recent
أخبار الساخنة

خاص: ذوو الاحتياجات الخاصة في "برج البراجنة" : بإرادتنا صنعنا الحياة


وكالة القدس للأنباء - خاص


لم تقعدهم الإعاقة، ولم تحدَ من حيويتهم وعطائهم، تحدوها بإرادة صلبة وعزيمة قوية، تعلموا وأبدعوا، بعد أن وجدوا حضناً يأويهم ويعلمهم ويسهر على رعايتهم.

ذوو الاحتياجات الخاصة في "مركز أمان" بمخيم برج البراجنة، رووا لـ"وكالة القدس للأنباء"، مشوارهم مع التعلم ورفض الجلوس في البيت أو اللجوء إلى الشارع، فتحولت أناملهم طاقة عمل قدَموا من خلالها نماذج الشباب المكافح، أتقنوا مهناً أعانتهم على متابعة الحياة والاندماج في المجتمع بروح ومعنوية مختلفتين.

كان اللقاء في ملعب "أجيال العودة"، تحدثوا عن تجربتهم باعتزاز ، فتحدث أحمد مليجي عن أهمية الجمعية في توفير التدريب حتى بات ورفاقه يتقنون العمل في النجارة وصناعة الكراسي والطاولات والكنابايات.

وقال :"في البداية وجدت صعوبة ومع الوقت تعودت عليها وخلال أسبوعين صرت أعرف أعمل كل شيء".

وأوضح:" مهمتي كراسي حبال، وحتى نعمل الكرسي نتعاون، واحد بيعمل نجارة وواحد بيغري وثالث بيربط حبال، فكلنا منتعاون لحتى نعمل كرسي".

توفير مهنة لمواجهة أعباء الحياة

جهاد يعمل على حف الخشب وجمعها، أصبح يعتمد على نفسه أكثر نتيجة الرعاية التي يتلقاها خاصة من المعلم أبو جابر، وقال:" الآن صار عندي مصلحة أطلع منها مصاري".

وأعرب محمد حماد عن سروره، لما وفرته الجمعية له، موضحاً "أنا بشتغل كل شي، جمع كراسي، ومنروش بويا وصرنا ننتج كثير أشياء حلوة مثل مفاتيح العودة وخريطة فلسطين".

علي فران يعمل شد حبال وكراسي، وقد تحسن وضعه حالياً بعد أن توفرت له مهنة.

بدوره يوسف سويد قال:" نحن نشتغل حف كراسي وتركيب، ولولا الجمعية كنا دايرين في الشوارع".

وأوضح المدرب في جمعية "أمان" ، خليل محمد كايد (أبو جابر)، أن "فكرة إنشاء مركز لذوي الإحتياجات الخاصة في المخيم جاءت نتيجة التهميش الذي كانت هذه الفئة من الشباب تعاني منه ".

وأضاف :"خلال خبرتي في التدريب في هذا المجال منذ خمسة وعشرين عاماً شعرت أن الأولاد الفلسطينيين من ذوي احتياجات الخاصة لا يجدون فرصة للعمل فيقعدون ويكبرون في المخيم لا شغلة ولا عملة، فكان لا بد من خطوة عملية لتشغيل هؤلاء الشباب، من خلال تحصينهم وتعليمهم."

وقال:"حتى نفسح مجال العمل لهم بشكل نموذجي تعرفنا إلى شباب صفحة ذكريات مخيم برج البراجنة، فرحبوا بالفكرة كثيراً، وكان عندهم استعداد لتقديم كل شيء يقدروا يساعدونا فيه، وأول ما بدأنا استأجرنا مركزاً لهم وبدأنا من لا شيء، وكانت الفكرة فتح المركز لهم، هيأناهم بأول سنة وعملنا أول معرض، وصار لدى عشرة شباب راتب أسبوعي، والمعمل صار مثل محمية لهم، وسنة عن سنة تعززت نفسيتهم بنفسهم ونظرة العالم لهم تغيرت، بالأول كانوا يمشون بالطريق والعالم تشفق عليهم شفقة، الآن بالعكس صاروا منتجين وصفحة شباب البرج ساعدتني كثيراً، لأنه كنت أنزل صورهم وهم يعملون إنتاجهم، حتى أشجع العالم وأعرفهم بأنهم ليسوا مهمشين، بل بحاجة بأن تعطيهم الأمان حتى ينتجوا."

إنتاج وبصمة مميزة

وتابع:"وصلنا لمعرضنا الثالث "طاقتي في إعاقتي" وكان لهم إنتاج وبصمة مميزة بالصناعات اليدوية، شعروا إنه هناك من يحبهم ويهتم ويشعر بهم ويعطيهم كيانهم، وبالفعل مركز أمان كان أماناً لهم لأنهم يشعرون بالأمان فيه، حتى في أيام العطل يأتون إلي، حسوا أن هذا المركز لهم".

وأوضح :"أعمل في مدرسة الأيتام، وعملي هنا تطوعي، ولا أحد منا يتلقى أجوراً، فهم أولادنا و يجب أن نهتم بهم، ولا يجوز الإستخفاف بقدرات هذه النوعية من الأولاد حتى ولو عن طريق المزح، ولازم يعملولهم كياناً وينبهوا على أولاد المدارس إنه هؤلاء الأولاد مرضى وربنا خلقهم هكذا ، فهم منتجون والمعرض لوحده يحكي مدى قدرتهم على الإنتاج، حتى طلاب المدارس زاروا المعرض واستغربوا مما وجدوه، وتساءلوا كيف استطاع هؤلاء الشبان من عرض ما هم عاجزون عن فعله".

وقال مدير الجمعية حسين سعادة أن "المعرض كل سنة بتعمله أمان خاص بذوي الإحتياجات الخاصة ،هذه الفئة التي كانت مهمشة أصبحت منتجة حتى صرنا ندعو المدارس ليشاهدوا ويلمسوا نشاطهم، أصبحوا يشعرون بأن هذه الفئة هي أهم منهم لأنها عملت على تطوير نفسها وأصبحت تنتج عملاً خاصاً بها، وصارت تحس بالفرق هي وأهلها، وإنتاجها الذي تنتجه نقوم بتسويقه لها."

قد يمر المرء بعائق أو ظرف طاريء، لكن ذلك يجب أن لا يخذله أو يحد من طموحه، عليه أن يواصل الطريق، تماماً كهذه النماذج التي برهنت أن صاحب الإرادة قادر على أن ينتصر للحياة، ذوو الاحتياجات الخاصة في برج البراجنة، وفي كل المخيمات الفلسطينية طاقة تحدَت الصعب .. وانتجت وقدمت عملاً يستحق التنويه.






google-playkhamsatmostaqltradent