recent
أخبار الساخنة

أمن المخيمات الفلسطينية في لبنان على طاولة السفارة الفلسطينية منذ أربع سنوات*

الصفحة الرئيسية


*بقلم: د. رمزي عوض*

لقد كتبت مقال بتاريخ 5 أيار، 2013، بعنوان *(أمن المخيمات الفلسطينية في لبنان مابين ضعف فتح و الهوة في الحركات الإسلامية)* وهو موجود على عدة مواقع إلكترونية في الشبكة العنكبوتية، كما كان على طاولة لقاء في السفارة الفلسطينية، باجتماع برئاسة مشرف الساحة في لبنان السيد عزام الأحمد، وقد وضع المقال وناقش فيه القيادة السياسية الفتحاوية وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، مفندا البنود، أثناء خطته لتطوير حركة فتح والمنظمة في لبنان.
السؤال المهم: هل تطورت حركة فتح وتنبهت لما تحدثنا فيه منذ خمس سنوات عن أمن المخيمات في هذا المقال؟ وهل تصالحت الجماعات الإسلامية الفلسطينية مع قواعدها الشعبية؟ أم أنهم جميعاً سقطوا فيما نبهنا منه منذ خمس سنوات، ووصلت الأمور إلى هذا الحد وخاصة في مخيم عين الحلوة، لا أمن، لا ثقة بين القواعد الشعبية والقيادة.
وهذا نص المقال:

*أمن المخيمات الفلسطينية في لبنان مابين ضعف فتح و الهوة في الحركات الإسلامية*

تعاني حركة فتح في لبنان من ضعف ووهن أدى لتحولها من حركة ثورية وطنية إلى مجموعات تلتمس الولاء خارج الحركة، بحسب أهواء زعمائها المحليين، و بحسب مصادر التمويل المادي في بعض الأحيان، مما أدى لتطور الحركات الإسلامية سياسياً و أمنياً جعلها تمسك في مكان ما بزمام الأمور في المخيمات الفلسطينية في لبنان نتيجة تطور فكري لقيادات الحركات الإسلامية جعلها عامل أمن و استقرار للمخيمات.
و إذا أردنا وضع أسس لنضع دراسة متواضعة و نظرة شاملة لحركة فتح وواقعها في لبنان فإننا نستنتج أن ضعف البيت الفتحاوي سببه ثلاث محاور رئيسية :

المحور الأول : تضارب الصلاحيات :

بحيث أن حركة فتح بما تمثل من عصب للوحدة الفلسطينية أصبح لها ثلاثة مرجعيات في لبنان تتضارب فيما بينها الصلاحيات بما يؤثر على وحدة القرار السياسي للحركة وهذه المرجعيات هي :

1-  السلطة الوطنية الفلسطينية (دولة فلسطين)، و تتمثل في السفارة الفلسطينية التي تحاول ترسيخ مرجعيتها للحركة بالتحكم في القرار الفتحاوي و جعله لايخرج من أروقة السفارة .

2- منظمة التحرير الفلسطينية حيث أن توحيد منصب قيادة منظمة التحرير الفلسطينية و قيادة حركة فتح في لبنان أدى لإلغاء صوت الحركة وإذابته بشكل منظمة التحرير الفلسطينية على قاعدة الكل يلغي دور الجزء .

3- المرجعية الثالثة هي مجموعة مرجعيات محلية استطاعت إيجاد مكان لها على الخريطة السياسية المحلية و الإقليمية وربما الدولية، حيث أصبحت لا تعنى كثيراً بالإلتزام بالقرار الفتحاوي و تستمد قوتها من ارتباطاتها التي رسخت من رواسب سابقة لقرارات صحيحة في وقتها وربما خاطئة، جاءت جميعها لتصنع هذه المرجعيات داخل الحركة، و التي لها فكرها الخاص و نظرتها الخاصة لسياسات الحركة التي تتخطى حدود نشاط الحركة في الساحة اللبنانية لتصل لحدود النظرة السياسة الشاملة لأداء السلطة الوطنية الفلسطينية .

المحور الثاني : الرؤية السياسية:

عدم وجود رؤية سياسية موحدة داخل حركة فتح تعكس اتفاقا موحداً حول كافة الأحداث التي تجري في لبنان و المنطقة، كان هو الأساس في انكماش الحركة و اختراقها سياسياً مما أدى لإضعافها، و هذا نتج من ضعف تراكمي للحركة، و من سياسات خاطئة أحيانا، عند كل مفصل تحاول به القيادة الفلسطينية ترتيب البيت الفتحاوي .

المحور الثالث : فقدان الدراسة العلمية 

حيث أنه في كل مرة تحاول
ترتيب أوراقها الداخلية لتطبيق سياسات السلطة الفلسطينية تصدم بمنطق (اللاموضوعية)، و التي أسبابها مايلي:

1- فقدان سياسة (المرحلية) التي يجب أن تعكس توجهات السلطة الوطنية الفلسطينية لتنسجم مع الواقع الخاص للمخيمات الفلسطينية في لبنان، مما أدى في بعض التوجهات لخلق هاجس موحد لدى أبناء الحركة، حيث انعكس هذا الهاجس ليطال كافة شرائح المجتمع الفلسطيني، وهو أن السلطة أصبحت تضع المخيمات في خانة (العبء) عليها و أنها تبحث عن حل سريع لإنهاء هذا الملف بأي شكل من الأشكال .

2- عدم وجود تطمينات لهواجس بعض القيادات، والتي أصبحت مرجعيات وطنية لايمكن تجاهلها بأي شكل من الأشكال، و أهم هذه الهواجس التي تفكر بها هذه المرجعيات هي (الإقصاء)، و التي أدت ليدافع الجميع عن وجوده من خلال عناوين وطنية أو دينية أو إنسانية .

3- الكيدية و المحسوبية في القرارات و التي تراعي أن فلان محسوب على فلان و أن فلان ولاءه للجهة الفلانية، و قد تصل في بعض الأماكن لعدم الإرتياح الشخصي لفلان .

حركة فتح هي الحركة الوطنية الأم بامتياز منذ انطلاقتها في العام 1965، و هي الحركة الفلسطينية الأقوى سياسياً و عسكرياً في المخيمات الفلسطينية في لبنان، و تمثل الرأس الذي يقود جسد منظمة التحرير الفلسطينية، و ضعفها سياسياً أضعف كافة فصائل المنظمة سياسياً و عسكرياً، مما أوجد فراغاً سياسياً أدى لظهور قوى إسلامية استطاعت ترسيخ تواجدها السياسي في الساحة اللبنانية، بحيث أصبحت مرجعاً سياسياً للفلسطينيين في العديد من المخيمات و التجمعات الفلسطينية، ولكن من المتعارف عليه أن الحركات الإسلامية تصنع نظرتها السياسية بشكل لايشمل الشعب الفلسطيني فقط، حيث أنها ترى (حسب فكرها الأيدلوجي) بأن كافة الشعوب الإسلامية هي جسد واحد، وبهذا تعكس واقع سياسي (شمولي) على المخيمات الفلسطينية في لبنان.
طبعاً أثبتت القوى الإسلامية الفلسطينية في الأزمات الأمنية الفلسطينية و اللبنانية، أنها عامل استقرار تحرص على أمن وسلامة المخيمات الفلسطينية في لبنان، و لكن يظل هاجس ارتباطها السياسي الخارجي بما يحدث في المنطقة ابتداءً من الشيشان مروراً بأفغانستان و العراق و انتهاءً بسوريا، هو ما يجعل منها طرفاً سياسياً في المخيمات يخشى منه بزج هذه المخيمات سياسياً أو أمنياً بالأزمات الأمنية التي تحدث في المنطقة .

طبعاً إذا بقيت الحركات الإسلامية الكبرى في المخيمات الفلسطينية في لبنان تحافظ على إلتزامها الديني الأصولي وفق الشريعة الإسلامية دون تطرف فكري، فهذا سيبقيها عامل أمن واستقرار للمخيمات، و سيحافظ على تحيدها من أي صراعات طائفية قد تطرأ في المنطقة، شرط سد الهوة الحاصلة مابين القيادة السياسية للحركات الإسلامية مع قاعدتها الشعبية التي ولدت من خلال تطور فكري لقيادات الحركات الإسلامية جعلتهم يتعاملون مع السياسية بواقعية أكثر، في ظل عدم تفهم القيادات الإسلامية لواقع قاعدتها الشعبية التي وقعت في إشكال تقبل هذا الواقع بالتزامن مع تنامي حركات إسلامية لبنانية متطرفة في دعواتها السياسية.
و أيضاً استعادة حركة فتح لقوتها ووحدتها، بوضع خطة تراعي أسباب ضعفها سيكون أيضاً عامل مؤكد لأمان و استقرار المخيمات الفلسطينية مستقبلاً بتكامل فكري و توازن سياسي مع الحركات الإسلامية الفلسطينية في لبنان.

google-playkhamsatmostaqltradent