recent
أخبار الساخنة

عائلة الصادق لـ " القدس للانباء" : منزلنا يتداعى و "الأونروا"غائبة !!


وكالة القدس للأنباء - خاص


مع أولى خطواتك إلى مخيم البص الواقع في صور جنوب لبنان، يصادفك منزل فؤاد أحمد الصادق الملقب بـ"أبو الطيب"، فجأة حوله نبأ تساقط أجزاء من سقف المنزل وتشقق الجدران إلى حدث، صحيح أنه ليس الوحيد من نوعه داخل المخيم، غير أن الأسرة التي تعيش فيه جراء ضنك العيش وقسوة المرض، شدَت الأنظار إليه، وفرضت على الجميع متابعة تفاصيله .

توجهت "وكالة القدس للأنباء" إليه، لمعرفة حقيقة ما جرى، وللقاء الأسرة الناجية من الموت المفاجئ.

بعد أن اطمأن أبو الطيب وزوجته إلينا، وعرفا مقصدنا، تم الترحيب بنا، واطلاعنا على وضعهما الصعب، فأعربا عن مخاوف أفراد العائلة من أن يصابوا وأطفالهم بمكروه، بخاصة أن منزلهم لم يعد آمناً. وهو يتداعى وعرضة للسقوط، وشكوا من أحداً لم يسمعهم ولم يتجاوب مع طلبهم للمساعدة، وهم يعيشون على الوعود منذ فترة، ويتساءلون : هل يمكن أن يستجيبوا لنا بعد أن يفقدونا ؟

تساقط قطع من سقف المنزل

تدارى أبو الطيب خلف وجع وضعه، عندما بدأنا نسأله عن واقعه وظروف حياته، وما تعرَض له المنزل، ضاعت الكلمات عن لسانه، وبدت عيناه الدامعتان تقولان أشياء كثيرة، وأخيراً قرر أن يترك الكلام لزوجته علَها تكون أكثر تماسكاً، وقدرة على التحمل.

بوداعة المرأة الصابرة، تحدثت الزوجة فقالت : " زوجي فقير مش صاحب مشاكل، ومن 4 سنين سجلنا طلباً بواقع البيت بالاونروا، قالوا لنا إن شاء الله بيجيكم الدور وبنحدد التكلفة، ولكن ما إجا إسمنا، لو زوجي بيعمل مشاكل كان من زمان عمرولنا " !

وأضافت وهي تحاول حبس مشاعرها :" مبارح وقع علي من سقف المطبخ شقف وانجرحت، ووضعنا مش كثير مرتاح، كل مرة بنحاول نزبط فيه بس على الفاضي، وأكثر من هيك ما فينا نعمل، حتى الغرفة يلي بننام فيها حاطين لها سقف مستعار حتى أي شي عم بيقع ما ينزل علينا".

الخوف من المجهول

المنزل شبه خالٍ من الأثاث، حتى من سجادة بسيطة تقيهم رطوبة الشتاء، أو من مدفئة تخفف عنهم قسوة البرد، عرفت ما يدور في خيالي، فقالت:" لأ ما عندي سجاد، زوجي يوم بشتغل وعشرة لأ، حسب الله ما يبعتله، والأونروا كل سنة بتسجل شو فيه عندنا غراض ولا مرة قدمت لنا شي، الحمدلله على كل شي، نحن ما بدنا شي بس ما أظل خايفة من أن يقع السقف على رؤوس أولادي الثلاثة وهني نايمين".

عائلة الصادق "أبو الطيب" كالكثير من أهالي مخيم البص يتجنبون طرق الأبواب لما لديهم من عزة نفس وكرامة، لكنهم يطالبون بحقوقهم المتوجبة على "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا"، وعلى منظمة التحرير الفلسطينية، والهيئات والمنظمات الاجتماعية والانسانية .

لماذا هذا التلكؤ في إعادة الإعمار أو الترميم، وهل هناك شواهد أكثر دلالة مما حصل لمنزل أبو الطيب وغيره، ولماذا تتستر الأونروا بغيابها بإذن من طين وأخرى من عجين ؟

لقد بات الأمر ملحاً إلى التحرك العاجل لتدارك وقوع الأسوأ.
google-playkhamsatmostaqltradent