recent
أخبار الساخنة

مخيم عين الحلوة رهينة قادته ومحاوره والضحية الشعب الكاتب: فاطمة المجذوب

الصفحة الرئيسية




مقالي حول اشتباكات مخيّم عين الحلوة

خاص عيون صيدا: مخيم عين الحلوة رهينة قادته ومحاوره والضحية الشعب

 الكاتب: فاطمة المجذوب

نكبة جديدة يعيشها اللاّجئون...
هي أنياب لِنكبةٍ جديدة بدأت تطلّ على اللاّجئين الفلسطينيّين ، وقد باتت هذه النّكبة الجديدة تُحقق مبتغاها نتيجة الانقسامات والمصالح الشخصيّة بين قادة هذا الشّعب، والخطورة ليست محصورة بين شقّين او بين طرفين انّما هي معاناة بين نكبتين دون الادراك والتّفكير بِعمق المخاطر والمأساة المنتظرة في الايّام المقبلة، فقد بات يعيش اهالي المخيّمات الفلسطينيّة لاسيّما مخيّم عين الحلوة مرحلة اصعب من كل المراحل التي سبقت، انّها مرحلة الضياع السياسيّ والانفلات الامنيّ وفقدان السّند الذي اعتاد هذا الشعب ان يسند عليه، وحتى القوى ذاتها باتت عاجزة امام وصف ما يمر به هذا المخيّم، وبات الخجل يجري بِدمهم أمام الشعب الذي قدموا له وعودًا وتعهّدات وحسومات جميعها كان مصيرها الفشل.
هي ليست المرّة الأولى من نوعها التي يُهجّر البشر ويُحرق القلب والحجر داخل مخيّم عين الحلوة، لم يعد يمر شهرًا آمنًا على أهله فقد اعتادوا الدّمار والخراب وصبّ النّار على جروحهم، وكأن تاريخ الـ 48 يعيد نفسه ولكن مع عدو جديد ينتسب الى نفس الدّم والهويّة ذاتها، فالجميع بات هدفه وقف اطلاق النّار وحدّة الاشتباكات وغضّ النظر عن المخرّبين واغلاق الصفحة بعدم وجود حلّ جذري دون الاخذ بعين الاعتبار أبعاد ذلك.

نزوح العائلات...
مئات العائلات نزحت من منازلها في مخيّم عين الحلوة عقب الاشتباك الأخير، الذي لم يتوقف بشكل تام ولا يزال يشهد بعض الخروقات بين منظمة التحرير الفلسطينية من جهة وبين النّاشط الاسلاميّ بلال بدر من جهةٍ أخرى، نتج عن هذا الاشتباك خسائر بشريّة وماديّة هائلة. كانت حدّة الرّصاص تضرب المحلاّت والمنازل من كل حدب وصوب حيث ان هذه القذائف والرّصاصات نجحت في تغيير ملامح المخيّم وتحويله في ظرف 24 ساعة الى ساحة حرب دامية، وخسائر ماديّة مُبكية، وبعد ان يبدأ الهدوء يسود ازّقة المخيّم سوف تعود العائلات الى المخيّم لتلملم جراحها وتتفقّد منازلها وتحفظ ما تبقّى من كرامة اعراضها.

من سيعوّض هذه الخسائر؟...
هو سؤال بات يطرحه اغلب الاشخاص الذين خسروا منازلهم وارزاقهم، يطرحونه في قلبهم وعيونهم انهكتها الدّموع، وفي ظلِّ شبه غياب لِدور الفصائل والتّنظيمات الفلسطينيّة في مسألة تعويض الخسائر المتراكمة من اشتباكات سابقة، بات الشّعب يلاحظ وكأن عددًا كبيرًا منهم أصبح مشاركًا في صياغة سيناريو الدّمار، وان الاعذار والادانات والوعود بالحسومات التي يقولونها خلف المنابر باتت مرفوضة وساقطة أمام اوجاع اللاجئين وتشردهم وحرقة دمهم، هذا عدا عن الامراض التي يعيشونها هم واطفالهم، وفي كل مرة وكل اشتباك نرى عدم قدرة القوى الوطنيّة والاسلاميّة على ضبط الامور وحسمها نحو النّهاية، فلم يعد يقنع اللاّجئون ان بعض القادة يعانون الحزن والاسف على الخسائر في سرّهم فقد باتت المسرحيّة مكشوفة واللّعبة ساقطة.

لا ضمانات...
وكالعادة كما بعد ايّ اشتباك يعود اهالي المخيّم الى منازلهم والاطفال الى مدارسهم دون ايّ ضمانات لحياتهم وسلامتهم، فلم يبقى في ذهن اصحاب المناصب سوى هدف واحد ربح المعركة، وللأسف هناك من يسعى الى ربح معركة وشدّ العضل حتى ولو كلّف الامر موت كل مدنيّي المخيّم وتهديم كل حجر فيه. بات العقل محتارًا، من هو الذي بحاجة الى طبيبٍ نفسي القادة أم الشعب؟

google-playkhamsatmostaqltradent