recent
أخبار الساخنة

أبناء عين الحلوة: "كان حلمنا ان نعود الى فلسطين وتحول اليوم العودة الى منازلنا"

 البلد ::: محمد دهشة
منتدى الاعلاميين الفلسطينيين

إستعاد أبناء مخيم عين الحلوة في رحلة عودتهم بعد نزوحهم القسري جراء الاشتباكات التي وقعت، لتفقد منازلهم مشهدي الدمار والخراب في مخيمي "نهر البارد: شمالا و"اليرموك" في سوريا، وصل بعضهم متأخرا اذ سبقتهم النيران لالتهام ما تبقى من اثاث منازلهم ومحالهم التجارية وسياراتهم، بعدما حملت الاشتباكات هذه المرة صعوبة بالغة في اطفاء اي حريق يندلع، مع استخدام القذائف الصاروخية التي ادت الى تدمير اجزاء كبيرة من المنازل واصابة اخرى باضرار جسيمة.

▪وكشف الهدوء الامني الذي ساد عين الحلوة عن حجم الاضرار التي لحقت بممتلكات ومنازل ومحال ابناء المخيم وخاصة في حيي "الطيرة والصحون" وامتدادا على طول الشارع الفوقاني، اضرار كبيرة ولا توصف وتستدعي اعلان حالة الطوارىء الاغاثية وفورا.

▪وأتاح هذا الهدوء، لأبناء المخيم ان يتفقدوا ممتلكاتهم منذ ساعات الصباح الاولى، البعض منهم وصلوا الى منازلهم وسحب الدخان الابيض تلفظ انفاسها الاخيرة، تبلغهم ان النيران سبقتهم اليها والتهمت ما تبقى لديهم من أثاث، عادوا على "الارض والحديد" بعدما تلاشى "جنى عمرهم" على حين غرة، ليدفعوا ضريبة جديدة من الاقتتال، فوق معاناتهم اليومية ومرارة نزوحهم.

أمام مبناه المؤلف من اربعة طوابق في "حي الطيرة"، حيث دارت أعنف الاشتباكات، يقف محمود عبد الغني دامع العينين، يصب جام غضبه على طرفي الاشتباكات بعد احتراقه بالكامل، مبنى يقطن فيه تسع عائلات، دفعها الرصاص والقذائف الى النزوح القسري والفرار للنجاة بالارواح، حيث توزعوا عند اقاربهم قبل ان يعودوا ويصابوا بصدمة كبرى من هول ما جرى.

▪يقول عبد الغني بحرقة لا تخلو من الحزن، "لقد تضرر المبنى بالكامل، لم يعد يصلح للسكن، ما يتطلب هدمه واعادة بنائه من جديد، لقد احترق وتفسخت الاعمدة والجدران؛ حتى الجرذان لا تقبل السكن فيه وتهرب منه، تفقدته لبعض الوقت وهربت سريعا لانني لا استطيع ان ارى هذا المشهد المأساوي".

 ▪بين رائحة النار و"الشحبار" الاسود والرماد، تعيش عائلة عبد الغني مرارة نكبة جديدة، يتساءل من يتحمل المسؤولية؟ من يعوض علينا وعلى مئات العائلات التي فقدت منازلها بلا مأوى وهي عرضة للنزوح القسري، قبل ان يضيف "كان حلمنا العودة الى فلسطين، وقد تحول ان نعود الى منازلنا الان والانكى عدنا ووجدناها محروقة، لقد ضاعت احلامنا بين الازقة والنار"، مؤكدا "ان المطلوب اليوم وقبل الغد، اعلان حالة الطوارىء الاغاثية وتقديم مساعدات عاجلة وتأمين بدل سكن مؤقت لا يقل عن 6 اشهر ريثما يكون الاعمار قد بدأ من جديد،" ليختم "اذا لم يفعلوا ذلك ترقبوا ثورة غضب شعبية عارمة لن تتوقف".

مراراة عبد الغني، لا تختلف كثيرا عن خسارة أسامة ابراهيم (الطه)، الذي يملك سنترالا "الامير" في الشارع الفوقاني، تحولت محتوياته الى "أثر بعد عين"، اضافة الى مولدات كهربائية وشبكاتها، فقد كل شيء، يقول "ان الخسارة كبيرة وتفوق ربع مليون دولار، لقد احترق السنترال بالكامل مع محتوياته، تضرر مولد كهربائي بالكامل وآخرين اصيبوا باضرار بين جسيمة ومتوسطة وخفيفة، اخترق الرصاص خزانات المازوت وتسربت هباء، من الصعب تعويض الخسارة، ولكن يجب ان يتحمل المعنيون المسؤولية في تقديم التعويض المادي عن الاضرار، كي ننهض مجددا وتعود الحياة الى طبيعتها".

ستة أيام من الاشتباكات كانت كافية، ليستذكر ابناء المخيم مشهد الدمار والخراب في مخيمي نهر البارد واليرموك، يضاف اليهما النزوح، يقول محمود الطيراوي الذي يقطن في "حي الطيرة"، لقد اصيب المنزل باضرار كبيرة، انهار جزء من قشرة السقف، تفسخ المنزل بالكامل من القصف، وتحطم الزجاج، والاخطر انه تعرض للسرقة، لقد استغل البعض الاشتباكات والنزوح وقام بالسرقة، وكأنه لا يكفينا ما اصابنا حتى "يزداد الطين بلة".

▪وعلى وقع تفقد الاضرار، عادت الحركة الى الشارع الفوقاني مؤقتا كثير من الناس لن يتمكنوا من المبيت في منازلهم، سيكتب عليهم رحلة شقاء اضافية.. على امل ان يتم التعويض على المتصررين سريعا ويستتب الامن وتعود دورة الحياة مجددا.

google-playkhamsatmostaqltradent