recent
أخبار الساخنة

فائدة قيمة في الاخلاص



الإخلاص➖ هو حقيقة الدين، وهو مضمون دعوة الرسل
⬜ قال تعالى:
(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء).
⬜وقوله: 
(الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ).

قال الفضيل بن عياض في هذه الآية: "أخلصه وأصوبه". 
قيل: "يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه؟" قال: أن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم تقبل وإذا صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل، حتى يكون خالصاً صواباً؛ والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنة". أ.هـ

 مناهج السنة 6/ 217.

قال العز بن عبد السلام : 
"الإخلاص أن يفعل المكلف الطاعة خالصة لله وحده، لا يريد بها تعظيماً من الناس ولا توقيراً، ولا جلب نفع ديني، ولا دفع ضرر دنيوي". أ.هـ
 مقاصد المكلفين ص 358

قال الإمام ابن القيم رحمه الله:

◽ الإخلاص : تصفية العمل من كل شوب
✏أي لا يمازج عمله ما يشوبه من شوائب إرادات النفس :
▪ إما طلب التزين في قلوب الخلق
▪ وإما طلب مدحهم والهرب من ذمهم 
▪أو طلب تعظيمهم 
▪أو طلب أموالهم 
▪أو خدمتهم ومحبتهم وقضائهم حوائجه 
▪أو طلب محبتهم له
▪ أو غير ذلك من العلل والشوائب التي عقد متفرقاتها : 
⬅هو إرادة ما سوى الله بعمله كائنا ما كان 
وهو على ثلاث درجات 
1⃣الدرجة الأولى : 
▫إخراج رؤية العمل عن العمل والخلاص من طلب العوض على العمل والنزول عن الرضى بالعمل
يعرض للعامل في عمله ثلاث آفات : ➖رؤيته وملاحظته 
➖وطلب العوض عليه
➖ ورضاه به وسكونه إليه
⤴ففي هذه الدرجة يتخلص من هذه البلية فالذي يخلصه من رؤية عمله : ↩مشاهدته لمنة الله عليه وفضله وتوفيقه له وأنه بالله لا بنفسه وأنه إنما أوجب عمله مشيئة الله لا مشيئته هو كما 
⬜قال تعالى :( وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين )
⤴فههنا ينفعه شهود الجبر وأنه آلة محضة وأن فعله كحركات الأشجار وهبوب الرياح وأن المحرك له غيره والفاعل فيه سواه وأنه ميت والميت لا يفعل شيئا
➖ وأنه لو خلي ونفسه لم يكن من فعله الصالح شيء البتة
 فإن النفس جاهلة ظالمة طبعها الكسل وإيثار الشهوات والبطالة وهي منبع كل شر ومأوى كل سوء وما كان هكذا لم يصدر منه خير ولا هو من شأنه
◽ فالخير الذي صدر منها :
 إنما هو من الله وبه لا من العبد ولا به كما 
⬜قال تعالى :( ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكى من يشاء)
⬜ وقال أهل الجنة (الحمد لله الذي هدانا لهذا) 
⬜وقال تبارك وتعالى لرسوله صلى الله عليه و سلم(ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا) 
⬜وقال تعالى : (ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم..) الآية
فكل خير في العبد فهو مجرد فضل الله ومنته وإحسانه ونعمته وهو المحمود عليه فرؤية العبد لأعماله في الحقيقة كرؤيته لصفاته الخلقية : 
من سمعه وبصره وإدراكه وقوته بل من صحته وسلامة أعضائه ونحو ذلك فالكل مجرد عطاء الله ونعمته وفضله
⬅فالذي يخلص العبد من هذه الآفة : ▫معرفة ربه
▫ ومعرفة نفسه 
▫والذي يخلصه من طلب العوض على العمل : ➖علمه بأنه عبد محض والعبد لا يستحق على خدمته لسيده عوضا ولا أجرة إذ هو يخدمه بمقتضى عبوديته
 فما يناله من سيده من الأجر والثواب تفضل منه وإحسان إليه وإنعام عليه لا معاوضة 
⬅إذ الأجرة إنما يستحقها الحر أو عبد الغير فأما عبد نفسه فلا
والذي يخلصه من رضاه بعمله وسكونه إليه : أمران :2⃣⤵
أحدهما : مطالعة عيوبه وآفاته وتقصيره فيه وما فيه من حظ النفس ونصيب الشيطان فقل عمل من الأعمال إلا وللشيطان فيه نصيب وإن قل وللنفس فيه حظ 
سئل النبي عليه الصلاة والسلام عن التفات الرجل في صلاته فقال : هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد
↩فإذا كان هذا التفات طرفة أو لحظة فكيف التفات قلبه إلى ما سوى الله هذا أعظم نصيب الشيطان من العبودية
وقال ابن مسعود لا يجعل أحدكم للشيطان حظا من صلاته يرى أن حقا عليه : أن لا ينصرف إلا عن يمينه فجعل هذا القدر اليسير النزر حظا ونصيبا للشيطان من صلاة العبد فما الظن بما فوقه
 وأما حظ النفس من العمل :
✏ فلا يعرفه إلا أهل البصائر الصادقون
الثاني : علمه بما يستحقه الرب جل جلاله : من حقوق العبودية وآدابها الظاهرة والباطنة وشروطها وأن العبد أضعف وأعجز وأقل من أن يوفيها حقا وأن يرضى بها لربه 
فالعارف لا يرضى بشيء من عمله لربه ولا يرضى نفسه لله طرفة عين ويستحيي من مقابلة الله بعمله
فسوء ظنه بنفسه وعمله وبغضه لها وكراهته لأنفاسه وصعودها إلى الله : يحول بينه وبين الرضى بعمله والرضى عن نفسه
وكان بعض السلف يصلي في اليوم والليلة أربعمائة ركعة ثم يقبض على لحيته ويهزها ويقول لنفسه : 
◾يا مأوى كل سوء وهل رضيتك لله طرفة عين
وقال بعضهم :
 آفة العبد رضاه عن نفسه ومن نظر إلى نفسه باستحسانشيء منها
⬅ فقد أهلكها ◾
⬅ومن لم يتهم نفسه على دوام الأوقات فهو مغرور.➖▪◾اه.

مدارج السالكين
google-playkhamsatmostaqltradent