recent
أخبار الساخنة

خاص : مسرح بيلسان في"شاتيلا" : صور ومسرحية تحاكي الأرض والمقاومة


وكالة القدس للأنباء - خاص


الصورة لدى الفلسطيني تاريخ وهوية، لما ترويه من حكايات تتعلق بتراث وتراب الأرض. الصورة هذه وسيلة لكشف الكثير من الحقائق، فهي برهان على أن فلسطين هي لشعبها وليست لقلة من شذاذ الآفاق حاولوا اغتصابها، لذا فإن العدو يحارب الصورة وحاول أن يحرقها ويخفيها عن أعين العالم، تماماً كما أخفى الآلاف من الوثائق والأثار والمعلومات التي تدينه وتفضحه.

ما تبقى من صور جمعها نشطاء أجانب مناصرون للقضية، أو التقطوها كشاهد حي للتاريخ، عُرضت على مسرح "بيلسان" في مخيم شاتيلا في بيروت، اتبعت بمسرحية معبرة للأطفال لمناسبة يوم الأرض "

لا تستطيع وأنت تتجول داخل المعرض، إلا أن تشم عبق الأرض الفلسطينية، فهذه صورة لفلاح يزرع أرضه، وتلك تمثل شجرة باسقة تعود جذورها لمئات السنين، وأخرى تنقل كفاح مزارعة فلسطينية وهي تقطف ثمار كرومها.. وعشرات الصور الأخرى التي تشكل لوحات نادرة، تحكي قصصاً وأخباراً تدل على العلاقة الحميمة بين الفلسطيني وتراب وطنه.

الصورة تحكي قصة الأرض

بعد جولة "وكالة القدس للأنباء" في أرجاء المعرض، حاورت مدير مسرح بيلسان، محمد حزينة، الذي أوجز اهتمامه بمثل هذا المعرض وغيره من الأنشطة الثقافية، فقال: " عرضت علينا جمعية جنا للفنون الثقافية إقامة معرض صور في مسرح بيلسان في المخيم، وذلك بعد عدة معارض قامت بها الجمعية في مخيمات صيدا وصور، وكان هذا المعرض الأول لها في مخيمات بيروت وجاء بمناسبة يوم الأرض، حيث كان هناك عدة نشاطات ومن ضمنها معرض الصور، إضافة إلى عرض مسرحية للأطفال تحكي معاناة الشعب الفلسطيني، والاعتقال الإداري الذي يمارسه العدو الصهيوني بحق الأسرى، وتم التوقيع على علم فلسطين، الذي كتب عليه العودة، وكل مواطن كتب أسم القرية أو المدينة التي ينتمي لها في فلسطين على العلم ".

وأوضح:"الصور التقطها نشطاء أوروبيون وبالتعاون مع مؤسسة جنا، والتي بدورها أرسلتها لنا وقمنا بترجمة الكلمات إلى اللغة العربية وتصحيح بعضها، وأهمية الصور أنها جاءت في ذكرى يوم الأرض فعكست الارتباط بالأرض وجذورها، والحياة الإجتماعية الفلسطينية ما قبل النكبة، الانتخابات في فلسطين، والعائلة الفلسطينية والمرأة وخبز الطابون، وقطف الزيتون والحصيدة، والبيوت واللباس والتراث ووسائل النقل والطيران الفلسطينية وكلها تثبت بأن فلسطين هي للفلسطينيين، وليس هناك دولة اسمها "اسرائيل"، وهذا تراثنا الذي يثبت بأننا نملك الأرض، فالحجر والشجر علاقتها متجذرة مع الفلاح الفلسطيني، والناي والعصفور جاره الراعي الفلسطيني من النهر في أقصى شمالها إلى بساتين الليمون المطلة على البحر في يافا، كلها لنا ونحن متمسكون بأرضنا ونسعى للعودة إليها."

وأضاف:" هذا الملجأ يحكي كل شيء واخترنا أن نقيمه في الملجأ حتى نقول للناس بأن هذا الملجأ نحتمي فيه أثناء الحروب، ولكن أيضاً في أوقات السلم نحن نطلع منه شباباً وأطفالاً ونساء تواجه هذا العدو الصهيوني بالفكر والعلم والثقافة، وهذا الذي زادنا عزيمة وإصراراً بنجاح المشروع الذي سعينا له منذ الـ2012".

وأشار إلى أن "المشاركة في أول عرض لها قدمت فرقة "الكوفية للتراث الشعبي الفلسطيني" والتي تأسست منذ فترة قصيرة، عرضاً مميزاً لبرنامج إحياء الأرض".

عروض صامتة معبرة

وقالت المسؤولة عن المسرح في بيلسان، هيفا صفا :" في يوم الأرض قدمنا عرضاً مسرحياً صامتاً من خلال مجموعة أطفال عبروا عن تمسكهم بيوم الأرض، فحملوا البارودة الخشب تعبيراً عن علاقته بالثورة والمقاومة، والوجود الفلسطيني ، إن كان في فلسطين أو في المخيمات، عبروا عن هذه المعاني بأقل لغة ممكنة، من دون تعقيدات وببساطة وصمت، ورووا بصمت أيضاً قصة سجين فلسطيني معتقل إدارياً يجلس على كرسي والسجان الإسرائيلي يقوم بتعذيبه، ورغم بعد السلاح عنه فالسلاح بالنهاية هو الذي حرره".

وأوضحت:"نحن لم نكتب لهم نصاً، ولم نوزع عليهم أدواراً، فالأطفال مثلوا ما يشاهدونه يومياً على التلفاز من ممارسات إجرامية بحق الأطفال والشيوخ والنساء، وبحق الأسرى الفلسطينيين واحتجاز جثامين الشهداء وغيره من انتهاكات إنسانية."

ولفتت إلى أن " الشخصيتين الموجودتين في المسرحية الصامتة يكملان بعضهما البعض، فالسجين يمكن أن يكون أسيراً سياسياً، أو أسيراً مثقفاً، والبارودة هي التي حررته، السلاح والمقاومة والثورة، والفدائيين عناوين القضية ، يمكن أن يكون العمل المقاوم بالسلاح أو بالفكر أو غير ذلك".

هذه الأنشطة الثقافية وغيرها، تلعب دوراً مهماً في التوعية وتنشيط الذاكرة الفلسطينية في استعادة ماضيها وتمسكها بتراثها، ومن المهم جداً دعم هذه الأنشطة وتطويرها لتكون فاعلة ومؤثرة داخل المجتمع الفلسطيني وخارجه، فالثقافة إحدى أهم وسائل المواجهة ضد الأعداء وتعميق الصلة بالوطن والأرض.











google-playkhamsatmostaqltradent