recent
أخبار الساخنة

عين الحلوة… سباق بين التسوية والحسم : 7 قتلى و40 جريحاً خلال الأيام الثلاثة


«فتح» تدرس عرض بلال بدر بالتواري عن الأنظار بدل تسليمه وجماعته وسلاحه



«عصبة الانصار» : وضعنا حلولاً والساعات القادمة تحمل مزيداً من الإستقرار




هل استفادت الجماعات الاسلامية المتطرفة في مخيم عين الحلوة من «فرصة الساعات الست»؟ التي اعلنتها القيادة السياسية الفلسطينية ؟ وما هي اعتبارات حركة «فتح» والفصائل الفلسطينية التي جعلتها تعطي الجماعات هذه «الفسحة» من التقاط الانفاس واطالة امد المعركة؟ وهل ان الجدية التي اظهرتها القوى الفلسطينية لجهة الحسم العسكري وتصفية الحالة التي وصفت بـ «الشاذة»، ستجد طريقها نحو انهاء المربعات الامنية التي تقيمها تلك الجماعات في احياء عدة من المخيم؟ وما مدى صدقية بقية الفصائل، وبخاصة «عصبة الانصار الاسلامية» التي تشكل ثقلا عسكريا وبشريا في المخيم، في الحسم؟، وهل من حسابات لديها يجعلها تلجم اندفاعتها؟ كلها اسئلة مشروعة برزت في الساعات الاخيرة الماضية، التي شهدت جملة من التطورات الميدانية والسياسية، وابرزها التقدم الميداني الذي حققته المجموعات العسكرية لحركة «فتح» والقوة الامنية المشتركة، في حي الطيري الذي يشكل المربع الامني الرئيسي لجماعة المدعو بلال بدر، الذي «يستضيف» مجموعات من المطلوبين اللبنانيين والفلسطينيين على خلفية تورطهم في عمليات ارهابية، وفي مقدمهم شادي المولوي، لكن اللافت، «الفرصة ـ الهدنة» التي اعلنها امين سر حركة «فتح» ومنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي ابو العردات «لما بقي من الجماعات التي تعبث بالامن في المخيم، لتسليم انفسهم مع سلاحهم، واستكمال نشر القوة الامنية الفلسطينية في كافة احياء المخيم، ومنها حي الطيري عدم السماح باقامة مربعات امنية مقفلة امام القوة الامنية الفلسطينية المشتركة، التي تشكل الاداة لحفظ الامن في المخيم.


وتتوقف اوساط متابعة، عند البطء في الحركة العسكرية التي انتهجتها القوة الامنية الفلسطينية ومجموعات حركة «فتح»، على الرغم من اعلان قائد الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب، من ان قواته باتت تسيطر على حي الطيري، لكن المعطيات التي تؤكدها مصادر قيادية فلسطينية تتحدث عن احتفاظ الجماعات الاسلامية المتطرفة باجزاء من الحي، وترى ان الوقت ليس لمصلحة التوجه الذي اتخذته الفصائل الفلسطينية باستئصال جماعة بدر ومربعاته الامنية، وهدنة الساعات الست، ستسمح باعادة ترتيب اوضاعها العسكرية التي اُنهكت بفعل معارك الايام الثلاثة، على عكس حركة «فتح» التي بدت مرتاحة ميدانيا، بعد «حملة تطوع» جرت في صفوف الحركة في مخيمات فلسطينية اخرى، للمشاركة في معارك عين الحلوة، لافتا الى ان حجم الحماسة والجدية التي اظهرتها بقية الفصائل الفلسطينية، لم يكن بمستوى الحماسة في الميدان العسكري، وتعتبر ان المخاوف من قيام التنظيمات الاسلامية المتشددة المقربة من جماعة بدر، بفتح محاور عسكرية جديدة في احياء اخرى من المخيم، سيما وان هذه الجماعات لها وجود في احياء حطين والطوارىء والصفصاف، وهو امر، اذا ما اصبحت حقيقة، من شأنه ان يُحدث ارباكا في الساحة العسكرية الفتحاوية، فالمخيم في هذه الحال، سيتحول الى جزر مقطعة الاوصال من المحاور، وهو امر غير مرغوب به من الناحية العسكرية، لكن حركة فتح» بقدراتها وامكاناتها من شأنها مواجهة هذا التحدي، اذا بقي الاجماع الفلسطيني حولها على حاله.


«فتح» والفصائل لبدر… سلِّم نفسك وسلاحك


القيادة السياسية للفصائل الفلسطينية عقدت اجتماعا في صيدا، واعلن أمين سر حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي ابو العردات باسم الفصائل، عن اعطاء فرصة ست ساعات لتسليم مسؤول الجماعات الاسلامية المتطرفة بلال بدر وكل من له علاقة بحادثة الاعتداء على القوة المشتركة مع اسلحتهم الى القوة الامنية، واستكمال نشر القوة الامنية في كافة احياء المخيم دون استثناء، وخاصة في حي الطيري، وقال: افساحا في المجال امام الجهود التي تبذل من اجل تثبيت هذه المواقف نعطي فرصة ست ساعات لمن تبق من هذه المجموعة لتسليم أنفسهم وسلاحهم للقوة المشتركة، فلا بد من تطبيق القرارات التي اتخذناها لأننا امام امتحان لتحدي هذه المجموعة الخارجة عن الاجماع الفلسطيني ولن نسمح بعد آلان بالابتزاز لنا وللقوة المشتركة.


وذكرت اوساط قيادية فلسطينية، ان «القوى الاسلامية» التي تضم عصبة الانصار الاسلامية والحركة الاسلامية المجاهدة وحركة «حماس» وحركة «الجهاد الاسلامي»، تعهدت بنقل بنود الاجتماع الى بدر، والعمل على اقناعه بتسليم نفسه ومن تبقى من انصاره الى القوة الفلسطينية المشتركة، لطي صفحة الاشتباكات وحقن دماء ابناء المخيم.


«فرصة» الساعات الست، التي انتهت مهلتها عند السادسة من مساء امس، ادخلت المخيم ولساعات، في حال «الهدوء النسبي» الذي لم يخلُ من الرشقات الرشاشة المتفرقة، وهي تضمنت تسليم امير الجماعات المتطرفة المدعو بلال بدر وانصاره مع اسلحتهم، واستكمال انتشار القوة الامنية في كافة احياء المخيم، بما فيها المربعات الامنية التي اقامتها تنظيمات ومجموعات اسلامية متطرفة، سيما في احياء الطيري ومخيم الطوارىء والصفصاف وحطين، وهي احياء تتواجد فيها جماعات الاسلامية موالية للقوى الارهابية، وهذه النقاط شكلت اجماعا فلسطينيا في اجتماع القيادة السياسية الفلسطينية العليا التي اكدت على المضي في المعركة حتى تسليم المتورطين في الاحداث الامنية التي تجري في المخيم، وهي قرارات شكلت برأي الفصائل الفلسطينية، ردا حاسما على تمادي الساعين في كل مرة لتوريط المخيم وسكانه في مسلسل من الاحداث الامنية. وتم تكليف ممثلي «ألقوى الاسلامية» وبخاصة عصبة الانصار الاسلامية والحركة الاسلامية المجاهدة، بابلاع بدر بقرارات القيادة السياسية بشأن مصير بدر.



بدر يرد: مستعد للتواري عن الانظار!


وكما كان متوقعا، فان رموز الجماعات الاسلامية المتطرفة، توافقت على «صيغة» تُنجِّيها من خطر الحسم العسكري، وقد عقد اجتماع في مسجد النور الذي تديره عصبة الانصار الاسلامية والحركة الاسلامية المجاهدة، بحضور هيثم الشعبي ورامي ورد من تنظيم «جند الشام» حيث كُلفا بالاتصال ببلال ببدر، انطلاقا من العلاقات الوثيقة التي تربطهم به، لابلاغه بالقرارات التي تم اتخاذها في اجتماع القيادة السياسية الفلسطينية في صيدا، الى ان جاء رد بدر الذي اعلن قبوله بما كان يرفضه قبل المعركة .. انتشارالقوة المشتركة في كافة شوارع حي الطيري، وان لا مانع لديه من مشاركة اي فصيل، بما فيها حركة «فتح» التي كان يعارض مشاركتها في الانتشار في مربعه الامني، اما بخصوص الدعوة لتسليم نفسه وجماعته الى القوة الامنية او الى الاجهزة الامنية اللبنانية، فاعلن رفضه للدعوة بصورة قاطعة، لكنه ابدى «مرونة» تمثلت باستعداده الاختفاء والتواري عن الانظار.


وفي تكرار للسيناريو الذي وضعه الشيخ احمد الاسير خلال معركة عبرا التي خاضها ضد الجيش اللبناني في حزيران العام 2013، نقلت اوساط فلسطينية عن احد الاسلاميين المتطرفين، ان بلال بدر خاطب انصاره بالقول.. لن اسلم نفسي ولن اُسلم احدا من اخواني المؤمنين، وما يجري معركة لا تخوضها «فتح» وحدها، موجها اتهاماته الى الجيش اللبناني (الجيش الصليبي!) و«حزب الله» «الرافضة» الذي يقتل الشباب المسلم في سوريا.




رام الله تقرّر مصير حي الطيري


وعلمت «الديار» ان قيادة حركة «فتح تٌجري مشاورات مع قيادتها في رام الله، وبمتابعة من مسؤول الملف الفلسطيني في لبنان عزام الاحمد، بشأن رد مسؤول الجماعات المتشددة بلال بدر، من انه لن يسلم نفسه، ولكنه مستعد للتواري والاختفاء من المخيم .فيما قال القيادي في عصبة الانصار الشيخ ابو شريف عقل لقد وضعنا حلولا ونعمل على تنفيذها الان، هناك بعض الخروقات والتفلت، ولكن نعمل على ضبط الوضع، والساعات القادمة تحمل مزيدا من الاستقرار.




الميدان


وامس، سجلت اشتباكات عنيفة في حي حطين في المخيم، وشنت مجموعات عسكرية تابعة للقوة الامنية الفلسطينية وحركة «فتح»، واستخدمت اسلحة رشاشة وقذائف صاروخية، وسجل استخدام مدافع الهاون، وتسببت بحرائق اندلعت في عشرات المنازل، فيما ارتفعت حصيلة الاشباكات الى 7 قتلى واكثر من 40 جريحا، وافادت مصادر طبية في مستشفى الراعي الذي شرَّع ابوابه لاستقبال جرحى الاشتباكات منذ اليوم الاول، وبمواكبة من فريق من اللجنة الدولية للصليب الاحمر، ان اربع حالات من بين الجرحى حرجة ويجري علاجهم في غرف العناية المشددة، لافتا الى ان هناك اصابات بالغة سجلت في المصابين الذين يجري معالجتهم. الى ذلك واصلت وحدات من قوى الامن الداخلي في اجراءاتها لحماية المواطنين العابرين على طريق صيدا ـ الجنوب، حيث قامت بقطع الطريق في محلة حسبة الخضر المتاخمة للمخيم، بعد تعرضها للرصاص «الطائش» الذي طاول ايضا مستشفى صيدا الحكومي الواقعة عند المدخل الشمالي للمخيم ومنطقة سيروب، وكان سجل سقوط قذيفة صاروخية في منطقة التعمير المتاخمة للمخيم، واخرى سقطت في محلة الفوار، فيما اعلنت الشبكة المدرسية لصيدا وجوارها عن تعليق الدروس في مدارسها (اليوم الاثنين)، بسبب الاوضاع الامنية المتدهورة.


وتوفي الفلسطيني محمد عزات موسى الذي كان يخضع لعلاج دقيق في مستشفى الراعي، جراء اصابته في ظهره، ليرتفع عدد القتلى الذين سقطوا خلال الايام الثلاثة الماضية الى 7، وقرابة العاشرة ليلا، تجددت الاشتباكات على محور الطيري في المخيم، وجرى تبادل لاطلاق النار من قذائف صاروخية ورشقات نارية،


اسامة سعد

والتقى امين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد امين سر حركة «فتح» ومنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي ابو العردات، مؤكدا على دعم الاجماع الفلسطيني لوضع حد للاشتباكات الدائرة في المخيم، والتي تنعكس انعكاساً سلبياً خطيراً على الأوضاع في مدينة صيدا والجوار، والوقوف مع الإجماع الفلسطيني على نشر القوة الأمنية المشتركة في كل أحياء مخيم عين الحلوة بهدف إحلال الأمن والاستقرار، وضبط حالة الفلتان الأمني ووضع حد لمسلسل الأحداث الأمنية المتكررة. واعتبر سعد أن أمن المخيم من أمن صيدا وأمن الجنوب والأمن الوطني اللبناني عامة، مشددا على ضرورة المسارعة إلى وضع حد لما يجري في المخيم، وعلى ضرورة الالتزام من قبل الجميع بالمقررات الصادرة عن الاجتماع الموسع وبمتطلبات تطبيقها عمليا. وكان سعد اجرى اتصالات بمفتي صيدا الشيخ سليم سوسان، ومدير مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد الركن خضر حمود مدير مخابرات الجنوب في الجيش اللبناني، واللواء صبحي أبو عرب قائد الأمن الوطني الفلسطيني، وعلي بركة مسؤول حركة حماس في لبنان، وأبو عماد الرفاعي مسؤول حركة الجهاد الإسلامي، وأبو عماد رامز مسؤول الجبهة الشعبية القيادة العامة، والشيخ جمال خطاب مسؤول الحركة الإسلامية المجاهدة، والشيخ أبو شريف عقل الناطق الرسمي باسم عصبة الأنصار، وتداول معهم في خطورة الاوضاع الامنية في المخيم.

المصدر : محمود زيات – الديار














google-playkhamsatmostaqltradent