الاسرى الابطال خلف القضبان يخوضون معركتهم التي لا تنته مع
الاحتلال ، معركة الارادة و العزيمة و التوق الى الحرية . معركة
العين التي تكسر المخرز و تفرض شروطها . ابطال عظماء و اسماء
كبيرة مشهود لها في ساحات العمل الكفاحي التحرري
تشارك في هذه الجولة من جولات الصراع بين
المعتقل الباحث عن حرية شعبه و بين المجرم الجلاد الذي شرد جزءا
من الشعب الفلسطيني و فرض احتلاله على البعض و حصاره على
البعض الاخر . عبدالله و مروان البرغوثي و احمد سعدات و كريم يونس
و غيرهم من القادة ، و كل الاسرى و المعتقلين يدا واحدة في مواجهة
العدو الصهيوني . انها معركة الارادات و لن يتمكن الصهيوني و غيره
من كسر الارادة الفولاذية للمناضل الفلسطيني الذي اختار منذ البداية
طريقه المزروع بالاشواك . مازال الاسرى يعلموننا من ظلمات الزنازين
معنى الكفاح و الوحدة و يصححون لنا البوصلة في كل مرة ، و يؤكدون
بان الصراع مع الاحتلال الصهيوني صراع تناحري حاسم ، و لا امكانية
لاية حلول مع طبيعة عدوانية دموية كالطبيعة الصهيونيه الموغلة بالغدر
و المكائد و الاجرام . كم نداء اطلقوه من اجل وحدتنا و رص صفوفنا
و الارتفاع عن اختلافاتنا الفكرية و الفئوية لمصلحة النضال الوطني
و ابقاء المواجهة الوحيدة هي مواجهة الجنود الصهاينة و المستوطنون
الذين يبتلعون اراضينا و يستهينون بدمائنا و يدنسون مقدساتنا . كم
ادرنا ظهورنا لنداءاتهم الوحدوية و ضربنا بعرض الحائط مطالباتهم
بتصحيح امور البيت الفلسطيني ، التي كان من ابرزها وثيقة الاسرى
في ايار 2006 . لكن البعض ممن استمرأ على التسلط و التفرد و الارتجال
في اتخاذ القرارات و الذي لم يسلم بالاختيار الشعبي الديمقراطي وقع تحت
إعلان منتصف المقال
الضغوط الخارجية و ابقى الوضع الفلسطيني على حاله من الانقسام ،وجعل
المؤسسات الرسميه على واقعها من الترهل و التعطيل و استشراء الفساد .
لعل اضراب الكرامة ، و الوحدة التي تجلت عند الحركة الاسيرة يشكلان
حافزا للقوى و الهيئات الفلسطينية للنظر بجدية اكبر نحو توحيد الصف
و الانطلاق بعملية اصلاح حقيقية ، و التخلي عن التنسيق الامني البغيض
الذي لم يجلب للشعب الفلسطيني الا الويلات ، و لم يحقق المكاسب منه
الا الاحتلال الصهيوني . اننا و على وقع معاناة اسرانا بحاجة لخطوات
سريعة و جريئة تواكب هذا الاضراب و تقدم له الدعم المناسب
و على كافة المستويات الرسمية و الشعبية و العسكرية لرفع الظلم الواقع
على الاسرى و تحريرهم . فعلى المستوى الرسمي يجب على السلطة
بكل مؤسساتها توظيف التحركات السياسية و الاعلامية لتوضيح الواقع
المؤلم غير الانساني للاسرى ، و دعوة الهيئات العربية و الدولية
للوقوف الى جانب مطالب الحركة الاسيرة ، و تقديم شكاوى للمنظمات
المعنية بحقوق الانسان تبين الاوضاع الصعبة التي يتعرض لها
الاسرى . و كذلك وقف كافة الاتصالات و اعمال التنسيق مع سلطات
الاحتلال . و على المستوى الشعبي استمرار الفعاليات التضامنية في
الداخل و الشتات حتى نبين تضامننا و توحدنا مع الحركة الاسيرة .
و في الجانب العسكري العمل على خطف جنود صهاينة و القيام باعمال
نوعية تفرض على الاحتلال الرضوخ للارادة الفلسطينية و تحرير كافة الاسرى .
ان اسرانا الذين ضحوا بحريتهم من اجلنا يستحقون منا تحركا اكثر فعالية
من اجل تحسين اوضاعهم و رفع معاناتهم و اطلاق سراحهم .