوبها واحرار العالم، لنزع قناع الديمقراطية والانسانية عن وجه الاحتلال البغيض والذي كان يتغنى به الغرب لسنوات وسنوات.
لذا نرى ان معركة الحركة الاسيرة اثبتت مقدار التفاعل معها على شبكات التواصل الاجتماعي ، لذا لابد من تسخير هذه القدرات والإمكانات لخدمة قضية الاسرى و قضية فلسطين وتسخير طاقات الشباب وتوجيهها نحو معركة الحرية والاستقلال في مواجهة العدو الصهيوني وممارساته التي فاقت في بشاعتها كل أساليب النازية وعنصريتها وهمجيتها .
فصوت الأمعاء الخاوية في النقب ونفحة وعسقلان ومجدو وعوفر، يعلو يصل إلى مسامع بعض القادة العرب، قادة تخلوا عن فلسطين ، وعن القضية، ليكونوا أسرى في يد الإمبريالية والصهيونية، يقدمون فروض الولاء والطاعة للعدو وحلفاؤه حفاظاً على أرثهم ومحاصصاتهم وفسادهم، فهل سيستمعون يوماً إلى صوت الضمير، إلى صوت الأحرار خلف القضبان.
وهنا لا بد ان نؤكد بأن دماء الشهداء وأرواحهم خالدة وفي مقدمتهم دماء الشابة الشهيدة فاطمة حجيجي ودماء شابات وشباب فلسطين لن ترضى بان يمر اي حل ينتقص من حقوق الشعب الفلسطيني ، فلا اللقاءات ولا المفاوضات تجدي نفعا امام شعب مصمم على استعادة حقوقه .
ختاما : لا بد من القول ، ان الشعب الفلسطيني يرسم بالدم خارطة الوطن عبر نضاله وتضحياته ضد العدو الصهيوني من أجل الحرية والاستقلال وحق العودة ، فهذا الشعب العظيم قادر مهما طال الزمن،على مجابهة قوى الظلم والاضطهاد لانه شعب حر عزيز قادر على تحقيق اهدافه الوطنية وفي العودة والحرية والاستقلال .
كاتب سياسي