recent
أخبار الساخنة

القيادة السياسية الفلسطينية لن تسمح بان يعبث بامن مخيم عين الحلوة بقلم الحاج رفعت شناعة

الصفحة الرئيسية





بقلم عضو المجلس الثوري امين سر حركة فتح اقليم لبنان الحاج رفعت شناعة
 عاش مخيم عين الحلوة بكل أحيائه وأهله وقواه السياسية والشعبية،  ومعهم الجوار اللبناني ساعاتٍ حالكة تحفُّها المخاطر والمشاعر المختلطة على إثر الجريمة المتعمَّدة التي ارتكبها المدعو بلال بدر ومجموعته حيث أطلقوا النار عمداً على مجموعة من القوة المشتركة المعنية بحفظ الأمن في المخيم والمُشكِّلة من عناصر تنتمي إلى الفصائل الوطنية والاسلامية، وحصيلة الجريمة شهيد وقرابة عشرة جرحى، والحصلية برمتها كانت من خلال إبطال وتعطيل قرار الكل الفلسطيني على أيدي مجموعة خارجة عن الاجماع الفلسطيني، وايديها ملطخة بدماء الابرياء والمناضلين والشرفاء .
الفصائل الفلسطينية برمتها تحدَّثت إعلامياً بلغةٍ واحدة، وعقدت عدة اجتماعات كان آخرها اليوم الثلاثاء ظهراً في صيدا، وجاء الاجتماع الفصائلي في ظل حالة من الاحتقان الشديد، والغضب الأشد، والاصرار الجاد على الانتقام من أجل أستعادة الهيبة الوطنية الفلسطينية، ووضع حدٍ لهذه المسرحية المرعبة متواصلة العرض منذ سنوات وقوامها الاغتيالات، والدماء، وإثارة الرعب والخوف لدى عامة أهالي المخيم أي أبناء هذا المخيم منذ العام 1949.
القوة المشركة ومعها مجموعات من الأمن الوطني أنتشروا في المنطقة المحيطة بحي الطيري حيث تتمترس مجموعة بلال بدر، وهناك من دخل هذا الحي بحثاً عن القتلة من اجل اعتقالهم، وتنفيذ قرار الفصائل الذي تم أخذه باعتبار هذه المجموعة مطلوبٌ مطاردتُها واعتقال اعضائها وتسليمهم للعدالة، واطلاق النار عليهم إذا رفضوا الانصياع لقرار الإجماع الفلسطيني .
الجميع، خاصة القوة المشتركة، وقوات الامن الوطني كانوا بانتظار التعليمات لتنظيف المنطقة ، وتعقُب القتلة ، وفرض الامن والاستقرار، إلَّا أنَّ القرار الحاسم لم يضَدر، وكانت هناك وساطات من بعض الجهات الاسلامية طلبت المهلة إثر المهلة لإقناعه بتنفيذ القرارات أو الاختفاء عن الأنظار، وهذه الوساطات فشلت إلاَّ أنها اعطت فرصة لبلال بدر ومجموعته بتعزيز وضعه، واجهاض مضمون القرار الذي أخذته الفصائل، وهذا ما اضعف الموقف الفلسطيني وجعله في إطار ردة الفعل وليس الفعل والتأثير.
لا بد من وقفة موضوعية تفصيلية لمضمون البيان الذي صدر اليوم عن قيادة الفصائل في 11-4-2017
في البند الاول هناك تأكيد على "تفكيك حالة بلال بدر وأنهائها"، وهذه الخطوة الجيدة ليس لها قواعد ترتكز عليها، فلم يذكر المجتمعون ما هي آلية تفكيك هذه الحالة الشاذة ؟ ولم يُحدد الموقف المطلوب لتفكيكها؟، ولم تشكل قوة لتفكيك هذه الحالة؟ ولم يُطلب من تنظيم أو تنظيمات معينة كي تقوم بهذا الدور، لأن عملية التفكيك تحتاج  إلى أدوات ووسائل ضاغطة وقادرة على حسم الموضوع،  لأن مصلحة المخيم أولاً وقبل كل شيء.
في البند الثاني أقَّر المجتمعون دخول القوة المشتركة إلى حي الطيرة، إضافة إلى التموضع في كل انحاء المخيم. لكن للأسف لم يتم إعداد القوة المطلوبة ،ولم يُحدد الوقت الذي ستدخل فيه القوة؟ كما انه لم يحدد دور الفصائل المتواجدة في الأحياء المجاورة لحي الطيرة؟ وبالتالي ما هي حقيقة وضع حي الطيرة الذي اخلاه اصحابه، وهل ما زال بلال بدر ومجموعته داخل الحي او لا؟

هذه أمور تحتاج إلى قرار حاسم وصارم لا تردد فيه ، وأن تنخرط كافة الفصائل عمليـاً وميدانياً في هذه العملية دون تردد.

اما إذا تحدثنا عن الشق الثاني وهو " الانتشار والتموضع في كل المخيم وِفق مقتضيات الحاجة لحماية سكان الحي وممتلكاتهم" هذه النقطة غامضة وغير واقعية، وليس لها ارضية عملية، فهل نحن فعلاً قادرون على الانتشار والتموضع في كل المخيم؟ وما هي مصادر القوة التي سيتم استخدمها لتفيذ الانتشار عملياُ في الأحياء الأخرى التي لا يستطيع أي كادر أو ضابط من الحركة الدخول إليها؟، وهل الفصائل التي وقَّعت لديها النية والقناعة السياسية للمشاركة في الانتشار في العديد من الأحياء المقفلة والتي لا نعرف ماذا يجري داخلها، وموضوعها معقَّد. إنَّ مثل هذه العبارات والتأكيدات لا أساس لها من الواقعية وغير ممكنة ، فإذا كنا لم نستطع الانتشارفي حي الطيرة نظراً لواقع الفصائل فهل سنتمكن من الانتشار في باقي الاحياء.  لذلك البيان تضِّمن عبارات هوائية وليست واقعية، وليس هذا هو المطلوب.

جـ - تؤكد "القيادة السياسية أن الفار بلال بدر عنصراً مطارداً ومطلوباً للقوة الفلسطينية المشتركة ومطلوب اعتقاله؟

صحيح هو فار ومطارد، ولكن من الذي يطارده عملياً؟ . واذا كانت كل الفصائل الوطنية والاسلامية مقتنعة بما قررت ، أَلا تستطيع وضع الخطة المحكمة لاعتقاله وهي تمتلك المئات من العناصر المسلحة ، وهو ما زال يتحرك بحرية في منطقته، واهالي المخيم تركوا بيوتهم لاخلاء الساحة للفصائل كي تنفِّد القرارات.

د- تشير النقطة الخامسة إلى أن القيادة السياسية الفلسطينية " تتعهد مجتمعة بأنها لن تسمح بأن يُعبث مجدداً بأمن مخيم عين الحلوة وكل المخيمات الفلسطينية الاخرى"

إنها تعهدات كبيرة وثقيلة ومعنوية اكثر منها عملية وميدانية، وهي تُطرب الآذان، لكن هذه التعهدات تحتاج لخطط واضحة وواقعية تأتي ضمن برنامج متكامل يتضمن تحديد الأدوات، والاساليب، والخطوات المُبرمَجة. أما طرح الشعارات الفخمة بهذه الطريقة بعيداً عن إمكانية التنفيذ فلا يُسمن ولا يغني من جوع.

هـ- إنَّ دعوة الجماهير والأهل الذي نزحوا من مخيم عين الحلوة للعودة هذه الدعوة يتمناها الجميع لكن هل الأجواء في أحياء المخيم تساعد على ذلك ؟ وخاصة حي الطيرة فهل تمَّ تطهيره من كل ما يشكل خطراً على حياة الناس؟ وكيف نستطيع التوفيق بين إعتبار بلال بدر مطلوباُ، وفاراً، ومطلوب إغتياله، و - المفروض أيضاً إطلاق النار عليه- وبين دعوة الأهالي للعودة إلى هذا الحي الذي لا تسيطر عليه القوة المشتركة حتى مساء اليوم.

إنَّ الوعد بأن القيادة السياسية الفلسطينية ستعمل على معالجة آثار وتداعيات الاحداث الأخيرة المؤسفة هو من اهم القضايا المستعجلة لأنه يساعد في الاستقرار الاجتماعي والأمني ، وهذا الامر على ثقله وتكاليفه الباهظة يتحمل الكل مسؤولياته في المعالجة.

إنَّ الايام التي مضت أكدت أن هناك فرصاً ثمينة كان ممكن استثمارها والاعتماد عليها في مواجهة المخاطر ، وتحقيق أنجازات ميدانية، والقضاء على ظاهرة باتت تشكل خطراً حقيقياً على المخيم واهله، ولكننا لم ننجح، خاصة أن كافة الأطراف اللبنانية دعمت وساندت موقف القيادة السياسية في لبنان ، وان الشعب اللبناني تحمَّل الاضراروالتشظيات و تداعيات أحداث عين الحلوة.

ما سبق يدعو إلى مراجعة موضوعية نقدية سريعة لمواقفنا السابقة واعادة وضع النقاط على الحروف بشكلٍ فيه دقة اكبر ، وأشمل، وجدية اكثر.

رحم الله الشهداء ، واسكنهم الفسيح من جنانه، وشفى الله الجرحى، ومنحهم الصحة والعافية ، واعطانا الله سبحانه القوة لنكون اكثر صلابة، ووضوحاً ، وتفاعلاً مع قضايا شعبنا المكافح والصابر.



وانها لثورة حتى النصر



الحاج رفعت شناعة
11-4-2017
google-playkhamsatmostaqltradent