recent
أخبار الساخنة

أهالي "تجمع القاسمية"لـ"القدس للأنباء" : مصيرنا التشرد أو البديل!


وكالة القدس للأنباء - خاص


الزائر لتجمَع القاسمية للاجئين الفلسطينيين لا يسمع من الأهالي سوى الحديث عن مشكلة واحدة: البحث عن بديل لمساكنهم التي تتهددها الجرافات وقوانين الإخلاء، تمهيداً لعبور الأوتوستراد العربي المقرر منذ سنوات، فلهم مع الأرض التي يقيمون فوقها بشكل مؤقت ذكريات وعرق، لقد كانت بوراً تغطيها الصخور فحولوها بفضل عملهم إلى أرض زراعية ساهمت في إنعاش تلك المنطقة، ولكن هذا لا يعني أنهم متشبثون بها إلى ما لا نهاية، ولا هم ضد تحسين وامتداد الاوتوستراد، إنما مشكلتهم شبيهة.بمشكلة تجمع الشبريحا، تتلخص بتوفير قطعة أرض لإقامة مساكن لهم.

تعود جذور قرارات الإخلاء إلى 45 سنة، لكنها كانت بحق 3 أشخاص، أما اليوم فهي بحق 45 شخصاً أي 45 عائلة مهددة بالتشرد.

يشعر السكان بضيق شديد، وأزمة نفسية ومعنوية كبيرة، ومع ذلك لم يفقدوا الأمل بأن يعمل المعنيون من أجل توفير الحل.

"وكالة القدس للأنباء" التي زارت التجمع، التقت اللجنة الشعبية وعدداً من المواطنين، استمعت لمطالبهم ولتفاصيل المساعي المبذولة للحل، وكان لسان حالهم جميعاً : نحن نعيش مأزقاً حقيقياً والحل هو توفير البديل المناسب للمسكن الذي سنخليه.

من ينقذنا من هذا المأزق ؟

وأكد مسؤول اللجنة الشعبية في التجمع، صلاح رحيمة، لـ " وكالة القدس للأنباء" أن أساس المشكلة هي مطالبة الورثة بالأرض ، بعد أن كان صاحبها عسيران قد استقبل الوافدين من فلسطين عام 1948 مقابل العمل عنده، فكان مسكنهم هنا في القاسمية التي كانت آنذاك جبلاً ليس فيه إلا الصخر والبلان. أما اليوم بعد أن حكمت المحكمة بالإخلاء لا يوجد أمامنا أي حل، فنحن في مأزق ومن يملك المال لا يستطيع التملك، وإن سجل الملك باسم لبناني فلا يوجد أي ضمان مستقبلي لذلك وسنعود إلى نفس المشكلة، والأغلبية لا يملكون المال من الأصل".

وأوضح رحيمة أنهم أبلغوا السفارة الفلسطينية بتفاصيل هذا الوضع، والسفير بدوره سوف يخبر الرئيس أبو مازن بالمشكلة لأتخاذ الإجراءات المناسبة.

أما عضو اللجنة الشعبية في التجمع، أبو مازن، فطالب الرئيس عباس و"وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا" والقوى والفعاليات الفلسطينية والدولة اللبنانية بإيجاد حل مناسب لأصحاب الأرض، مشيراً إلى أن "الملف يفتح بين الحين والآخر، ففي العام 1997 دفع الأهالي 300 ألف ليرة لبنانية بعد أن كان قرار المحكمة بالاخلاء ودفع 500 ألف.ل.ل".

الأهالي يطالبون بالبديل

وطالب أهالي التجمع الدولة اللبنانية بتقديم البديل شاكرين عائلة عسيران على استقبالهم، ويقولون أنه لم يعد لديهم الآن سوى الطريق.

وتقول أم محمد " أعطونا بديل بنطلع، يفتحولنا الباب مثل ما فتحولنا البوابة يوم أجينا، يفتحولنا البوابة حتى نرجع، وين بدنا نروح بحالنا؟"

وطالب المواطن أحمد حمد الدولة اللبنانية والرئيس عباس بالبديل،وقال المشكلة قديمة جديدة تفتح بين الحين والآخر دون أن يتوفرحلاً، معلناً تشبثًه بحقه وبأنه لن يخرج من بيته إلا مقابل بيت آخر.

همَ إخلاء المنازل وهدمها يجمع بين تجمعي القاسمية والشبريحا، والمساعي والمطالب واحدة : توفير البديل الملائم..

هل يسمع أحد من المعنيين وجع هؤلاء المعرضين للتشرد، ليسارع بإجتراح الحل الإنساني المناسب؟

الفلسطيني ليس له ملاذ سوى تأمين سكن يحتضنه مع أفراد أسرته، بانتظار يوم عودته إلى دياره في فلسطين، والمسؤولية تقع على كاهل "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا" والمجتمع الدولي، والهيئات والمنظمات الإنسانية والحقوقية، والدولة اللبنانية.

الوقت يضيق والأزمة تتفاقم، فمتى يستولد الحل العادل والمنطقي للاجئي هذا التجمع؟


google-playkhamsatmostaqltradent