أقام مكتب شؤون المرأة في حركة أمل احتفالا في مبنى قيادة اقليم البقاع ، بمناسبة يوم المرأة العربية ، برعاية وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية عناية عز الدين ، وحضور حشد من الفعاليات السياسية والاجتماعية والهيئات النسائية.
النشيد الوطني اللبناني ونشيد حركة امل افتتاحا، وعرفت الحفل السيدة ربى الحلاني.
عز الدين
وألقت الوزيرة عز الدين كلمة قالت فيها: "اذا سلمنا بان الناس يشبهون الطبيعة الجغرافية التي ينتمون اليها ويتقاسمون معها الصفات والميزات، فالبقاع سهل ممتد معطاء ممتلىء نعمة وعزة وفخرا وتضحية وايثارا وكرما وغيرة وحمية، وبعلبك تضرب جذورها في التاريخ والحضارة، واحدى المحطات الهامة التي شهدتها هذه المدينة في تاريخنا عندما زحف اهل البقاع من كافة الجهات للقاء الامام المغيب السيد موسى الصدر وليؤدوا القسم الذي احتوى كل المعاني والقيم التي آمن بها الامام الصدر ونادى بها وجاهد وناضل من اجلها، قيم لبنان النهائي والتمسك بالوحدة الوطنية ومقاومة العدو الاسرائيلي ومقاومة الحرمان ، والاهم قيمة احترام الانسان".
وأضافت: "نحن النساء معنيات وفي يوم المرأة العربية وفي هذا الزمن الصعب الذي تدفع فيه النساء في العالم العربي الثمن الكبير ، ثمن الاحتلال الاسرائيلي والتطرف التكفيري وغيابوالتنمية وفقدان العدالة الاجتماعية واشتعال الحروب وانعدام تكافؤ الفرص بين الرجال والنساء".
وتابعت: "نحن معنيات ببذل الجهود والمبادرة الى الفعل ومغادرة مساحة ردة الفعل. النساء العربيات لا يملكن ترف التقاعس او القبول بالامر الواقع اجتماعيا وثقافيا وعلى مستوى قوانين الاحوال الشخصية ومواجهة العنف بشقيه الجسدي والرمزي ، وانا قناعتي الشخصية ان هذا العمل يفترض ان يكون متناغما معرقيمنا الدينية والاجتماعية الراقية بعيدا عن التقاليد والاعراف البالية ، وبعيدا ايضا عن وصفات جاهزة او اجندات يتم اسقاطها علينا وقد لا تكون ملائمة لخصوصيتنا وهويتنا".
وعدت عز الدين ب "تبني ودعم الكوتا النسائية والنضال من اجلها" ، وقالت: "لحسن الحظ انني انتمي الى حركة سياسية اعلن رئيسها الرئيس بري تاييده للكوتا، وهذا سيسهل علي المهمة. فاذا كان قانون انتخابي عادل قائم على النسبية هو المعبر الى الدولة والاصلاح السياسي وتعزيز المشاركة وتامين فرصة تمثيل كل المكونات السياسية والطائفية ، فان الكوتا النسائية في هذا القانون هي المعبر الى تكافؤ الفرص اجتماعيا وسياسيا ، وهي المقدمة لحياة سياسية يشارك فيها كل مكونات المجتمع نساء ورجالا ، ليس في عملية الاقتراع فقط، انما في صناعة القرار".
واكدت ان "حقوق للبقاع تعني تطبيق الطائف الذي تتسابق القوى السياسية والحكومات المتعاقبة على المطالبة بتحقيقه، وقد نص الطائف كما هو معلوم على الانماء المتوازن، ولكن البقاع لم يعرف في تاريخه للاسف اي من ترجمات هذا الكلام الدستوري ، البقاع لا يزال بمنأى عن هذا الواجب المفروض على الدولة اللبنانية. هذه المنطقة التي لم تبخل بدماء ابنائها في معركة تحرير الارض من العدوان الاسرائيلي ولا في معركة لبنان ضد الارهاب التكفيري، لا تزال تنتظر الزراعات البديلة ومشاريع الري والسدود ومشاريع التطوير السياحي ، والأهم قانون العفو الذي يشكل مقدمة لمعالجة الاوضاع الامنية والاجتماعية في هذه المنطقة العزيزة".
ورأت عز الدين ان "البقاع يحتاج الى خطة طوارئ بكل ما للكلمة من معنى ، خصة بهدف تثبيت البقاعيين في ارضهم ، لا بل ارجاع اهالي البقاع من بيروت الى قراهم ومدنهم البقاعية ، وهذا يتطلب تطوير طرق المواصلات بين العاصمة والمنطقة البقاعية، ولماذا لا يعمل على سكة حديد تلتقي بخطوط القطارات في سوريا؟".
وتابعت: "هذه المنطقة هي خزان المياه اللبناني ، منها ينبع الليطاني والعاصي، فاين السدود ومشاريع الري؟ كما انها الخزان الزراعي للبنان فأين السياسة العمرانية التي تاخذ بعين الاعتبار الاراضي الزراعية التي تعتبرها الدول جزءا من امنها القومي؟ نحن في منطقة يمكن ان تشكل بنية تحتية لتوليد الكهرباء عبر الطاقة الشمسية، فاين الخطط والمشاريع؟".
وختمت الوزيرة عز الدين بالقول: "يؤسفني ان اكون في موقع المطالب بالخطط وانا جزء من السلطة التنفيذية التي يفترض ان تنفذ الخطط وتطبقها، ولكني اتحدث انطلاقا من كوني ابنة هذه المنطقة وابنة حركة امل التي تعتبر هموم اهالي البقاع وحقوقهم ومطالبهم على رأس اولوياتها. عهدنا اليوم ان نكون صوت البقاع ولسان حاله في كل المواقع الرسمية وغير الرسمية، والحزبية والتنظيمية التي نتواجد فيها لنكون ايضا بمستوى قسم الامام موسى الصدر، وبمستوى تمثيل اهل هذه المنطقة الأعزاء والكرام".
عون
بدورها رئيسة مكتب شؤون المرأة المركزي رباب عون قالت: "نحتفل في البقاع اليوم بيوم المرأة العربية الذي أطلقه حامل الامانة دولة الاخ الرئيس نبيه بري في الاتحاد البرلماني العربي تكريماً لدور المرأة العربية ونضالها وعطاءاتها، وما عانته وتعانيه من الاحتلال الاسرائيلي واللون الآخر له العدو التكفيري وما يصيبها من ويلات جراء ممارساتهما الاجرامية. وكليهما لا يرحمان لا إمرأة ولا طفلاً ولا شيخاً وينتهكون مقدساتنا اﻻسلامية والمسيحية بهدف تدميرالإنسان والتراث والتاريخ".
وتابعت: "نساؤنا في لبنان من جنوبه الى شماله وبقاعه يشهد لهن اذان الفجر حين واكبن ابناءهن الى ركب القافلة الحسينية، حين اعتصرن زيتون الالم مع انين جرحاهن، حين حاربن العدو الاسرائيلي بالزيت المغلي وجرار الفخار ورمي الحجارة، وحولّت دموع اطفالها الى ارادة وعزيمة ان كان في كسب العلم والمعارف او السعي وراء لقمة العيش في كافة أصقاع الارض وأثبتن انه على قدر اهل العزم تأتي العزائم, هن اللواتي اقتدين بصبر وشجاعة وثبات السيدة زينب وايمان وتقوى السيدة مريم العذراء في زرع القيم واسس التربية السليمة من اجل بناء جيل ناجح واع قوي جاهز لمواجهة كل التحديات".
وأضافت: "اسمحوا لي ان اتكلم عن الاخت الحركية التي شكلت ركناً أساسياً وبإمتياز في العمل المقاوم، ، حيث كانت عوناً وللمجاهدين،ومثيلة لهم في الجهاد والشهادة، وشريكة أسرارهم بأمانة وتنقل لهم المعلومات الأولية والخطيرة وادوارها تتفاوت بين المراقبة والحراسة ونقل السلاح حتى قيادة العمليات وتركيب وتفكيك العبوات وأهمها مواكبة بعض العمليات الإستشهادية قبل وحين وبعد حدوثها
إلتزاماً بالنهج الصدري المقاوم "أننا بأمس الحاجة لنساء يقوين العزائم ويقفن بقوة" للدفاع عن الارض وحمل المسؤولية وهذا ما يردده حامل الأمانة دولة الأخ الرئيس نبيه بري "نساؤنا لديهن عزيمة الأبطال في جهادهن".
إعلان منتصف المقال
وأكدت انّ "فلسطين ستبقى قضيتنا المركزية ولن تموت لأنها قضية المقدسات ووصية اﻻمام الصدر الذي قال يوما أن شرف القدس يأبى أن تتحرر اﻻ على أيدي المؤمنين الشرفاء نؤكد الوقوف دائما مع تطلعات واماني الشعب الفلسطيني في استرجاع ارضه ونيل حقوقه ومنها حق العودة ورفض التوطين".
واعتبرت ان "هذا اللقاء الجامع وتحديدا في البقاع رمز العيش المشترك تأكيداً على الانصهار الوطني وخصوصاً في ظروف نحتاج الى ترسيخ هذا المفهوم بإقرار قانون انتخابي عصري ديمقراطي عادل مجرد من المصالح الشخصية والحسابات الفئوية الضيقة ويضمن العيش المشترك وتمثيل كافة شرائح المجتمع ومنها المرأة للوصول الى دولة عادلة والنهوض بها بإستثمار ثرواتها وطاقات ابنائها".
وقالت: " من دواعي سرور مكتب شؤون المرأة أن تفتتح من البقاع باكورة أنشطتنا لهذا العام معالي الوزيرة وهي إبنة بيت مقاوم ربى شهداء التزاما بنهج الإمام الصدر،وهي نموذج لإمراة ناجحة بكل ما للكلمة من معنى".
وختمت: "أشكر حضوركم وعلى أمل ان يجمعنا دائما ما هو خير للمرأة، وما هو خير للوطن، وكل عام والمرأة بخير وكل عام لبنان بخير وكل عام والعالم العربي بخير".
سليمان
وتحدثت آمنة سليمان مسؤولة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في لبنان، فتوجهت بالشكر الى مكتب شؤون المرأة في حركة امل "الذي يعمل على تعزيز دور ومكانة المرأة اللبنانية والارتقاء بوضعها حتى تساهم بفعالية في عملية التنمية الشاملة وفي موقع صنع القرار".
ولفتت الى "الوضع المأساوي والصعب للمرأة الفلسطينية في ظل الاحتلال الاسرائيلي الذي يهدد الامن الانساني للنساء الفلسطينيات مما يزيد من حرمانهن من حقوقهن الاساسية".
مصطفى
وتحدثت الحاجة جميلة مصطفى باسم الهيئات النسائية في حزب الله ، فقالت: "العالم من حولنا يعاني حروبا ضروس تدفع منها المرأة الثمن الاكبر حيث النزوح والتهجير والقتل الجماعي والتعذيب والجراح والسجون ، وتعاني الفقر والرعب والاسر ، وعادت فيها الى دياجير الجاهلية ، فاسترقت وبيعت في اسواق النخاسة، ومن قدر لها الهرب من الحرب حملت على كاهلها عبء عائلة واطفال صغار حرصت ان تبقى لها مظلة تحميها وتذود عنها".
وطالبت "باعداد خطط وبرامج تعالج قضايا المرأة، وتقترح حلولا جدية لها".
فارس
وألقت السيدة منى فارس كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي ، فوجهت التحية والشكر الى الرئيس نبيه بري "لاشراكه المرأة في القرار في المكتب السياسي وكافة مؤسسات حركة امل ، وبالتالي تمثيل الحركة في مجلس الوزراء الحالي بالدكتورة عناية عز الدين ، فشعرت كل واحدة منا انها ممثلة خير تمثيل في هذه الحكومة".
وأضافت: "في بداية هذا العهد الجديد الذي نعول عليه كثيرا ، مع التحية لفخامة رئيسنا العماد ميشال عون، نأمل ان تكون الطبقة السياسية قد تعلمت من التجارب المرأة التي عاشها لبنان في السنوات العشر الماضية، فلا تطل علينا مشاريع قوانين انتخاب مشبوهة تعمق الفرز الطائفي وتمعن في تفتيت بلدنا وشعبنا، كما نامل معالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية معالجة جذرية علمية تعتمد منطق الدولة لا التسوية".
وطالبت بقانون انتخاب "ديمقراطي عصري خارج القيد الطائفي ، يعتمد لبنان دائرة انتخابية واحدة على اساس التمثيل النسبي، مع خفض سن الاقتراع الى 18 سنة، واعتماد كوتا للمرأة بنسبة 30 ٪".
جبور
وتحدثت عضو المكتب السياسي للتيار الوطني الحر رندلى جبور فاعتبرت ان "لا مكافحة حقيقية للارهاب المستشري ، الا بالمرأة التي هي وحدها قادرة على منع تسلل الأفكار المتطرفة واليائسة والمجنونة والهدامة الى عقول الابناء، ولا امل في اي شيء بلا حركة واضحة للنساء في مجتمعاتنا واوطاننا ، على امل الحركة لتغيير الصورة القاتمة التي نعيشها".
وقالت: "يجب ان تصلح المرأة داخلها لنتمكن من الوصول الى إصلاح المجتمع، يجب ان تغير المرأة ما في ذاتها ليبدأ التغيير من حولها، فلا إصلاح ولا تغيير من دون ان تعي المرأة حقوقها وتؤمن بقوتها وإمكاناتها ولا تقمع طموحاتها".