" الفلسطينينون هم من صنعوا الحرب الاهليه ، و عليهم ان يعودوا لبلادهم "
كلمات نطق بها رأس الكنيسة المارونيه ! تصريحات قد تكون مفهومة
لو صدرت عن شخصية ميليشياويه او حزبيه مثل سمير جعجع و غيره
من امراء الحرب . لكنها غير مفهومة من مرجعيه دينيه كبيرة ،
بما تحتويه تلك الكلمات من عنصريه و اتهامات غير موضوعيه .
البطريرك اكثر من غيره يعلم الاسباب الحقيقيه للحرب اللبنانيه ،
لانها مرتبطة ارتباطا عضويا بطائفته .
فالحرب عام 1975 و الحروب التي سبقتها ناتجة عن التركيبة الطائفيه
غير العادلة للنظام السياسي اللبناني ، و هو الذي وضع من خلال الاستعمار
الفرنسي و شاركت فيه زعامات من طوائف مغرمة بهذا الاستعمار .
الحروب الاهليه في لبنان ليست جديده عليه ، فهي سبقت اللجوء الفلسطيني
باكثر من مئة عام ، فلقد وقعت الحرب الاهليه عام 1840 و تبعتها حرب
1860 . ثم كانت ثورة 1958 التي جرت في ظروف صعبة
كان يعاني منها الفلسطينيين بعد سنوات قليلة
من لجوئهم الى لبنان ، و تمثل ذلك بالمعاملة اللاانسانيه
من قبل اجهزة النظام القمعيه ، بالاضافة للظروف الاقتصاديه القاهرة
التي مروا فيها . هذا لم يمكنهم من المشاركة الكبيرة مع اخوتهم اللبنانيين
في تلك الثورة العارمة . اما الحرب الاهليه الاخيرة فكانت لا تحتاج لاكثر
من شرارة و جاءت الشرارة من المليشيات الطائفية العنصرية الحاقدة
عندما اعترضت قافلة لمجموعة من المدنيين الفلسطينيين في منطقة
عين الرمانه و ارتكبت بحقهم مجزرة بشعة . هكذا بدأت الحرب يا سيادة
البطريرك و كان الفلسطينيين ضحايا لا مخططين . من الانصاف قول
الحقيقة لا سيما اذا صدرت من مرجعية دينية معتبره . نحن ليس لدينا
عقدة من النقد ، و جاهزون لاية مراجعة في حال ضلوعنا في عمل
لا يتماشى مع عدالة قضيتنا ، و لا يخدم قضايا امتنا ، لكن المشكله
بالاجحاف و الصاق التهم التي لا تقوم على حقائق او اسانيد .
يدعونا سيادة المطران لترك لبنان ! فمن قال لك اننا نريد الاستيطان في لبنان !
فنحن نريد ان نعود الى فلسطين و ستكون العودة قريبة ان شاء الله .
فلسطين اقدس بقعة على الارض بعد مكة ،لا نستبدلها باي مكان على وجه
الارض ، مع كل المحبة التي نكنها للبنان و للبلدان العربيه العزيزة . مع العلم
ان اجدادنا الكنعانيين العرب الذين سماهم الاغريق بالفنيقيين و اخذت كتب
التاريخ تستخدم هذا الاسم ، هم اول من استوطن في لبنان و اول من بنى
حضارتها و هذه الشواهد تجدها على الساحل السوري الممتد من اوغاريت
الى غزة و من هناك الى قرطاجة في المغرب العربي ، ثم عاد اجدادنا
من الصحابة و حرروها من الروم و عادت من جديد لاصحابها العرب .
و اما غيرنا فهم اما من بقايا البيزنطيين الذين احتلوا سواحلنا بعد حروب
طويلة مع القبائل العربية القديمة ، و اما من مخلفات الحملات الصليبيه
التي قامت بسبعة حملات تستهدف احتلال بلاد العرب و خصوصا فلسطين .
و قد اقام الصليبيين ممالك لهم في بيت المقدس و عكا و صور و طرابلس
و انطاكيه و الرها . و لما تمكن المسلمين من تحرير هذه المناطق ، تركت
للعائلات الصليبية حرية الاختيار في البقاء و العيش بكرامة تحت الحكم
الاسلامي العادل او الرحيل و العودة الى البلاد الاوروبيه التي جاؤوا
منها ، فاختارت العائلات الصليبيه التي كانت تقطن الرها و انطاكية البقاء
في البلاد الاسلامية و من ثم هاجرت الى لبنان و المناطق الشاميه الاخرى .
لبنان يا سيادة البطريرك و باقي البلاد العربيه عزيزة علينا ،
مثلما ان فلسطين عزيزة علينا . لكن فلسطين الارض المباركة ، لنا معها
عشق ابدي لا يضاهيه عشق ، فكل ما نطلبه من الاشقاء قليل من
الانصاف و قليل من الصبر فنحن موعودون بالنصر، و انا نراه كما نراكم .