recent
أخبار الساخنة

أنامل خلاَّقة تُبدع في ابتكارِ صور خلاَّبة

فاطمة مجذوب
صيدا في 1 شباط 2017

يتنقل بِالشوارع دائمًا، لا يعرف لحظة استقرار، يراقب كل ما يحدث حوله أرضًا وجوًا، حياته عرضة للخطر بشكلٍ دائم، إنه "المصور الصحفيّ"، الذي يُكَرِّس طاقته بِكلِ حدب وصوب لِخلقِ صورةٍ صحفيةٍ بِألفِ كلمة، وأخرى بمليون كلمة. صور تصاب الأحرف أمامها بِفاجعة وتُختزل كُل الكلمات. فقد استطاع العديد من المصورين الصحفيين ان يصوروا صورًا تحمل في داخلِها فصولا وحكايات، فبعضها لا يحتاج الى نصوص ولا حتى إلى تعريف عنها، تصف نفسها بنفسها  وكأنها تقول لمن يشاهدها "أنا أصدق من كُلِ ما يُسمع ويُكتب". وراء كل صورة ناجحة ومؤثرة يدّ التقطت العدسة، وعين حدّدت الرؤيا لكي يولد في العالم الصحفي صورة جديدة لواقع ملؤه معاناة تسكن ذهن كل من يشاهدها.

معاناة يعيشها المصور الصحفيّ لايصال الصورة الصادقة للرأي العام لاسيّما في لحظاتِ الحرب وتوتر الاوضاع الأمنية، انه الجندي المجهول الذي يرمي بنفسه بِالمخاطر لالتقاط الاحداث لحظة وقوعها، فقد تكون  عينيه في عدسة الكاميرا تارة، وفي مراقبة المنطقة المتواجد بها تارة أخرى لكي يلتقط الصورة، ولكن للاسف كثيرون هم الصحافيون الذين ذهبوا ليلتقطوا الصورة فاصبحوا هم الصورة نفسها.
محمد ابو شامة إسمٌ مُبتدئ في عالمِ التصوير الصحفيّ، بدأ يلمع نجمه وهو لم يتجاوزَ العشرين من عمره، حمل عدسته وانطلق في الشوارع يصور هذا الوجه وذاك، هذا المنظر وذاك، هذا الحادث وذاك، حتى حالفهُ الحظ وبات اليوم مصورًا في وكالةِ الاناضول التركية.
وللحديث اكثر حول هذا الموضوع اجرينا مقابلة مع محمد الذي قال "منذ صغر سني وأنا احب التصوير فقد كان المشجع الاول لي والدي العلاّمة عماد أبو شامة الذي اشترى لي الكاميرا الأولى وكان يأخذني معه اينما ذهب لكي اصور، وزاد تعلقي بالتصوير عندما دخلت المدرسة، واُخترت كمصور للانشطة المدرسيّة، وهنا بدأت أخذ الموضوع بشكلٍ جديّ، حيث اكتسبت المهارات الاحترافيّة على يدّ خالي الاعلامي محمد الزعتري الذي قدم لي كل المستلزمات التي احتاجها ومن هنا بدأت العمل بشكلٍ حُرّ مع العديد من المؤسسات والشركات الاعلاميّة".
لا شكّ أن للمعاناة أولوية في عدسة محمد ولاسيّما معاناة اللاجئ الفلسطينيّ حيث تأخذ القضية الفسلطينية حيزًا مهمًا في حياته، واكد لنا ابو شامة ان اهم طموحاته هي رؤية وطنه فلسطين والتقاط صورة للمسجد الاقصى بعدسته بالاضافة الى وصوله الى قنوات ووكالات محلية وعالمية.

ينحدر محمد عماد ابو شامة من مدينة حيفا شمال فلسطين المحتلة، ولد في مدينة صيدا جنوب لبنان عام 1997، نشأ منذ طفولته عاشقًا للتصوير، حاصل على شهادة الجرافيك ديزاين ومازال حتى اليوم يتابع تحصيله العلمي في الجامعة اللبنانيّة الدوليّة في صيدا في اختصاص الاعلام،
ترعرع وسط عائلة مناضلة فهو أبن العالم الدينيّ عماد ابو شامة الذي كان من أشدِّ المجهادين بوجه العدو الصهيوني والمدافعين الشرسين عن القضيةِ الفلسطينية.

إذًا من هواية الى احتراف ثم العمل، انها هواية عند العديد من شباب هذا الجيل ولكن الاحتراف والنجاح في العمل الفوتوغرافي الصحفيّ هو الصعب بِحدِ ذاته، فقد استطاع محمد الذي لم يتجاوزَ العشرين من عمره ان يثبت نفسه في الوسط الاعلاميّ فرغم صغر سنه إلا انه استطاع تحقيق العديد من النجاحات والحصول على تكريمات مُسجلًا لنفسه حضورًا بارزًا بين زملائه.

google-playkhamsatmostaqltradent