نريد ان نثق بهذه الانظمة الكرتونيه التابعة ! لكن كيف يكون ذلك و على اي
اساس ، و هل ترك لنا الحكام المتخاذلون اي مجال للثقة ؟ متى و في أي موقف
اظهروا جرأة و رجولة في وجه القوى الكبرى ، و امام العدو الصهيوني ؟
نعم نريد ان نثق بهم ، لكن مواقفهم تدعوننا للتراجع و ترسخ في اذهاننا اعلى
مستويات الريبة و الظنون ، فهم لا يملكون الحد الادنى مما امتلكه المعتصم
عندما تحداه الروم ، ولا يصلون الى التفكير بفعل ما قام به هارون
مع نقفور البيزنطي . كتب هارون على ظهر رسالة نقفور بضع كلمات :
" من هارون امير المسلمين الى نقفور كلب الروم ، الرد هو ما ستراه عينيك "
هل يجرؤ احدهم ان يقول للرئيس الامريكي : حضرة السيد ترامب انا ارفض
طلبك لانه يخالف رغبة شعبي و لك الشكر ! لن يكون هذا الا عند الدول
المحترمة و المستقلة استقلالا حقيقيا ، كاستراليا حيث قام رئيس الوزراء بوضع
صورة ترامب تحت قدميه بعد ان اظهر ترامب عدم احترامه للرجل و لدولته !
نقولها بالفم الملآن : نحن لا نثق بكم ايها الحكام العرب من المحيط الى الخليج ،
لاننا لا نريد ان نبني ثقتنا على اوهام ، و لاننا نعرفكم جيدا ، انتم موالي و الموالي
لا يمكن ان يتمردوا على اسيادهم . انظمة تخشى على عروشها و تعيش على
المساعدات الامريكيه الاوروبيه . هذه الدول الصناعيه تتحكم بالسياسات الخارجيه
و حتى الداخليه و بالاقتصاد الوطني ، و تجعل السيادة اسمية ، فمن يمتلك السيطرة
على الاقتصاد و الثقافة و الاعلام يملك القدرة على تسيير الامور . و هذا كله
بايدي المنظمات الصهيونيه و الدول الكبرى الواقعة تحت سطوتها ، و بالتالي
فإن الانظمة العربيه التي تعمل ضمن هذه الادارات و السياسات مرتبطة
عضويا بالادارة الامريكيه و الغربيه و بالماسونية و اذرعها ، ان كانوا يعلمون
ذلك او يجهلون ! ومن اجل هذا نحن نخشى على كل مقاوم و عالم و مبدع و مفكر
يعيش تحت رحمة الانظمة الكرتونية هذه . لان تلك الانظمة مستعدة للتعاون لاقصى الحدود
مع الامبريالية الامريكيه و الصهيونيه لمواجهة اي حالة تعتبر خطرا على امن " اسرائيل ".
و هنا سؤالنا : لماذا ينظر القضاء الاردني في موضوع الطلب الامريكي بتسليم احلام التميمي؟
المسألة مفروغ منها ! أحلام ساهمت في اعمال مقاومة مشروعة في مناطق محتلة ،
تؤكد القرارات الدوليه الصادرة عن مجلس الامن و الجمعيه العامة بان القدس
تقع ضمن تلك الاراضي . و يؤكد ميثاق جنيف بان اعمال المقاومة مشروعة
من قبل الشعب الذي يقع تحت الاحتلال . و مع ذلك لقد اعتقلت احلام لمدة عشرة سنوات
و افرج عنها باتفاق تبادل الاسرى بين المقاومة الفلسطينيه و كيان الاحتلال عام 2011 .
و بهذا طوي ملفها باعتبارها اسيرة محررة و لان تحريرها جاء باتفاق، فلماذا يعاد
فتح الملف من جديد بعد طلب الادارة الامريكيه ، و ما هي الاسس القانونيه التي جعلت
الدولة الاردنيه ترسل ملفها للقضاء ! ثم هل القضاء حر و مستقل ام انه يعمل
من خلال " ريموت" في احد مراكز الاستخبارات ، او بقرار يصدره " جلالة سيدنا" ؟
و جلالته فوق كل السلطات ، لانه صاحب الامر و النهي و المخول بكل صغيرة و كبيرة !
هل في هذا التصرف محاولة لشرعنة أي تصرف تقوم به السلطات لجهة تسليم احلام ؟
استطيع الجزم بان حياة احلام التميمي في خطر في حال تسليمها للادارة الامريكيه
و في حال عدم تسليمها ايضا .كما و ان حياة المقاوم الاردني احمد الدقامسه في خطر
، و كل من له علاقة باعمال المقاومة و التي تؤدي لمقتل صهاينه في وضع الاستهداف
من قبل العدو الذي يعتبر دماء اليهودي مقدسة و دماء العربي المسلم بلا قيمة !
شلت الايدي التي يمكن ان يفكر اصحابها بتسليمك يا احلام ، و شلت ايدي كل
متعاون مع اعداء شعبه و امته ، و كل من باع ضميره و شرفه و ارتمى باحضان
اعداء الانسانية الذين يقتلون احلام الطفولة في فلسطين .