recent
أخبار الساخنة

لماذا تردى الوضع الطبي في “برج الشمالي” .. وهل تسبب بوفاة ابراهيم الرحيل ؟


وكالة القدس للأنباء – خاص


يعاني سكان مخيم برج الشمالي في جنوب لبنان، من نقص في الرعاية الصحية، ما يزيد وضعهم الإنساني سوءاً، بخاصة بعد تراجع تقديمات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الطبية، وضعف تقديمات مستشفى الجليل التابع لها، بعد أن كان هذا المرفق الصحي يستقبل شهرياً حوالي 90 حالة ولادة، وتقليص “وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا” خدماتها في هذا المجال .

وأكد الأهالي أن “الجليل” لم يعد قادراً حتى على توفير الإسعافات الأولية البسيطة للمحتاجين، وطالبوا بتحسين أدائه لإنقاذ الوضع الطبي البائس.

وفي أحاديثهم لـ”وكالة القدس للأنباء“، عبَر المواطنون عن أسفهم لما آلت إليه أوضاع المؤسسات الصحية، وناشدوا المعنيين كافة في هذا الشأن للتحرك السريع لتحسين مستوى التقديمات، بخاصة بعد أن تكررت الأخطاء وسوء الخدمات إلى درجة التأثير المباشر على حياتهم.

وآخر انعكاسات هذا الواقع المتردي – وكما نقل الأهالي – كانت حادثة ابراهيم الرحيل (أبو خليل)، والتي كشفت ضعف الإمكانات والطاقات في مستشفى الجليل، وقد حمل ذووه المستشفى بالمسؤولية عن وفاته لاحقاً.

كيف حصل هذا الأمر ؟ من المتسبب، وما حقيقته وتفاصيل ما جرى في هذه الواقعة ؟

التفاصيل على لسان الأهل

أهالي الفقيد والشهود، تحدثوا لـ”وكالة القدس للأنباء“، فأكدوا أنهم لمسوا إهمالاً وتباطؤاً في التعاطي مع المريض، وسوء تدبير أدى إلى تدهور كبير في حالته الصحية.

أحد أقرباء أبو خليل، ويدعى علي، اختصر الوضع كالتالي :” يلي شفناه ما حدا شافو”.

واستكملت إبنة أبو خليل وتدعى سوسن الكلام لـ”وكالة القدس للأنباء” :”مش عم بقدر أنسى يلي صار، أخذنا أبوي على الجليل وكنا مفكرين إنه السكري نزل عنده لأنه قبل 4 أيام أغمى عليه وهو على الطريقن وأخذوه الشباب إلى الهلال الأحمر وقالوا السكري نازل معه، بس وصلنا للهلال ما كان فيه حدا غير دكتور وممرض، جربوا يركبوا له مصل وماعرفوا، بعدها طلع الممرض برات المبنى والدكتور وقف على جنب حتى طلب منهم الشباب بفعل شيء لمساعدت”.

وأضافت سوسن :” لو ما كان ابن أختي محمد معنا كان مات بالمركز، وبس توقف قلبه طلب إبرة وقطعة نسيت إسمها وقتها وما لاقوا مفتاح الغرفة فكسروا الباب، أخذناه بسيارة الإسعاف للمستشفى وما كان في شرشف نغطي أبوي فيه، حتى ما حدا طلع معنا بسيارة الاسعاف من الهلالن لكن الدفاع المدني ظل معنا وجاب بعض الأجهزة لأن سيارة الإسعاف ما فيها شي. و بالمستشفى تبين انه متعرض لجلطتين، واحده خفيفة حللها دكتور الهلال بانخفاض السكري، والثانية قوية كانت محتاجة لنقل أسرع إلى المستشفى، يعني لوما تأخرنا بالهلال لكان معنا اليوم”.

ولفتت إلى أنه ” بعد مراجعة دكتور متخصص تبين أن اليلسكوب يستخدم في حالة توقف القلب ووالدي توقف قلبه، وهذا ما غفل عنه الهلال”.

رد الهلال الأحمر

وفي رده على ما أوردته الفتاة عن وضع والدها، وما حصل معهم،رفض مركز الجليل جملة وتفصيلاً هذه الوقائع في حديثه لـ”وكالة القدس للأنباء“، وقال:” كل ما جاء هو تلفيق لا يمت للحقيقة بصلة.”

واعتبر القيمون على المركز أن “كسر الباب تعدي على الهلال الأحمر، وإن قطعة اليلسكوب الذي كسر الباب من أجله لا يستخدم إلا في حالتين : في حالة الإنعاش أو المريض مبنج”، مؤكدين القيام بواجبهم اتجاه أبو خليل.”

لمزيد من الاستيضاح تحدثنا مع غسان الذي رافق أبو خليل فأوضح : ” ما في شي بالهلال، حتى أن يوم الحادث ما كان موجود سائق سيارة الإسعاف، والدكتور بس كان عم يضغط على قلبه، وأنا صرخت عليه لأنه كان عم يطلع وجرب أن يركب له مصل ومن توتره ما عرف. وسيارة الاسعاف فاضية بس فيها أوكسجين، وحتى لو كانت مجهزة مين بدو يساعد المريض ؟ما حدا بيطلع من الهلال مع المريض غير السائق وهاي إذا وصل سليم للسيارة، ما هني بوقعوه أكثر من مرة”.

شهود عيان يكشفون الحقائق

وأفاد آخر من شهود العيان الذي فضل عدم ذكر أسمه، أن “الدكتور والممرض لم يتعاونوا بالشكل المطلوب، حتى شرشف صغير لتغطية المريض لم يقدموا ما دفع حفيد المرحوم إلى خلع كنزته لتغطيته. وأضاف :” حين نقل إلى المستشفى تقدم الدفاع المدني للمساعدة أما الهلال فليس له علاقة خارج أبوابه حتى في سيارة الإسعاف”.

هذه الحالة واحدة من حالات كثيرة لم يتم الكشف عنها، أو جرى الكلام بشأنها في الأوساط الشعبية دون إحداث ردود أفعال عليها، وهنا يطرح السؤال نفسه : إلى متى يظل الوضع الصحي في مخيم برج الشمالي، وبقية المخيمات الفلسطينية في لبنان يعيش هذه الأزمة ، أليس جديراً بالمشرفين على القطاعات الصحية الفلسطينية و”وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا”، تدارك هذا الوضع وتحسين التقديمات بما يخفف من آلام الناس و أوجاعهم ؟

الأهالي ينتظرون الإجابة التي علَها تأتيهم بجديد يحمل لهم الطمأنينة.
google-playkhamsatmostaqltradent