جنوب لبنان محمد درويش : صور -
استقبل مفتي صور وجبل عامل القاضي الشيخ حسن عبد الله السفير النمساوي في لبنان ماريان دربا ويرافقه المسؤول الديني للكتيبة النمساوية العاملة في اطار قوة اليونيفل في جنوب لبنان الاب ديتمار جوبا في دار الافتاء الجعفري في صور
ورحب المفتي عبد الله بالسفير والوفد المرافق وبالخصوص الاب جوبا.
السفير النمساوي( ماريان دربا) قال: لقد سمعت كلاما" حكيما" ومميزا" من سماحة المفتي عبد الله حيث عرض علينا رسالة انسانية شعارها الحوار والصبر
ونحن جميعا تحت رحمة الله وفي بلادنا يقدرون كثيرا العمل الانساني وفي جنوب لبنان الصورة معقده جدا" حيث الاكثرية الشيعية من السكان المحليين والوافدين من السوريين والفلسطنين هم من السنة المسلمين
وان الشعب اللبناني في الجنوب مضياف وكريم وهذا الامر انما هو ناتج عن ارشاد ديني وحكمة لكي نعيش بسلام
وان النمسا تحاول ان تساعد في مجال الازمة التي يعيشها لبنان
كما ان النمسا هي من الدول المانحة وان الحلول المناسبة هو ايجاد حلول سياسية للمشكلة لأن الهجرة ليست هي الحل الاخير.
وقال السفير النمساوي اننا نسعى دائما" للتضامن مع الشعب الذي يعيش مأساة وان ما يشجع على المشاركة الدائمة في اليونيفل هو العمل من اجل السلام والاستقرار .
وأكد على ذهنية اللقاء الروحي في صور لتعميمها على العالم وهي صورة مميزة نحتاج لمثلها في هذا الزمن ونؤكد على الحوار بين الاديان .
واولم المفتي عبدالله على شرف السفير والوفد المرافق.
مشيرا" في كلمة له الى ان المجتمع البشري لا يقوم الا على التلاقي والحوار مهما تنوعت الانتماءات الدينية لان اللغة المشتركة بين البشر هي اللغة الانسانية واعمار الارض التي هي هبه الله تعالى للانسان الذي هو محور وهدف الرسالات السماوية .
واعتبران المجتمع البشري يواجه عدد من التحديات وكانت في بداية القرن الماضي الحربين العالمية الاولى والثانية وقد شكلا ازمة لدى المجتمعات وحمل القرن الحالي مشكلة اشد ازمة ووطئة من الحروب المذكورة الارهاب الذي لا يزال البعض يعيش بعدا عن حقيقة توصيفه
هذا الارهاب يعتبر ارذل التحديات الانسانية و رغم استعمال هذه العبارة في خانة الانتقام من الخصوم وسلاح يشهر في وجه المتحاربين وقد سبب هذا ضياع المعايير الدولية للارهاب وهذا الامر يدخل ايضا في تصفية حسابات سياسية لاكثر من دولة .
ورأى المفتي عبد الله انه و بالمقابل يقوم الارهاب الحقيقي بتحسين ظروف وجوده الاقتصادي والامني وما نخافه ان يصبح قوة عالمية تعترف بوجودها الدول حيث اننا نسمع بعض الدول تدعو للحوار مع الارهاب ولا يزال عدد من دول العالم لم يحسم امره حياله ولا نلمس جدية في مكافحةا لارهاب بطريقة جدية ومجدية .
ووجه الشكر للدولة النمساوية لمشاركتها في قوات اليونيفل لأن وجود اليونيفل قيمة اضافية للجنوب وسكانه
واننا شركاء مع هذه القوات بالسلام لأن السلام مسؤولياتنا جميعا
ونحن ملتزمون بالقرارات الدولية.
وشرح المفتي عبد الله للسفير اهمية التعايش في منطقة صور وبالخصوص في صور المدينة التي تتسم بتنوع السكان ومشاربهم الدينية وهم يعيشون بسلام واستقرار رغم محاولة ( اسرائيل ) اظهار الخلاف
وقد ثبت ذلك للمجتمع الدولي الذي كان بعضه يراهن على فتنة بعد اندحار الكيان الصهيوني الغاصب عن ارضنا عند تحرير الارض في العام ( 2000) ولكن ما حصل هو المصالحات والتعايش والمسامحة لأن لبنان وطن نهائي لجميع اهله .
ويوجد مدينة صور اللقاء الروحي الذي يتمثل فيه كل الطوائف ويقوم بعدد من الانشطة المحلية والخارجية وهذا اللقاء يعبرعن حقيقة التعايش الاسلامي والمسيحي وهذا التنوع ينسحب بمكوناته على قسم كبير من المعمورة وقد فشلت دولة الانتماء الديني الواحد و ان قيمة الدول بما تملك من تعددية دينية منفتحة حوارية .