recent
أخبار الساخنة

عين الحلوة: دعوات لاصلاح اضرار الاشتباكات.. على وقع نذر انفجار شعبي


الشيخ خطاب: القوى الإسلامية تعمل على إصلاح ذات البين لوقف ما يهدد أمن عين الحلوة

البلد: محمد دهشة

تنذر نتائج الاشتباكات العسكرية الاخيرة في مخيم عين الحلوة، بانفجار شعبي قريب، ما زال أبناء المخيم يساورهم القلق، لم تلتئم جراحهم بعد، بعضهم ترك منزله عنوة نتيجة تضرره كاملا وبعضهم الاخر طوعا وخوفا من نذر جولة جديدة تلوح بالافق، بعدما رسمت نتائج الاشتباكات معادلة غير واضحة.

يعيش ابناء عين الحلوة حالة من الاضطراب اليومي بين عدم الاستقرار الامني والخوف من القادم، ثمة شعور لديهم باليأس والاحباط وبأنهم متروكون لمصيرهم، فيما كل التقارير تشير بوضوح الى غضب شعبي، يكبر كل يوم ككرة الثلج، وقد يولد انفجارا قريبا، اذ لم يسارع المسؤولون التعويض على المتضررين واصلاح ما خربته الاشتباكات.

وكالة "الاونروا" انجزت مسحها الميداني، ولكن عملية تأمين الاموال تحتاج الى وقت غير قصير، وهي وسفارة فلسطين في لبنان اطلقا "نداء استغاثة" على قياس "نهر البارد ميني سيمول"، ربما تكون الاستجابة بطئية وربما مشروطة، ولكن الاكيد ان الاهالي ضاقوا ذرعا وسئموا انتظار، في وقت لا تتجاوز الكلفة الاجمالية وفق التقدير الاولي ثلاث ملايين دولارا اميركيا، ما عدا الاثاث والمفروشات المنزلية.

مقابل هذا، كشفت الاتصالات الفلسطينية التي تجري على قدم وساق لعقد اجتماع لـ "القيادة السياسية الموحدة" في لبنان على بون شاسع في المواقف، لم تكن حافزا لعقده سريعا، بدأ كل طرف يراجع حساباته، يلقي باللوم على الاخر ويحمله مسؤولية تبعات ما استقر عليه الوضع.

لم تنقطع مبادرات الجمعيات الاهلية والاغاثية الفلسطينية واللبنانية معا، ما زالت تقوم بواجباتها في تأمين نحو 622 وجبة طعام ساخنة يوميا، لكن الاهالي لا يريدون الاكل والشرب فقط، بل الامن والاطمئنان ويناشدون العودة الى منازلهم قريبا.

رسالة شموع

ميدانيا، وفي خطوة رمزية بمثابة رسالة للفت الانتباه للمأساة التي تعيشها الأحياء المتضررة من الاشتباكات، قام مكتب خدمات الطلبة الفلسطينيين في لبنان، باضاءة عشرات الشموع على الشارع الفوقاني من مفرق حي الصحون اول طريق طلعة "القيادة العامة" لجهة سوق الخضار وحتى قاعة سعيد اليوسف، جرى أنارة المنطقة التي تشهد ظلاما دامسا بسبب الاعطال التي لحقت شبكة الكهرباء وخلو المنازل والمحال التجارية من اصحابها اىل حين.

وقد دعا مدير المكتب عاصف موسى، الإسراع بإعادة الحياة للأحياء المتضررة من خلال تأمين الكهرباء والمياه وترميم المنازل والمحال المتضررة، فوضع الأحياء المتضررة يدمي القلوب وأهلها قد هجروها وباتت تشبه مدينة الأشباح وعلينا جميعا تقع مسؤوليات إعادة الحياة لهذه الأحياء.

دعم العودة

سياسيا، واستكمالا، اكد رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، انه أوعز بتأمين 120 خزانا لمياه الشفه، لدعم الاهالي في حياتهم وعودتهم، مؤكدا ان بلدية صيدا تتحمل مسؤولياتها في بلسمة جراح ابناء المخيم قدر المستطاع، اسفا لما اصاب المخيم وابناؤه الذي يعتبر احد احياء المدينة.

والسعودي الذي استقبل وفدين من "القوى الاسلامية" في منزله في الهلالية، ومن "القيادة السياسية" لفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان برئاسة قائد الامن الوطني اللواء صبحي ابو عرب، في بلدية صيدا، اعتبر ان الرابح معروف وهو ليس في لبنان ولا في المخيم الرابح هو العدو الصهيوني"، قائلا "الوقت الأن هو لتضافر كل القوى الفلسطينية كي تتحد وتبعد كل ما يمكن أن يؤدي إلى تكرار ما حصل وعلينا جميعا لملمة الجراح وهي كبيرة وإن شاء الله  بتعاون الجميع نستطيع تخطي هذه الازمة ونبدأ عهد جديد من الأخوة ومن الرحمة للإخوة الفلسطينيين في هذا المخيم، داعيا الدولة والحكومة اللبنانية من أجل الإلتفات إلى الشعب الفلسطيني في لبنان وتأمين المزيد من الحقوق الإنسانية مثل حق العمل والتملك".

بينما اكد اللواء ابو عرب، ان الوضع الامني داخل المخيم ممسوك لغاية الآن، وبلال بدر مطلوب واينما ظهر سوف يتم القاء القبض عليه مهما كان الثمن.

وثيقة احترام

وعلمت صدى البلد"، ان وفدا من اللجنة الدولية للصليب الأحمر ضم نائب رئيس اللجنة في لبنان سيلفي تورال ورئيس مكتب صور لوران بيريلليه ومندوبة الحماية في جنوب لبنان عايدة الغول وممثل جنوب لبنان رياض دبوق والموظف الميداني محمود شراري، بدأ جولة على القوى الفلسطينية من اجل التوقيع على وثيقة تتضمن طريقة التعاطي مع الجرحى أثناء النزاعات المسلحة وضرورة تقديم المساعدة، وقد التقت ان أمير الحركة الإسلامية المجاهدة، أمين سر القوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة الشيخ جمال خطاب،  الذي أضاف اليها عبارة تتضمن دعوة من الصليب الأحمر الدولي بضرورة احترام حياة الانسان وعدم استسهال سفك دمه وعدم الاقتتال فيما بينهم، داعياً الوفد تبني ذلك وتعميمه على كافة المرجعيات الفلسطينية وحثهم على ذلك ليصار الى توقيعها لاحقا.  

وطالب الشيخ خطاب، الصليب الأحمر الدولي ببلسمة جراج المتضررين من الاشتباكات الأخيرة في مخيم عين الحلوة، ومد يد العون لهم من خلال المساعدة في ترميم المنازل وتوفير بدل إيجار لعشرات العوائل التي دمرت منازلها كليا ولم تستطع العودة إليها في الوقت الراهن، وتقديم المساعدات العينية  من ملابس ومواد غذائية وغيرها لمئات العوائل التي تضررت منازلها ومحالها التجارية بشكل كلي أوجزئي.

هدوء وتخوفات

هذا وأكد قائد “القوة الأمنية المشتركة” في مخيم عين الحلوة العميد بسام السعد، أن الوضع الأمني داخل مخيم عين الحلوة حالياً جيّد ويسوده الهدوء، وتقوم فرق الصيانة بإصلاح الكهرباء والمياه وتنظيف الطرقات والأزقة وتعمل جمعيات ومؤسسات بمسح وتسجيل الأضرار والمنازل التي أصيبت جراء الأحداث الأليمة، قائلا إن "القوة المشتركة منتشرة في 3 نقاط، وهناك نقاط جديدة سيتم استحداثها لاحقاً، وذلك بعد اجتماع القيادة السياسية العليا خلال الـ 72 ساعة القادمة"، مشدداً على أن “القوة المشتركة تقوم بدورها الطبيعي على الأرض، وتتجول في كل أنحاء مخيم عين الحلوة وداخل حي الطيرة، وتم تثبيتها داخل النقاط المتفق عليها".

وعن التخوفات من تجدد الاشتباكات في المخيم، أمل السعد أن لا نعود إلى الأحداث الأليمة التي مررنا بها، ولكن أي عملية اغتيال ستحصل من أي مجموعة خارجة عن القانون سيتم ملاحقتها، وسيتم التعامل معها حسب الظروف والاحتياجات"، نافيا ما يشاع  عن حالة استنفار في عين الحلوة، واستدعاء عناصر جديدة من “حركة فتح” للمخيم، موضحا أن “قوات الأمن الوطني الفلسطيني الموجودة في حي الصحون هي قوات أمن فلسطيني شرعية، وجدت من أجل الدفاع عم مخيمنا وأبناء شعبنا، ولمساندة الإخوة في القوة المشتركة الفلسطينية، وليس هناك أي استنفار، بل هناك عملية تبديل للأفراد والكوادر العسكرية بمنطقة حي الصحون في جبل الحليب”.

بينما اعتبر ممثل "حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان، أبو عماد الرفاعي أن "الحلّ في مخيم عين الحلوة ليس جذريّاً، وهو بحاجة لجهد الجميع للوصول إلى الحل الجذري حيث ينهي كلّ الظواهر اّلتي تشكّل حالة من القلق تؤثّر على الواقع الفلسطيني"، معتبرا أنّ "المستهدف مما يحصل هو قضية الّلاجئين الفلسطينيّين في لبنان"، مؤكّداً أنّ "المخيّمات الفلسطينية لن تكون مصدر توتّر للبنان والمحيط".

google-playkhamsatmostaqltradent