هذه الازقة الضيقة الفقيرة ليست ميادين للاقتتال ، و تلك المنازل
المتهالكة ليست متاريس للمتقاتلين . هنا في هذه الدائرة المكتظة بالسكان
و شبه المحاصرة من الخارج خرّجت الرجال الذين كبدوا العدو الصهيوني
خسائر فادحة ابان الاجتياح عام 1982. هنا في هذا المخيم و في بقية
المخيمات يتم بناء الابطال الذين يتهيأون لتحرير الوطن السليب ، و الذين
يدافعون عن شعبنا من اي اعتداء . المحاصرون في منازلهم الذين يتعرضون
للقذائف من كل الاتجاهات هم ليسوا اعداء انهم آباؤكم و امهاتكم و ابناؤكم .
فكفاكم عبثا بهم و بامنهم ، كفاكم ترويعا للاطفال . فلا يجازى هذا الشعب
العظيم المعطاء بهذه العبثية و هذا التسيب . عليكم ايها المتقاتلون ان تختاروا
اما ان تكونوا حماة لهذا الشعب لا يرتفع سلاحكم الا للدفاع عنه و في مواجهة
العدو الصهيوني ، و اما ان تنصرفوا و تتقاتلوا بعيدا عن الزواريب البائسه .
عيب فيكم ووصمة عار على جباهكم عندما توجهون السلاح لصدور بعضكم،
و تقدمون خدمة مجانيه للحاقدين و العملاء الذين يكيدون لمخيماتنا و يتربصون
للنيل منها . هل تريدون تبرير الحملات الشعواء التي تستهدف مخيماتنا ، و تصفها
بالاوصاف التي لا تليق بشعب الشهداء و التضحيات ؟ هل تريدون اثبات ما يقولونه
بان المخيمات في حالة من الفلتان ، و مراكز للفساد و اوكار للارهاب ؟
هل هذه حقيقة المخيمات ؟ ام ان مخيماتنا كانت و لا زالت و ستبقى منارات
للمحبة و الاصلاح و التعاون ، و منطلقا للعلاقات الطيبة مع الجوار ، و ماكينة
للفداء و التضحية من اجل الوطن . هل ترغبون بتقديم المبررات لاعمال
الجدار العازل على تخوم المخيم ، و استمرار حال الحصار و التضييق و منع
مواد الاعمار و غيرها من دخول المخيمات ؟! ماذا تريدون يا من تطلقون
النار داخل المخيم و بين البيوت الامنه ، من هو عدوكم ، هل انتهينا من مقاتلة
الاحتلال و استرجعنا اراضينا و التفنا لبعضنا البعض ؟ هل توقف الاحتلال
عن تهويد اراضينا و تدنيس مقدساتنا و قتل اولادنا و اعتقال الالاف
من الرجال ! من احق بالرصاص و القذائف الصاروخية ، منازلنا ام الاستحكامات
الصهيونيه . متى نفهم على بعضنا البعض و نحكم عقولنا و نحرم اطلاق الرصاص
على انفسنا . متى ترتفع لغة الحوار بيننا على لغة الاقتتال و الصراعات الداخليه ؟
المخيمات ليست حكرا لاحد و لا مرتعا للعبث ، المخيمات مراكز للتعبئة
الوطنيه و للكفاح ضد الاحتلال الصهيوني و لن يقبل احد ان تكون غير ذلك .