recent
أخبار الساخنة

المتضررون في "عين الحلوة" لـ"القدس للأنباء" :عوضوا علينا بتنا على قارعة الطريق !


وكالة القدس للأنباء - خاص


وسط الصدمة والذهول، تابع سكان الأحياء المتضررة في مخيم عين الحلوة، جراء الاشتباكات الأخيرة، تفقد منازلهم ومحلاتهم التجارية المحترقة والمتصدعة.

"وكالة القدس للأنباء" استكملت جولتها في الشوارع والأزقة التي شهدت الأحداث المؤسفة، والتقت عدداً من الذين تعرضوا للخسائر فكشفوا أن وضعهم تراجع سنوات إلى الوراء، وقد أصبحوا حالياً على قارعة الطريق، فمنازلهم دمرت ومحتوياتها احترقت أو نهبت، وهم يناشدون الجميع إلى الإسراع في توفير مسكن لهم، أو دفع إيجار يساعدهم على استئجار شقة، والتعويض بمبلغ يوازي حجم مصابهم.

خلال تنقلاتنا كنا نرى مجموعة من الشبان المتطوعين من سكان هذه الأحياء وغيرها، يقومون بتنظيف الشارع الفوقاني وبعض الطرقات الأخرى، ويزيلون الآثاث المحترق، أو النفايات، أو الحجارة والردم الذي يقفل الأزقة.

في هذه الأثناء كنا نلحظ أيضاً حركة ناشطة للجمعيات الخيرية والإنسانية تنقل للأهالي المنكوبين، مواد غذائية وحرامات وفرشات وأدوية.

وقد أكد الناشطون في هذا المضمار لـ"وكالة القدس للأنباء"، أن ما يقومون به هو جزء من واجبهم، وما تعرض له بعض الأهل لا يخصهم وحدهم، فالمصاب الأليم أصاب الجميع في الصميم، وعليه لا بد من التعاون حتى زوال آثار هذا الواقع الصعب، أو التخفيف منه على الأقل.

ولاحظنا أيضاً وصول وفود تمثل الفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية، والشخصيات اللبنانية، واللجان الشعبية، تتفقد الأماكن المتضررة، مؤكدة عزمها على مساعدة العائلات المنكوبة، متعهدين العمل بسرعة لتقديم الأموال اللازمة للتعويض عن خسائرهم.

احتراق مجمعيين سكنين وتصدعهما

وأكد أبو سامر عبد الغني لـ" وكالة القدس للأنباء"، أن "مجمعين سكنيين، كل واحد منهم مكون من ٤ طوابق، يسكنهما 10 عائلات قد احترقت ممتلكاتها من عفش وفرش وأثاث بشكل كامل، وبقي نصفهما متصدعاً على مداخل حي الطيرة بمخيم عين الحلوة، بسبب المعارك الأخيرة ".

وأشار عبد الغني إلى أن "المبنيين أصبحا غير صالحين للسكن أو للترميم، بسبب حرارة النيران التي اشتعلت فيهما لعدة أيام، حيث لم يجرؤ أحد على إطفائها بسبب القتال ورصاص القنص، كما أن أحد المباني مر على إعماره أكثر من خمسين عاماً".

و دعا "المعنيينن التدخل العاجل لإيجاد مكان يأوي تلك الأسر ولفترة معينة، وإيجاد الحلول المناسبة لهم تضمن عودتهم إلى منازلهم من جديد".

وأكد صاحب "حلويات القادري"،عمران القادري، لـ"وكالة القدس للأنباء"، أن "معمله احترق وكذلك صالة الحلويات والمعدات والمحل كله"، وقدر خسارته بـ"حوالي مئة الف دولارأمريكي".

وطالب القادري اللجان الشعبية "التعويض عن الخسائر بأقرب وقت، لأنه هو باب رزقنا لإطعام عائلتنا، وأهلنا إلى الآن في جامع المصلي، فليخافوا الله فينا".

وقالت فتحية المصري من سكان عين الحلوة، لـ"وكالة القدس للأنباء":" احترق منزلي بالكامل وكان إبني بداخله، ولولا الأيادي البيضاء من الشباب الذين ساعدونا على إخراجه وإطفاء المنزل لكان احترق ومات ، وكان هناك مال وذهب في المنزل سرقوه و لم يتبق له أثر".

وناشدت المصري المؤسسات والجمعيات الإنسانية و"منظمة التحرير الفلسطينية" العويض لها لكي تعود إلى منزلها، واعتبرت أن "حجم الخسائر فادحة وهي تقدر بحوالي ٧٠ ألف دولار أمريكي".

المطالبة بالتعويضات المنصفة سريعاً

وقال المواطن محمد دياب لـ"وكالة القدس للأنباء":" احترق منزلي بالكامل وعائلتي مشردة في الشوارع"، محذراً المعنيين من التسويف في التعامل مع ملف التعويضات".

وأضاف: "إذا لم يتم تعويض الخسائر فإن الشعب سينتفض على القيادات، ويجب أن يتم التعويض بأقرب وقت ممكن."

و وجه الأهالي نداء عاجلاً إلى "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا" كي تقوم بتكليف متعهدين للقيام بإزالة الردميات ورفع الأنقاض من الطرقات بالتنسيق مع شباب الشارع الفوقاني الذين تكفلوا بالمساعدة .

كان لسان الأهل وجميع الذين واكبوا ما حصل، التمني بأن تكون جولة الموت والخراب الأخيرة، المحطة النهائية في مخيم عين الحلوة، لأن هذا المخيم الصامد، يجب أن يبقى عنواناً وبوابة عبور للوطن الأم ولتحقيق العودة.
google-playkhamsatmostaqltradent