قرية «عمقا» إحدى القرى التي دمرها الصهاينة عقب نكبة العام 1948، كانت عنواناً تجمع حوله لاجئون فلسطينيون تعود جذورهم إليها، حيث قام أبناء البلدة بتقديم لوحات تمثل الحياة اليومية التي كانت سائدة في عمقا، قبل تدميرها من قبل الاحتلال وتشريد أهلها الذين كانت وجهتهم لبنان. نظمت الحملة الدولية للحفاظ على الهوية الفلسطينية – انتماء، بالتعاون مع رابطة أهالي «عمقا» مهرجاناً فلسطينياً إحياءً ليوم القرية الفلسطينية في مركز معروف سعد الثقافي في مدينة صيدا يوم الأحد 07 أيار (مايو)، تحت شعار: «عمقا.. نبض الحنين وانبعاث الحلم» حضره حشد كبير من أهالي القرية من مختلف المناطق اللبنانية ومخيماتها وعدد من الشخصيات والفعاليات. ويأتي هذا النشاط ضمن فعاليات حملة «انتماء» لإحياء الذكرى الـ 69 للنكبة الفلسطينية. بدأ يوم «عمقا» بكلمة لحملة «انتماء» القاها محمد مصطفى أبو ليلى مرحباً بأهالي القرية مؤكداً بأن الغاية الأساس من تنظيم هذه الفعاليات هو التأكيد على حق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى مدنه وقراه الأصلية التي اقتلع منها، وللمساهمة في جمع شتات أبناء البلدة الواحدة، ولتعزيز انتماء الشباب الفلسطيني إلى موطنه الأصلي في فلسطين. وعن قرية عمقا ألقى أمين سر رابطة أهالي عمقا الشيخ طارق الشامي كلمة أكد فيها أن النكبة لم تكن وليدة الصدفة بل نتيجة تآمر دولي، ثم تحدث عن القرية وسكانها وأراضيها وسائر معالمها، وقدّم ملخصاً عن انجازات الرابطة في لبنان. تخلل الاحتفال عرض فيلم تعريفي بحملة «انتماء» وقرية «عمقا» وشهادات من جيل النكبة والمعاناة التي عاشها الفلسطينيون، كما تخلل المهرجان وصية للحاج محمد سليمان وفقرات فنية ودبكة من التراث الفلسطيني. ثم افتتح معرض تضمن خرائط تفصيلية عن البلدة وصوراً لقرية عمقا، وشجرة العائلة، وصور شهود النكبة من أهالي القرية، كما ضم بعض المقتنيات القديمة التي أخرجها معهم أهالي القرية عام 1948، والمأكولات والحلويات شعبية وتراثية، إضافة إلى أزياء من التراث الفلسطيني. وقدمت حملة انتماء درعاً تكريمياً للشاعر العمقاوي مروان الخطيب الذي ألقى كلمة وقصيدة داخل المعرض التراثي. «عمقا» قرية عربية فلسطينية تقع في قضاء عكا هجر اهلها عام 1948 من قبل العصابات الصهيونية، واليوم تغطي الأعشاب والحشائش البرية الموقع ولم يبق في القرية قائماً سوى المدرسة والمسجد المبني بالحجارة وتعلوه قبة، وواجهته الشمالية محددة بثلاثة مداخل كبيرة تعلوها قناطر دقيقة الزاوية والجدران المتصدعة في أماكن عدة, وقد سقط بعض الحجارة منها. وينتصب المسجد مهجوراً بين الأعشاب والحشائش البرية وحطام المنازل المدمرة أما المدرسة فلها سقف متدرج وقد تم وصلها بأجنحة جديدة أضافها الاحتلال الاسرائيلي ويستعملون هذا المجمع مستودعاً. وأما الأراضي التي تجاورها فتستعمل مرعى للمواشي. يذكر أن حملة «انتماء» هي حملة شعبية ترعاها مؤسسات ولجان فلسطينية بمختلف تخصصاتها للعام الثامن على التوالي؛ وتهدف إلى تعزيز روح الانتماء لفلسطين والحفاظ على الهوية والتراث الفلسطيني والتأكيد على تمسك اللاجئين بحق العودة.
المصدر/ صيدا تي في