recent
أخبار الساخنة

من ثقافة الإغاثة..إلى ثقافة التنمية والإنتاج

الصفحة الرئيسية

الثقافة هي طريقة حياة،تميز كل مجموعه بشرية عن مجموعة أخرى،وتنتقل من جيل لآخر.إنها مجموعة الأشياء المرتبطة بنخبة من المجتمع والمتأصلة فيه. هي مجموعة العادات المتواجدة بين الناس،فالفن ثقافة،وطريقة الرقص والاكل ثقافة.

الاغاثة هي مجموعة الخدمات الفورية التي تتقدم للأشخاص المتضررين نتيجة حرب او كارثة طبيعية من دواء وغذاء،وإيواء وكساء….

التنمية هي هي عنصر أساسي للإستقرار والتطور الإنساني والإجتماعي،وهي عملية تطور شامل أو جزئي مستمر وتتخذ أشكالاً مختلفة تهدف إلى الرقي بالوضع الإنساني إلى الرفاه والإستقرار والتطور بما يتوافق مع احتياجاته وإمكانياته الاقتصادية والاجتماعية والفكرية.

الانتاج هو كل نشاط بشري يؤدي إلى مكسب مادي أو غير مادي هو “إنتاج”،ويهدف هذا الانتاج الى تحقيق إحتياجات الناس وتطويرهم،إنها عملية لها مدخلات ومخرجات وموارد.

والفرق بين المفهومين الاساسيين “الاغاثة والتنمية” واضح جدا،إن أبناء المخيمات منذ وجودهم في بلاد الشتات قد وضعوا في قالب الاغاثة،مما جعلهم يشعرون بالانتقاص فور وجود أي خلل في الجهة المقدمة للاغاثة،وزرع فيه بعض الكثيرين منهم نوعا من “الاتكالية الزائدة”.

الناس بحاجة إلى عملية الاغاثة لمدة معينة،بعد ذلك هي تحتاج الى عملية تنمية تمكنهم من العيش براحة وتمكنهم من الاعتماد على نفسهم،فأن تعلمهم الصيد خيرا من ان تطعمهم سمكة كل يوم.

كيف تتحقق التنمية في مخيماتنا؟

١-يجب دراسة واقع المخيم بطريقة علمية دراسية من قبل أبناءه الشباب،والتعرف الى احتياجات كل الفئات العمرية المتواجدة فيه بغض النظر عن المستويات العلمية والفكرية. وبعد ذلك محاولة تمكينهم وتدريبهم من أن يشكلوا مجموعات فيما بينهم،ليستطيعوا الخروج بمشروع إنتاجي،يعم بالفائدة على هذه المجموعة من جهة وعلى أهل هذا المخيم من جهة ثانية،وبذلك تتحرك العجلة الاقتصادية داخل المخيم من قبل أبناءه.

٢-بالاضافة الى ذلك،دراسة واقع الشباب بشكل خاص،وتفهم كل ما يفكرون به،والعمل على نزع كلمة مستحيل من عقولهم ونزع حجة “أنا فلسطيني” من تفكيرهم،وعقد دورات تطوعية معهم بإستمرار،والوصول أخيرا الى مشاريع تخصهم،تستطيع إشراكهم بالوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي السائد في المخيم.

٣-التركيز على المرأة التي تلد جيلا،وتربي الاخر،وتمكينها وإشراكها في كل عمل تنموي في المخيم،وزرع ثقافة المشاركة في نفسها،كي تنقل بدورها هذه الثقافة الى أبنائها.

لكي تنتشر هذه الثقافة التنموية نحن بحاجة الى أن نقتنع بها جميعا وان نمد يد المساعدة للمؤسسات والمنظمات التي فعلا تهدف الى تطويرنا كشعب فلسطيني وتمكيننا،حتى لا تقف الحياة عند عقبة الاغاثة،وبالطبع هذا لا يعني أن دور المؤسسات الاغاثية قد أُلغى،ولكن مع الوضع الراهن نحن بحاجة لأن نكون جميعنا قيادي يستطيع تدبير أموره بالتعاون مع الآخرين.







بقلم : نزهه الروبي
google-playkhamsatmostaqltradent