المفوض العام لوكالة الأونروا "بيار كراهينبول":
لن نتخلى عن الدور الذي أوكل إلينا،بأن نكون الشاهد التاريخي على الظلم الذي حل بالشعب الفلسطيني
جاء ذلك على لسان المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئونالفلسطينيون “الاونروا" بيار كراهينبول،في اللقاء الذي جرى مع وفد مصغر من القيادة السياسية الفلسطينية في لبنان،الذي ضم فتحي ابو العردات أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية،ابو عماد الرفاعي – أمين سر تحالف القوى الفلسطينية،علي بركة – ممثل حركة حماس،علي فيصل- مسؤول الجبهة الديمقراطية،غسان ايوب- ممثل حزب الشعب الفلسطيني،صلاح اليوسف- عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية،ابو عماد رامز- مسؤول الجبهة الشعبية القيادة العامة،حسن زيدان – مسؤول حركة فتح "الإنتفاضة"،وقد حضر إلى جانب المفوض العام لوكالة الأونروا مستشارتهالأولى"ماريا المحمدي"،والمدير العام للأونروا في لبنان "حكم شهوان"،وذلك في المقر الرئيس لوكالة الأونروا في العاصمة اللبنانية بيروت،حيث نقل وفد الفصائل الفلسطينية للمفوض العام،تزايد المخاوف والقلق لدى اللاجئون الفلسطينيون في لبنان،من إحتمال وجود مشروع ما يهدف إلى وقف عمل وكالة الأونرا،وإنهاء خدماتها وتقديماتها للاجئين الفلسطينيين،ثم استعرض وفد الفصائل مجمل القضايا والإحتياجات المتعلقة بحياة ومعيشة اللاجئونالفلسطينيون في لبنان،أبرزها :-
١- اكد وفد الفصائل الفلسطينية على مبدأ الشراكة بين وكالة الأونروا والدولة اللبنانية والمرجعية الفلسطينية،في متابعة الشؤون الحياتية والمعيشية للاجئون الفلسطينيون في لبنان.
٢- تخصيص موازنة ثابتة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئينالفلسطينيين الاونروا،إسوة بالمؤسسات الدولية الأخرى،كي لا تبقى قضية اللاجئون الفلسطينيون عرضة للإبتزاز السياسي من هذه البلد الممول أو ذاك.
٣- مراعاة إدارة وكالة الأونروا لخصوصية وضع اللاجئون الفلسطينيون في لبنان،بسبب حرمانهم من الحقوق الإجتماعية والإنسانية وخاصة حق العمل.
٤- عدم التعرض لحقوق اللاجئون الفلسطينيون في لبنان،المسجلين في سجلات وكالة الأونروا،بالرعاية والخدمات،جراء تنفيذ مشروع التعداد العامللسكان والمساكن في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان،الذي بادرت له لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني وستنفذه بالشراكة مع المركزان(اللبناني والفلسطيني) للاحصاء خلال هذا العام 2017.
٥- فتح باب التوظيف في وكالة الأونروا في لبنان،لاستيعاب عدداً إضافياً من اليد العاملة والكفاءات والخريجين العاطلين عن العمل،خاصة في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة ومعدل البطالة المرتفع الذي يعاني منه اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.
٦- البحث عن حلول لمشكلة الإقتظاظ السكاني الكبير الذي تعاني منه المخيمات الفلسطينية في لبنان،من خلال مشاريع إسكانية،يمكن أن تقوم بها وكالة الأونروا بدعم من المجتمع الدولي،وبالتنسيق بين وكالة الأونروا والدولة اللبنانية،بما لا يؤثر على حق العودة.
٧- زيادة عدد العائلات المعتمدة ضمن برنامج حالات العسر الشديد في وكالة الأونروا بما يتناسب مع مستوى خط الفقر الذي يقدر معدله بـ 65% بين صفوف اللاجئون الفلسطينيون في لبنان،وفق ما أظهرته العديد من دراسات وكالة الأونروا.
٨- تغطية نفقات العلاج لمرضى (السرطان- الكلى – الاعصاب- الكبد- الدماغ) إلى ما نسبته 85% من كلفته اسوة بالدولة اللبنانية،وكذلك تأمين الأدوية اللازمةلهم ،خاصة وأن هذه القضية هامة جداً وتتعلق بحياة الأنسان.
٩- مراقبة ومتابعة قيمة فاتورة الاستشفاء للمرضى في المستشفيات الخاصة،من قبل المعنيين في وكالة الأونروا،تحديداً فيما يتعلق بنسبة الـ 20% المفروضة على المرضى،والتي تتعرض للتلاعب من قبل المستشفيات.
١٠- إنهاء تكدس الطلاب في الصفوف بما لا يزيد عن الـ 35 طالباً في الصفالواحد،خاصة وأن هناك العديد من المدارس،تتضمن صفوف يتجاوز عدد طلابها الـ 45 طالباً،كما ندعو إلى حل مشكلة الشغور في المدارس،بانتدابمعلمين مياومون إلى أن يتم اعتماد معلمين ثابتين.
١١- استمرار دعم وتغطية التعليم الثانوي بشكل كامل،وزيادة عدد المنح الجامعية المقدمة من قبل وكالة الأونروا للطلاب الفلسطينيين في لبنان.
استكمال تنفيذ برنامج الترميم للمنازل الآيلة للسقوط في المخيمات،وإجراء مسح جديد بحيث يطال كافة المنازل التي لم يشملها البرنامج الذي اعتمد قبل عامين.
١٢- معالجة قضية العائلات التي تبلغت قضائياً،بإخطارات لإخلاء منازلها في مخيمي (الشبريحا والقاسمية)،على قاعدة تأمين المسكن البديل،وإلى أن يتم ذلك على إدارة وكالة الإونروا متابعة هذه القضية مع الجهات اللبنانية المختصةلتجميد تنفيذ هذه الإخطارات.
١٣- معالجة مشكلة النفايات في مخيمات صور،خاصة وأن بلدية برج الشمالي عرضت قطعة أرض وهي على استعداد لإجراء شراكة مع الأونروا لاستيعاب كل نفايات مخيمات صور.
١٤- استكمال إعمار مخيم نهر البارد،وإعادة العمل بخطة الطوارئ،خاصة فيما يتعلق ببدلات الإيجار التي كانت تقدم سابقاً للعائلات التي لازالت منازلها في المخيم مدمرة،ومعالجة قضية التعويضات لأبناء المخيم الجديد.
١٥- إستمرار تقديم وكالة الأونروا لبدل الإيجار الذي يقدم حالياً للعائلات الفلسطينية النازحة من سوريا إلى لبنان،حتى تنتهي الأزمة السورية،وتتحقق لهم العودة الآمنة إلى مخيماتهم التي نزحوا منها.
المفوض العام "بيار كراهينبول"
بدوره المفوض العام "بيار كراهينبول"،اعتبر أن لهذا لإجتماع أهمية تتمثل بتبادل الافكار والاراء،خاصة في ظل المتغيرات التي تجري على الساحة العالمية،وتحديداً في ظل النزاعات التي تجري في العالم العربي،مؤكداً بأن هناك أمور لا تتغير أبداً،ومن بينها عزم الأونروا والتزامها بحماية ولايتها والتمسك بها،مشدداً على أن ولاية الأونروا ليست للبيع،وأنها لن تذهب إلى أي مكان،ولن نخضع ولن نركع ولن نعتذر عن الدور الأساسي الذي أوكل إلينا،في أن نكون الشاهد التاريخي على الظلم الذي حل بالشعب الفلسطيني،لأن لاشي على الإطلاق يضاهي بالأهمية إحترام حقوق اللاجئون الفلسطينيون،وهنا يمكننا أن نناقش كل شئ،نوعية التعليم،نوعية الصحة والخدمات وكل شئ تقدمه الأونروا.
واستطرد كراهينبول قائلاً:صححولي إن كنت مخطئاً،بأنني لم التقي يوماً بأي لاجئ فلسطيني مستعد للتخلي عن سبعة وستون عاماً من اللجوء مقابل حصوله على الحقوق الإنسانية.
ثم قال :أنا اشكركم على منح فرصة تبادل الأراء والأفكار ووجهات النظر فيما يخص كل هذه المسائل،وفي الكثير من الأحيان تشعرون ونشعر جميعاً وكأن العالم قد تخلى او غابت عن باله مسألة اللاجئيون الفلسطينيون،ولكن في السادس من شهر كانون الاول المنصرم صوتت 167 دولة عضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة مع قرار التجديد للأونروا لثلاث سنوات مقابل ستة دول صوتت ضد هذا القرار،وهذا ان دل على شيئ فإنه يدل عن تعبير شامل عن التضامن الدولي مع اللاجئون الفلسطينيون.
وعن تهديد ترامب بوقف التمويل لوكالة الأونروا قال المفوض العام:هناك أمر يستوجب منا عناية خاصة اكثر من أي وقت مضىو,بسبب الغموض الذي يلف موضوع انتخاب الرئيس "دونالد ترامب"،ونحن اليوم اكثر من اي وقت مضى نلتزم بموقنا الداعم للاجئون الفلسطينيون،وبإيجاد حلول لمسائل الدبلوماسية والتمويلية،وعلينا أن ننتظر لتتضح الامور وتنجلي أمامنا اكثر.
ثم واصل كراهينبول حديثه للفصائل الفلسطينية قائلاً: اعتقد بأن اليوم اكثر من أي وقت مضى نتلمس اهمية إيجاد فرص عمل ومنح اللاجئون الفلسطينيون الحق في العمل في ظل هذه الظروف،ونحن نبذل جهود كثيرة وسنطلعك على البمادرات التي نتخذها خاصة فيما يتعلق بتعزيز مصادر الدخل ومصادر الرزق للاجئون الفلسطينيون ومنح فئة الشباب الفلسطيني المزيد من الفرصلمواجهة الحياة الإقتصادية.وفضلاً عن النشاطات التقليدية التي نقدمها،هناك مبادرات جديدة للعام 2017 هنا في لبنان،ربما سيتم لاحقاً الحديث عنها معكم بالتفصيل،ولكن اود بعجالة أن اشير إلى ابرزها، المتعلقة بترميم المنازل الآيلة للسقوط،حيث هناك جهة اتصلت بالأونروا وابدت استعدادها لتبني مشاريع ترميم منازل.
وبالنسبة للاجئون الفلسطينيون من سوريا،لدينا ما يكفي من الموارد المالية لنغطي حتى شهر أذار،وذلك من الأموال التي جمعناها بجهود جمع التمويل في العام الماضي،وبالنسبة لما تبقى من العام 2017 سنحشد المزيد من المبالغالإضافية ونتمنى أن لا يكون هناك اي تغيير فيما نقدمه للاجئون الفلسطينيون من سوريا.
وفيما يتعلق بما ذكرتموه في مسألة الإستشفاء،نحن نعرف بأن هذه المسألة دقيقة جداً خاصة على ضوء الأزمة التي حصلت في مجال الاستشفاء،وهنا يجب ان نستمر في طمئنة المجتمع الفلسطيني حول إمكانية إجياد حلول خاصة لأولئك الذين يعجزون تماماً عن تغطية الفرق الذي يتوجب عليهم دفعه من فاتورة الإستشفاء.
وفي ما يتعلق بتجديد ولاية الأونروا وما حصل في نيورك،نود التوضيح،وهو أنه أتى في إطار التجديد للأونروا لثلاثة سنوات،حيث اتخذ قرار بأن يقوم امين عام الأمم المتحدة بجولة استشارات مع الدول الأعضاء لإيجاد أفكار جديدة تتعلق بتحقيق مزيد من الاستقرار في تمويل الأونروا،ومن الناحية الاستراتيجية هذا في غاية الأهمية ولكن حتى الأن ليس لدينا اي ضمانات ولكن هكذا تسير الأمور في الحياة ولابد من أن نشتهد.
وبالنسبة للمطالبات الكثيرة حول ما يسمى رفع التمويل الاساسي الذي يأتي للأونروا من الأمم المتحدة وهذا ما دائما يتحدثون عنه اللاجئون ،وفي حال حصل فإنه إيجابي ولكن ربما في حال بعض الدول رأت بأن التمويل الأساسي للأونروا قد ارتفع،من المحتمل بأن تقوم هي بتخفيض والتراجع في التمويل الخاص الذي كانت تقدمه بشكل مباشر وطوعي،وقد نصل إلى ذات النتيجة يرتفع التمويل من جهة وينفخفض من جهة اخرى،نأمل أن لا يحصل هذا وأن نحافظ على التمويل المرتفع من كلا الإتجاهين.
أما بما يتصل بعملية الإحصاء المزمع إجراءها للاجئين الفلسطينين في لبنان، فإنني اتفهم من جهة المخاوف والقلق الذي يساوركم،واتفهم من الجهة الأخرى ايضاً الحاجة لمثل هذا الاحصاء،ولكن اود أن أقول لكم بأن اللاجئ الفلسطيني الموجود في اي مكان ومسجل لدى الأونروا،يبقى قائماً ولا يرتبط هذا بذاك.
وعن مبدأ الشراكة التي ذكرتموه وعن ضرورة استباق الامور بحيث نكون متعاونين دائماً وان لا تأخذنا الامور على حين غرة،اوافقكم تماماً وادعم هذا الرأي بجدية،ولدي تمني منكم أن تكون روح الشراكة بالاتجاهين،أي إذا كان لديكم اي انتقادات او ملاحظات او مخاوف او أي أمور لا ترضون عنها بالنسبة إلى الاونروا،أن نعود ونلقي بمثل هذه اللقاءات ولو التقينا الف مرة ولو تحديتم قراراتنا ولو قلتم لنا ان هذا القرار لا نريده وننتقده،قد نغيره وقد نمزقه ولكن أن تسود روح الشراكة فيما بيننا في اجتماعاتنا وليس أن تكون علانية لأن في هذا تحدي لنا ولمصداقيتنا،والأخطر هو ما يمكن ان يشكل ذلك من فقدان للثقة بين الدول الممولة و وكالة الاونروا التي قد تتجه الى تخفيض او ايقاف تمويلها ،ومسألة تعاونكم معنا في النواحي الأمنية وعدم السماح بإغلاق مؤسسات ومنشآت او مدارس او مكاتب الأونروا ,تكمن الشراكة فيما بيننا،وإذا توصلنا إلى ذلك فإن ذلك يعني بأننا موحدين ولا احد يستطيع أن يفرق بيننا.
12/2/2017
المفوض العام لوكالة الأونروا "بيار كراهينبول": لن نتخلى عن الفلسطينيين
الحجم
إعلان منتصف المقال