recent
أخبار الساخنة

الرفاعي يوقّع كتابه: "إشكالية الدولة الإسلامية".. في قصر "الأونيسكو" في بيروت

من المقرر، أن يوقّع معين محمد الرفاعي (أبو عماد الرفاعي)، كتابه (إشكالية الدولة الإسلامية المعاصرة – تصور الحركات الإسلامية المعاصرة) في قصر "الأونيسكو" في بيروت، الساعة الخامسة من عصر يوم الخميس في السادس من نيسان 2017.

وكتاب "إشكالية الدولة الإسلامية" للرفاعي، من إصدار "بيسان" في بيروت، يقع في مجلد مكون من حوالي 710 صفحات من القطع الكبير، في لحظة تعكف فيها العديد من الحركات الإسلامية على إجراء مراجعات فكرية لرؤاها وتصوّراتها السياسية، فهل يشكل الكتاب إضافة نوعية تخدم هذه المراجعات؟!

ربما لا تكون الإشكالية التي يطرحها أبو عماد الرفاعي حول الشرعية الدينية لإقامة الدولة الإسلامية جديدة؛ فقد سبق وناقشها كثيرون.. غير أن مناقشة هذه الإشكالية انطلاقاً من تصورات الحركات الإسلامية المعاصرة، هو أمر جديد تماماً، وغير مألوف في تناول الفكر الإسلامي السياسي المعاصر.

ولعلّ ذلك هو ما دفع بالمفكر الكبير، الدكتور محمد سليم العوا، إلى القول في تقديمه للكتاب (إشكالية الدولة الإسلامية المعاصرة – تصور الحركات الإسلامية المعاصرة) "لفتني، أول ما لفتني، الجرأة الفكرية في تناول موضوع شائك شائق، في المنظومات الفكرية التي تقدّمها حركات حية فاعلة – وأحياناً متخاصمة أو متصارعة – في الواقع السياسي والاجتماعي والوطني الإسلامي.  ذلك أن دراسة المسائل الفكرية من الزاوية التاريخية أكثر أماناً للباحث، وأدعى إلى قبول اختلافه مع ما كان، ممّن يؤيد رؤيته، وممن يعارضها أو ينكرها على السواء.  أما دراسة الفكر في حركته الواقعية القائمة فعلاً، والتعرض لنقد التجارب التي قامت عليها، أو لتقويمها، فإنه "مُسَعّر حربٍ" على الدارس وعلى نتائج بحثه".

يناقش الرفاعي في كتابه تصوّرات كبرى الحركات الإسلامية المعاصرة لمسألة إقامة الدولة الإسلامية، انطلاقاً من نصوص مؤسسيها وكبار مفكريها، متتبعاً الأدلة الشرعية التي بنوا عليها تلك التصورات، ومناقشاً إياها، مبيّناً تطوّرها التاريخي، وما لحق بها من تطور أو ضمور  وهو في كلّ ذلك، لا يكتفي بعرض الفكرة، بل يبحث في أبعادها، ويسبر أغوارها، ويستعرض نتائجها، بنظرة الناقد، الذي يدرس الأمور من داخلها.

بعد الفصل التمهيدي الذي يناقش فيه الرفاعي الأسباب والظروف والنتائج التي تمخضت عن انهيار السلطنة العثمانية، بصفتها آخر إطار سياسي جامع للأمة الإسلامية، يستعرض تصوّرات الدولة الإسلامية لدى كل من: جماعة الإخوان المسلمين، الجماعة الإسلامية في باكستان، حزب التحرير، حركة النهضة في تونس، الثورة الإسلامية في إيران، الحركة الإسلامية في السودان، وحزب العدالة والتنمية في تركيا.

لا يكتفي الرفاعي بتوثيق تصوّر هذه الحركات لمسألة الدولة الإسلامية، بل يتطرق أيضاً إلى العديد من القضايا الشائكة، مثل: الانتخابات، والديمقراطية، وولاية الفقيه، والحريات العامة، والمشاركة في الحكم، والتعددية الحزبية، والجهاد، والثورة، وغيرها.

ويخصّص الكتاب الفصل الأخير لمناقشة مصطلحي "الحكم" و"أولي الأمر"، كما وردا في السياق القرآني، مبيناً ما لحق بمفهوم هذين المصطلحين من تحوير عبر الأزمنة المختلفة، ومستنتجاً أن البناء على الآيات القرآنية لا يسوّغ بحال اعتبار إقامة الدولة أمراً ملزماً، أو واجباً دينياً.

النقطة الأبرز التي يوضحها الرفاعي في كتابه هي توثيقه لانقسام مفكري الحركات الإسلامية المعاصرة بين اتجاهين رئيسيين: اتجاه يتبنى الدولة كأولوية لإقامة شرع الله، واتجاه آخر يرى أن الأولوية هي إقامة المجتمع المسلم، وأن مسألة السلطة/ الدولة في الإسلام تأتي على هامش هذه الأولوية، وليس في صلبها ولئن كان أصحاب الاتجاه الأول أعلى صوتاً وأوسع انتشاراً، إلا أنّ أصحاب الاتجاه الثاني ليسوا أقل شأنا ويأتي في مقدمتهم المرشد الثاني لجماعة الإخوان المسلمين، الشيخ حسن الهضيبي، والدكتور حسن الترابي، والشيخ راشد الغنوشي ولا يخفي الرفاعي تأييده لأصحاب الاتجاه الثاني.

أول ما يخلص إليه الرفاعي قوله "إنّ تركيز الحركات الإسلامية المعاصرة على مفهوم "الدولة الإسلامية"، كفكرة محورية، أدّى إلى تقديم قراءة أيديولوجية للإسلام، ارتكزت - عند كثير من مفكري الحركة الإسلامية - إلى صبّ الإسلام في قالب الدولة الحديثة وأجهزتها ومقتضياتها، دون الأخذ بعين الاعتبار أنّ مفهوم الدولة بذاته هو مجرد معطى تاريخي يخضع لإطاريْ الزّمان والمكان، في حين أنّ الإسلام يتجاوزهما وقد قادت هذه القراءة إلى سلسلة من الارتكاسات في الفكر السّياسي الإسلامي المعاصر، تجلّت بوضوح في مماهاة الإسلام بالدولة، ومماهاة الشّريعة بالقانون وفي محاولات إضفاء شرعيّة إسلامية على مفاهيم غربيّة حداثيّة كالديمقراطية والعلمانية وسواهما".

ويوصي بتوجيه الدعوة إلى الحركة الإسلامية "إلى إعادة الاعتبار لبناء المجتمع المسلم، والالتفاف حول قضية فلسطين، كقضية جامعة للأمّة، وكأولوية إسلامية لا خلاف عليها، في انتظار بلورة رؤية سياسية إسلامية تخرج الأمّة من مأزق التغريب والخضوع للهيمنة الغربية، مبنيّة على أصول سليمة من هَدْي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة".

google-playkhamsatmostaqltradent